ينعقد مجلس الوزراء اليوم في اجواء انقسام حول المواقف التي اتخذها الرئيس تمام سلام في القمة العربية، والتي اعترض عليها حزب الله علانية. وعشية الجلسة سجل اصطفاف لعدد من وزراء ١٤ آذار في حين لم تصدر اي تعليقات عن المكونات الاخرى لقوى ٨ آذار.
وقالت مصادر سياسية ان حركة اتصالات سجلت امس لتهدئة الاجواء وتفادي اي شرخ كبير يصيب الحكومة. وذكرت ان توجه وزراء حزب الله لمساءلة سلام عن مواقفه، يقابله استعداد وزراء آخرين للدفاع عن هذه المواقف.
استبعاد التصادم
وقد استبعد وزير الاعلام رمزي جريج ان تكون جلسة اليوم تصادمية، وقال ان كلمة سلام في القمة كانت دقيقة وموزونة، وان وجهة نظر حزب الله خاطئة ١٠٠ بالمئة لأن المادة ٦٤ من الدستور تنص صراحة على ان رئيس مجلس الوزراء يمثل الحكومة ويتحدث باسمها.
وقال الوزير محمود المشنوق: عندما يتحدث رئيس مجلس الوزراء في مناسبات كالقمة، يعود الى مجلس الوزراء ويتحدث عما حصل كجزء من اطلاع الحكومة على ما تم، لكنه لا يستأذن احدا او يأخذ الاذن من احد عندما يتحدث باسم لبنان.
وعن تلويح الوزير حسين الحاج حسن بأن الرئيس سلام سيحاسب على ما قاله، في جلسة مجلس الوزراء قال المشنوق: لنستمع الى ما سيقوله هذا البعض من الوزراء، واعتقد ان من حق كل وزير ان يثير النقطة التي يريدها، واذا كان له موقف مغاير فهذا من حقه، ولكن هذا لا يلغي الموقف الذي قاله الرئيس سلام باسم مجلس الوزراء عندما تحدث في مؤتمر القمة.
وعبّر كل من الوزراء بطرس حرب وميشال فرعون واليس شبطيني عن مواقف مماثلة.
كتلة المستقبل
وقد تناولت كتلة المستقبل النيابية الموضوع في اجتماعها امس، ونوّهت بالموقف المتزن الذي صدر في القمة العربية عن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وشددت على ان لبنان ليس بإمكانه الخروج عن الاجماع العربي واتباع سياسات منفردة، مؤكدة في هذا المجال موقفها المتمسك بإعلان بعبدا وبالقرارات الشرعية العربية والدولية.
واستنكرت اشد الاستنكار الكلام الذي صدر عن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بحق المملكة العربية السعودية وهي الدولة العربية الشقيقة والسباقة دائما في دعم لبنان والوقوف الى جانبه في كل المنابر السياسية، الاقليمية والدولية والتي لم توفر جهدا في دعم مؤسساته وتمكين جيشه والاسهام في نهضته الاقتصادية والعمرانية دون تمييز او تفريق بين اللبنانيين.
في المقابل، استدعت ردود الفعل على المواقف الاخيرة التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تحرّك العلاقات الاعلامية في الحزب، التي رأت ان هذه الردود عمدت إلى التعتيم على فكرة أساسية وجوهرية في الخطاب، هي دعوة اليمنيين إلى الحوار والعمل من أجل إيجاد حل سياسي في ما بينهم، بعيداً من التدخلات الخارجية، ولم يظهر أبداً في أي مفردة من الخطاب تحريض لليمنيين بعضهم على بعض أو دعوة إلى التقاتل في ما بينهم.