تتجه الانظار اعتبارا من اليوم الإثنين الى لاهاي، حيث يبدأ رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الادلاء بشهادته امام المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وهي شهادة ينتظر أن تحمل الكثير عن المرحلة التي سبقت استشهاد الحريري باعتبار ان السنيورة كان رفيق الدرب.
وقد غادر الرئيس فؤاد السنيورة أمس الى باريس في طريقه الى لاهاي.
وفي غياب أي تحرّك سياسي داخلي، كان اللقاء بين الرئيس الفرنسي هولاند والنائب وليد جنبلاط التطور البارز لبنانيا رغم ان جانبا مهمّاً من الحديث تركّز على الوضع في سوريا وشؤون المنطقة.
لقاء هولاند وجنبلاط
وفي هذا الاطار توقّع جنبلاط ان تطول الحرب في المنطقة وان يكون هناك معاناة رهيبة للشعوب العربية. وقال: انها حرب أخوية طويلة بين العرب وانهيار الهلال الخصيب ودماره.
وقال جنبلاط: شكرت الرئيس هولاند على موقف فرنسا بالتحديد في ما يتعلق بدعم الشعب السوري وأيضاً لدعم أمن لبنان والجيش اللبناني. وقد سألني الكثير عن لبنان وهو مطلع جداً على الوضع. وشكرته على الجهد الذي بذلته فرنسا بالنسبة إلى محاولة السفير جان فرانسوا جيرو في شان إنهاء الشغور الرئاسي. وقلت أيضاً إنها من مسؤوليتنا كلبنانيين أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة وننتخب رئيساً. وتحدثنا أيضاً عن بلاد الهلال الخصيب العربية التي يتم تدميرها بصراع دولي، وهناك مسؤولية على العرب لمعرفة كيفية مواجهة ذلك.
وقد وضع جنبلاط هولاند في صورة بداية نجله تيمور في العمل السياسي، وقال له هولاند إنه يتوقع أن يزوره المرة المقبلة برفقة تيمور.
الى ذلك قدم جنبلاط إلى هولاند باسم والدته الراحلة السيدة مي، غطاء مائدة مطرزاً يدوياً في مشغل كانت أنشأته في الجبل اللبناني، بما أن يوم اللقاء صادف مع عيد الأم، كما قال جنبلاط لهولاند.
وقالت مصادر فرنسية ان هولاند أكد لجنبلاط أنه لن يستعيد أي حوار مع بشار الأسد، كما أكد له أن المخابرات الفرنسية لا تتعاون مع النظام السوري. وأضافت المصادر أن هولاند قال لضيفه إنه قبل سنتين كان يريد قصف قواعد النظام السوري وإنه غير مستعد الآن لإعادة الحوار مع شخص يستمر في استخدام الأسلحة الكيماوية ولا يمكنه أن يستمر في الصمود إلا عبر ارتكاب المجازر.
وقال إن ما صرح به وزير الخارجية الأميركي جون كيري أحرج فرنسا وأحرج أيضاً الإدارة الأميركية، لأن الجميع يرى أنه لا يمكن إعادة الحوار مع الأسد. كذلك أعرب هولاند عن مخاوفه إزاء سياسة إيران في المنطقة.
المشنوق في واشنطن
من ناحية اخرى، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، في اليوم الأول من زيارته لواشنطن، أن الحوار مع حزب الله متقدم، لكن موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، هو موضوع اقليمي، معتبرا أن الحوار لا بد أن يشكل مدخلا لمنطق التسوية، ولكن يجب أن يواكبه وضع اقليمي.
وخلال لقاء مع خبراء وباحثين من أهم المراكز العالمية للدراسات والابحاث السياسية في شؤون الشرق الاوسط ولبنان، تطرق المشنوق الى تداعيات المفاوضات الاميركية- الايرانية على المنطقة، وطرح ملفات عدة، من العلاقات اللبنانية- الاميركية والوضع الداخلي اللبناني، إلى الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وصولا الى تداعيات أزمة النازحين السوريين.
وبعد عرض انجازات وزارة الداخلية، التي تم تحقيقها منذ تشكيل الحكومة الحالية، قال المشنوق: إن فريقنا السياسي استطاع ان يضع حدا لمسألة انتشار الفكر الارهابي في المجتمع السني، وإن الحديث- الاسطورة، عن بيئة حاضنة لم يعد موجودا، معتبرا ان اسباب هذا الانجاز، هو ان فريقه السياسي يستمد قوته لمواجهة كل اشكال التطرف والارهاب من شرعية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فنحن ننطلق من تجربة شهيد الاعتدال، والرئيس سعد الحريري بالرمزية التي يمثلها كابن شهيد الاعتدال، بإمكانه مواجهة كل هذه التحديات.