تجاوزت ازمة تشكيل الحكومة المألوف بعد ان دخلت شهرها الرابع، وسط استمرار استنزاف رصيد عهد الرئيس ميشال عون كما الرئيس المكلف سعد الحريري الذي بات يتطلب صدمة سياسية سريعة تخرج البلاد من عنق الزجاجة. ومن المتوقع ان تشهد الايام المقبلة جولة جديدة من المشاورات بين الرئيسين عون والحريري في اطار التشاور بينهما.
وفي وقت لا تزال الخطوات التي يمكن ان يتخذها الرئيس عون مطلع ايلول المقبل اذا استمر التعثر الحكومي، مدار أخذ ورد، ولا سيما وان الدستور لا يلزم الرئيس المكلف بأي مهلة للتشكيل، وفي حين نقل عن رئيس الجمهورية قوله امس ان مدة 5 الى 6 أشهر لتأليف الحكومة، منطقية، اشارت مصادر الرئيس المكلف الى ان الحريري معني بالمواقف التي يسمعها مباشرة من الرئيس عون وهناك صيغ موجودة للحكومة يجب البناء عليها وعدم البحث عن صيغ جديدة مضيفة لن يكون هناك اعتذار أو حكومة أكثرية والحريري يصر على أن تكون هناك حكومة وفاق وطني معيارها مشاركة كل القوى الاساسية الموجودة في مجلس النواب.
وبانتظار ان يعاود الرئيس المكلف تحركه بعد عودته، برز لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط موقف بارز بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حيث قال لدى مغادرته: وضعت دولة الرئيس في تفاصيل زيارة الحزب التقدمي الإشتراكي إلى موسكو، التي ذهب فيها تيمور مع وائل وحليم أبو فخر الدين، المهمة التي صرحت عنها بالأمس في إحتفال العرفان، وهذا مهم جدا بالنسبة إلينا في أن نلقى في مكان ما مساعدة ضمن الممكن. وطبعا، روسيا لها دور كبير اليوم في المنطقة.
أضاف: تحدثنا أيضا عن الواقع. وكما سمعنا وفهمنا، وكما كنا قد سمعنا، لا بد من الإسراع ومن الخروج من المأزق الحكومي لأن الوضع الإقتصادي والنقدي لا يتحمل. لقد أعطانا الوزير علي حسن خليل مؤشرات مخيفة. ولذلك، لا بد من حكومة كي تتخذ قرارات من أجل إخراج البلاد من هذا المأزق، وهذه هي الغاية من الزيارة اليوم. وكالعادة، اشتقنا للرئيس بري.
كيف يمكن أن تسهل تشكيل الحكومة طالما أن العقدة الدرزية باقية؟
– لا توجد عقدة درزية، فلماذا الحديث عن العقدة الدرزية؟ إذا كنا نريد أن نقول عقدة درزية فلنجر الانتخابات من جديد. لقد ربحنا الانتخابات، وهذا واقع أننا ربحنا هذه الإنتخابات، إلا إذا كنتم تريدون أن نجري انتخابات جديدة، وإذا ربحنا مجددا تعود العقدة، وإذا خسرنا صحتين على قلبهم.
كيف يمكن أن يحصل خرق للأزمة؟
– هناك حاجة إلى الإختراق، هناك أمور غير منطقية مثلا القوات اللبنانية كان لديها 8 نواب وأصبحوا الآن 16 نائبا، فعندما كانوا 8 تمثلوا ب 4 وزراء، واليوم، عندما اصبحوا 16 نائبا، يعرض عليهم 4 وزراء أيضا، فهذا غير منطقي. طبعا، هناك أمر غير منطقي أو غير مفهوم دستوريا وقانونيا، وهو مطلب نيابة رئاسة الحكومة، وهذا غير موجود. فلرئيس الوزراء الحق في أي مناسبة، بأن يكلف أحد الوزراء بترؤس لجنة، لكن نيابة رئاسة الحكومة غير موجودة في الأساس، وحسب علمي غير موجودة. القوات اللبنانية مطلبها محق طبعا ضمن أطر حكومة وحدة وطنية.
كأنك ترمي الكرة في مرمى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، وتقول بشكل غير مباشر إنهم يتحملون المسؤولية.
– كلنا نتحمل المسؤولية لكي لا ندخل الآن في سجالات عبر التويتر والفايسبوك وغيرهما، كلنا نتحمل المسؤولية.
إن الأمين العام ل حزب الله السيد حسن نصر الله قال إن العقدة بالنسبة إلى الحكومة لا تتعلق بالحقائب، بل بإنتظار المحكمة الدولية، وقال أيضا لا تلعبوا بالنار.
– إن المحكمة الدولية شكلت، وهي موجودة. والحكومة اللبنانية منذ أن شكلت تلك المحكمة تقوم بتمويلها، والمحكمة الدولية إذا لم أكن مخطئا لأني ذهبت إليها منذ سنتين أو ثلاث، دانت أشخاصا، ولا يستطيع التاريخ أن يقف اليوم عند هؤلاء الأشخاص. الإستحقاقات الداخلية الإقتصادية والنقدية توازي أهمية المحكمة إن لم يكن أكثر، فلنترك المحكمة تقوم بعملها.
من جهة ثانية، علقت مصادر تيار المستقبل على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بشأن المحكمة الدولية، وتحديدا على عبارة لا تلعبوا بالنار بالقول: لم تكن موفقة لأنها أعادت اللبنانيين إلى أجواء السابع من أيار فملعب تيار المستقبل هو ملعب العدالة والقانون وليس ملعب الحرب الأهلية وليس لدى هذا التيار سوى عبارة من ثلاث كلمات يتوجه بها للسيد نصرالله وهي لا تلعبوا بالعدالة.