أبلغ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، الرئيس سعد الحريري لدى استقباله له دعم مصر الكامل للبنان موحّد، قوي ومتقدّم، يحظى فيه كل مواطن بحقوقه كاملة بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه.
وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف ان اللقاء تطرّق إلى الأوضاع على الساحة اللبنانية، حيث أعرب الرئيس السيسي عن اهتمام مصر بانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان في أسرع وقت ممكن، مؤكداً أن حسم هذا الأمر سيصبّ في صالح استقرار لبنان، وسيعزز التنسيق الجاري بين لبنان والدول العربية في تلك المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي أعرب عن تقديره لمواقف الحريري الداعمة لمصر في حربها ضد الإرهاب، ومساندته لحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي.
وأكد الحريري خلال اللقاء ان مصر ولبنان وكافة الدول العربية المعتدلة تواجه عدوًا واحدًا للدين الإسلامي والقيم والحضارة العربية والإسلامية. كما أكد ان لا مجال للحياد في مثل هذه الظروف، مؤكدًا أن بلاده تدعم مصر بشكل كامل وتتضامن معها ومع جميع دول الاعتدال الشقيقة.
الأزمة السورية
وعلى الصعيد السوري، شهد اللقاء تطابقًا في المواقف بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، حيث أكد الرئيس أن مصر تساند الحل السياسي في سوريا، وأن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة السورية ذاتها وليس الانحياز لأي طرف، كما شدد سيادته على أهمية الدعم العربي للمعارضة السورية المعتدلة.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، قال يوسف ان الرؤى توافقت بين السيسي والحريري بشأن ضرورة التحرك سريعًا لصياغة استراتيجية عربية لدحر الإرهاب والقضاء عليه، والعمل على وقف إمدادات المال والسلاح إلى كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة.
وقال الرئيس الحريري بعد اللقاء: تشرفت بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحمل مسؤولية قيادة مصر بشجاعة وصبر وحكمة، وكررت خلال اللقاء تعازي اللبنانيين الحارة بالشهداء الذين سقطوا على يد الإرهاب، وأكدت الوقوف بجانب مصر في مواجهة قوى الضلال والتطرف. إننا في هذا المجال في مركب واحد، نواجه عدوا للدين والقيم والحضارة العربية والإسلامية، ولا مجال في مثل هذه المواجهة للحياد. نحن في صف الاعتدال العربي والإسلامي، أي في المكان الذي اختارته مصر وشعبها وقيادتها، بالتضامن مع كل الأشقاء في دول الاعتدال.
وعن التمدد الايراني في المنطقة قال الحريري بالطبع تطرقنا إلى هذا الشأن وأكدنا أن لا شك في أن هناك أخطارا محيطة بالعالم العربي اليوم، ويجب وضع استراتيجية عربية لمواجهة كل هذه الأخطار لمصلحة العالم. وأقول بصراحة، في موضوع إيران لدينا ملاحظات، ولكن هذا لا يعني أننا ضد إيران. نحن نريد أن تكون علاقاتنا بإيران لمصلحة لبنان ولمصلحة إيران معا، وليس لمصلحة إيران فقط.
بعد ذلك انتقل الحريري إلى مقر مشيخة الأزهر الشريف في القاهرة، حيث استقبله الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور محمد أحمد الطيب وعقد معه اجتماعا.