فيما لف الغموض نتائج مساعي معالجة الخلاف حول آلية عمل مجلس الوزراء مع حديث عن بوادر خير، سجلت امس عملية عسكرية استباقية للجيش في جرود رأس بعلبك سيطر فيها على تلتين استراتيجيتين وضبط اسلحة للارهابيين.
في المحور الحكومي، شهدت السراي حركة وزارية نيابية تمحورت حول البحث في كيفية الوصول الى قواسم مشتركة ازاء آلية العمل. فالرئيس تمام سلام يتمسك بموقفه القاضي بأن التوافق المنصوص عنه في المادة 65 من الدستور، لا يعني الاجماع وحق الفيتو الذي يتسلح به فريق من الوزراء. ويجد ان الطريقة المثلى لادارة السلطة الاجرائية، تكمن في القراءة الواقعية للنص الدستوري وعدم اعتبار التوافق اجماعا، في حين يمضي فريق من الوزراء في قرار السير بالآلية الحالية ما دام رأس الدولة غير موجود.
وزار السراي في اطار التشاور في الوضع الحكومي، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووضع سلام في اجواء اجتماع اللقاء التشاوري في منزل الرئيس امين الجميل امس الاول. كما التقى وزير التربية الياس بو صعب الذي اعلن الموافقة على طرح سلام لاننا ضد مبدأ التعطيل، واعتقد انه في جو افكار جديدة للتعاطي داخل الحكومة ومع اي جلسة لمجلس الوزراء تعقد مستقبلا. وقال: ما يفكر به الرئيس سلام هو المناسب، ونحن نؤيده لان من غير الممكن ان تستمر الحكومة وفق النمط الذي اتبعته سابقا، وما قبل القطيعة ليس كما بعدها. من جهته تحدث النائب اغوب بقرادونيان بعد زيارة السراي عن بوادر خير في الاتجاه الحكومي مع الحفاظ على اهمية التوافق في مجلس الوزراء.
من جهته، تحرك وزير الاتصالات بطرس حرب على خط تذليل العقبات الحكومية والرئاسية فجال على كل من رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وتمام سلام، كما زار الدكتور سمير جعجع بعدما كان تشاور مع الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل في إطار اعادة تفعيل الحكومة لتسيير امور المواطنين وتسريع مسار انتخاب رئيس جمهورية.
العملية العسكرية
في المقلب الامني، وبعد رصد تحركات مريبة للمسلحين على محور جرود رأس بعلبك، شن الجيش فجر امس عملية عسكرية سيطر خلالها على تلال استراتيجية تسمح له بمراقبة تحركات المسلحين، واستكمل خطة الدفاع من القاع في جرد بعلبك، بعد معارك عنيفة قصف خلالها الجيش محاور تلتي الحمرا وام خالد وجرود عرسال بالاسلحة الثقيلة واستخدم الطيران المروحي والاستطلاعي.
وأعلنت قيادة الجيش انه في إطار تأمين الحيطة الأمنية للقرى والبلدات المتاخمة للحدود الشرقية، منعاً لتسلل الجماعات الإرهابية والاعتداء على المواطنين، نفذت وحدات من الجيش فجرا عملية عسكرية سريعة في منطقة جرود رأس بعلبك، تمكنت بنتيجتها من السيطرة التامة على مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش، شمال شرق تلة رأس الحمرا باتجاه الحدود اللبنانية – السورية، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف العسكريين. واستخدمت قوى الجيش خلال العملية رمايات بالمدفعية والأسلحة المناسبة ضد تجمعات المسلحين وتحركاتهم بالقرب من المرتفعين المذكورين، وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم، كما ضبطت عدداً من العبوات الناسفة والأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية عائدة للإرهابيين.
وفي بيان لاحق، أشارت القيادة الى ان قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واصلت الاشتباك مع التنظيمات الإرهابية، واستهداف تحصيناتها ونقاط تجمعها وطرق تحركاتها برمايات المدفعية والأسلحة الثقيلة، محققةً إصابات مباشرة في صفوف المسلحين بين قتيل وجريح، ونتج عن هذه الإشتباكات إصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام مساء ان الجيش استهدف بالمدفعية الثقيلة، بشكل متقطع من مواقعه في رأس بعلبك والبقاع الشمالي، تحركات وتجمعات للمسلحين في اتجاه تلتي النجاصة والمخيرمي على السلسلة الشرقية في جرود عرسال، والتي انسحبوا اليها من تلة جراش التي كانوا يتمركزون فيها قبل أن يتمكن الجيش من طردههم الى هذه المناطق.
واستحدث الجيش مركزين عسكريين في صدر الجرش وحرف الجرش، وبات شبه متحكم في تحركات المسلحين في جرود المنطقة، فيما ارتفع عدد جرحى الجيش الى 5 بينهم ضابط، نقلوا بطوافة عسكرية الى مستشفي الهرمل وبيروت الحكومي.
ووسع الجيش رقعة استهدافه للمسلحين التي طالت منطقة وادي حميد في جرود عرسال التي لجأ اليها المسلحون.