ملف العسكريين المخطوفين شهد فصلا تصعيديا جديدا من قبل الاهالي الذين رفعوا وتيرة تحركاتهم واقفلوا طريقين رئيسيين: ضهر البيدر واوتوستراد القلمون. وقد ترافق هذا التصعيد مع تهديدات جديدة لجبهة النصرة، وقصف مسائي قام به الجيش على تجمعات المسلحين في جرود عرسال، بعد غارات سورية عليهم صباحا.
فقد عمد اهالي العسكريين الى تنفيذ اعتصام على طريق ضهر البيدر عند مفرق فالوغا واقفلوا الطريق الدولية في الاتجاهين بالاطارات المشتعلة والسواتر الترابية متوعدين بالمزيد من التصعيد حتى تحرير ابنائهم، وانتقدوا السياسيين والحكومة مشددين على انهم يريدون اولادهم بمقايضة او بغير مقايضة. وبعد 5 ساعات على تحويل السير القادم من البقاع في اتجاه بيروت، نحو طريق زحلة ضهور الشوير، وتدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق شخصيا، اعيد فتح الطريق، في حين قطع اهالي العسكريين شمالا طريق القلمون جزئيا ونصبوا خيمة متوعدين بتحرك ضخم في بيروت.
وقال الاهالي في اجتماع بخيمة الاعتصام على اوتوستراد القلمون انهم بحثوا في اشكال التصعيد، ومن بينها الزحف الى بيروت او اغلاق الطريق البحري.
وكان الاهالي قد نصبوا خيمتين واحدة للرجال واخرى للنساء من اجل ان يبيتوا ليلتهم على اوتوستراد القلمون.
تهديدات النصرة
في هذا الوقت توجهت جبهة النصرة في تغريدة على موقعها في القلمون على تويتر الى الجيش اللبناني وحزب الله بالقول: سترون ما يسوؤكم، فالايام المقبلة حبلى بالمفاجآت.
هذا واشارت زوجة العسكري المحتجز علي بزال الى انها التقت عناصر من جبهة النصرة، معلنة ان الجبهة اجلت اعدام البزال اسبوعا شرط ان تستجيب الحكومة لمطالبها.
واشارت الى ان جبهة النصرة لم تطالب بانسحاب حزب الله من سوريا، ولا الافراج عن الاسلاميين في سجن رومية، بل طالبت بتسليم كل الاسرى الذين احتجزهم الجيش اللبناني منذ اليوم لاول لاحداث عرسال.
وفي اتصال هاتفي مع قناة lbc اوضحت رنا البزال، انها لم تلتق زوجها بل التقت عناصر من جبهة النصرة حملتها مطالبها الى الدولة وهي ليست مطالب تعجيزية كما اوهمنا رئيس الحكومة تمام سلام.
هيئة العلماء
من ناحية اخرى، وجهت هيئة علماء المسلمين خلال مؤتمر صحافي امس كلمة الى الأهل الصابرين المصابرين عائلات الجنود المختطفين، وقالت الحل ليس عند الحكومة اللبنانية ولا القطرية، الحل عند من يعيق التفاوض داخل مجلس الوزراء، وننصحكم أن تشكلوا خلية حل لا خلية أزمة وألا تتوقفوا عن الضغط على الوزراء وزيرا وزيرا وأن تحاسبوا من يبيعكم الكلام والأوهام، ونؤكد لكم بأن الهيئة بذلت قصارى جهدها لحل هذه الأزمة الإنسانية وقدمت كل ما تستطيعه لكن هناك من أطلق النار على المبادرة وعلى وفد الهيئة، وتحملت الهيئة في ذلك الكثير ومع ذلك فهي لن تدخر جهدا للمساعدة حين يكون تدخلها مفيدا.
وقالت أيتها الحكومة العتيدة، إن المخرج من تداعيات تدخل ما يسمى حزب الله في مؤازرة الارهاب الاسدي لا يكون بتوريط الجيش الذي هو آخر المؤسسات المؤتمنة على أمن الناس، وإنما من خلال الضغط على حزب الله لسحب عناصره من سوريا والتوقف عن قتل الشعب السوري. ونطالب بتوسيع منطقة عمليات القبعات الزرق لتنتشر على الحدود اللبنانية – السورية.
وأخيرا أيها السياسيون لا تضعوا الجيش والشعب بين مطرقة حزب الله وسندان النظام الأسدي.
بدوره قال النائب خالد الضاهر في مؤتمر صحافي أحذركم أن الناس تكاد تنفجر من ممارسات عملاء النظام السوري والثورة على الظلم الذي ينال أهلنا في طرابلس وعرسال وكل أهل السنة. وبصراحة، هذه الثورة قادمة وأنا حذرت سابقا والآن أحذركم من خطورة التآمر على طرابلس.
وإذ حمل الحكومة مسؤولية التردي في طرابلس، ختم: أقول اليوم أوقفوا حصار عرسال فورا. أوقفوا التآمر عليها والإعتداء على أهلها خطفا وإهانة وإعتقالا وأوقفوا تعديات الجنود الطائفيين على أهل عرسال وعلى النازحين السوريين.