شهرٌ على «طوفان الأقصى»، شهرٌ كان أكثر من كاف ليكتشف اللبناني أن أخاه في المواطنة عميلٌ صهيوني باب أوّل، بدليل تأييده الدعوة إلى نشر الجيش واليونيفيل في الجنوب الملتهب. والملفت أن «فانزات» قاسم هاشم و»فانزات» ميشال عون تخندقوا معاً. ومن أجمل ما يمكن قراءته بقلم حسناء من بلادي تغريدة دعت فيها كل من يتبنى أفكارها إلى «البزق (بصق بالفصحى) بوجه كل من يدعو الى تسلم الجيش واليونيفيل… والكف على خلقتن… فكّرنا الصهاينة بتل ابيب طلعوا اكتريتن عنا». إنها شابة على قدر كبير من الرقي والعنفوان. ربيت ولقيت مون جنرال.
وطلع على جمهور «إكس» مجاهد ماروني مفتون بالمرشد الأعلى معتبراً أن «من يطالب بتطبيق القرار1701 عميل ابن عميل»، من يقصد هذا «المعقّد» منذ الطفولة على قولة رشيد في فيلم أميركي طويل. وكتبت زميلتنا مريم البسّام على منصة شقيقنا الملياردير إيلون ماسك، أن «بعضنا شعب ممجوج، مرهون، ممحون، فارغ إلا من المرجلة على مواقع التواصل الإجتماعي». ماذا تقترحين زميلتي المديرة؟ توزيع صواريخ وأسلحة دمار شامل على شباب لبنان الخنّع للمشاركة في «الطوفان»؟ يظل نعت الرئيس الفلسطيني بـ»الواطي» ووصفُ أحد أبرز الشخصيات العربية بـ «قائد محور الترفيه»، أقل ضرراً من الصواريخ وتبعاتها. وفي باب المراجل المستحبة كتبت سيدة موقّرة ردّاً على من تجرّأ بالتعليق على خطاب الجمعة النوعي «يا صرماية بسحب لسانك ولاه» جمال الطبع وجمالية اللغة في ستّ كلمات.
في هذا الشهر الدموي أظهر «بعضنا» المسالم والمثقف أنه مسكون بديكتاتور، فتجد ممانعاً (مارونياً) طويلاً عريضاً يتنطّح، وحجمه يليق بهذا الفعل، ليخاطب من هم دونه وعياً وممانعة والتزاماً بالمحور، كي يمشوا في قطيع المبايعين أو «يعيرونا سكوتن».
المحايد خبيث. المعترض متآمر. المؤيد للجيش صهيوني سيادي خسيس. المنتقد خائن.
لم تبق مفردة في قاموس النذالة لم ترد في تغريدات الأحبة بصيغ الجمع والمفرد و»الفردات»: أذناب. كلاب. حمير. بغال. جردون المجاري. وساخة. نجاسة. «وطاوة». عمالة. زبالة. إنبطاح… إبداع بلا حدود وأحلى تجلياته شهادة سياسي كبير بإعلامي كبير وتشبيهه بـ»الباتنجانة المشوية» فيما وجّه ثائر كبير الدعوة لرئيس عربي للخروج من «القمقم»؟ والقمقم عزيزي الثائر هو اناء العطّار، فما شغل الفئران مع أستي لودر وشانيل؟
كلّ الأسئلة مباحة على منصة «إكس» كأن يسأل شيخ جليل نائبة منتخبة مرتين: إنتِ شو بتتعاطي بالظبط؟ في آخر هذه الجولة وقفة مع زجليات نجاح واكيم واخترنا لكم لمعة فلسفية موجهة إلى وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن: «روح يلعن ابوك وأبو اللي عميستقبلوك».