:
ليس صدفة أن يقول السيّد حسن نصرالله بعد أيام من عملية «طوفان الأقصى» إنّ العملية تمّت من دون علم حلفاء الممانعة والمقاومة ومن ضمنهم إيران طبعاَ… إذ لم تمضِ أيام معدودة إلاّ وصدر عن المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الايراني رمضان شريف خلال مؤتمر صحافي في طهران قوله: «إنّ عملية طوفان الاقصى كانت إحدى عمليات الانتقام لمحور المقاومة والتحرير لاغتيال القائد قاسم سليماني».
في الوقت نفسه سارعت حركة حماس الى نفي ضلوع إيران في هجوم السابع من تشرين الاول الفائت.
بغض النظر عن معرفة الجمهورية الاسلامية بعملية «طوفان الأقصى» مسبقاً أو عدم معرفتها… فإنّ هذا ليس مهماً، لأنّ الأهم هو ما تفعله إيران منذ مجيء الإمام آية الله الخميني الى طهران بطائرة فرنسية، بعدما كان يتم تحضيره على أيدي المخابرات الاميركية المركزية C.I.A في فرنسا، إذْ استأجروا له منزلاً في أحد أحياء باريس المحترمة، وبدأ «جهاده» في باريس بتوزيع «كاسيت» لخطابات يطالب فيها بالثورة على امبراطور الدولة الفارسية الشاه محمد رضا بهلوي.
وبالفعل عاد آية الله الخميني وطار الشاه.. وكان أوّل أعمال الخميني أن حمل شعار مسألة «التشييع». وكي يغش العالم الاسلامي طرد السفير الاسرائيلي والديبلوماسيين الاسرائيليين من طهران واستبدلهم بإقامة أوّل سفارة فلسطينية في العالم.
كذلك أطلق على أميركا اسم «الشيطان الأكبر» وعلى إسرائيل «الشيطان الأصغر» كي يُخفي ما يضمره.
ولم يكتفِ بالسفارة بل وكي «يضحك» على المسلمين في العالم أسّس «فيلق القدس» الذي كانت مهمته الوحيدة هي تحرير القدس الشريف.
«الاسم عظيم» والعقل والتفكير قمة السوء، خصوصاً وقد تبيّـن في ما بعد ان «فيلق القدس» لم يقم بعملية واحدة ضد إسرائيل. ولا نقول هذا الكلام للتحريض، بل لإظهار الكذب الايراني الذي يشتهر به هذا النظام.
المهم قد ينطبق على المواقف الايرانية قول المثل الشعبي: «أسمع كلامك يعجبني أرى أفعالك أتعجب».
فإنّ 8 سنوات من الحرب التي أعلنتها إيران على العراق كانت تحت عنوان التشييع ضمناً.
وهنا لا بد من سؤال هؤلاء الذين يجادلون: ما هو الفرق بين أهل السنّة وبين أهل الشيعة؟ وهل يوجد قرآن خاص بأهل السنّة وقرآن آخر يختص بأهل الشيعة؟
كل هذه المؤامرة للقضاء على الجيش العراقي الذي أنقذ دمشق من السقوط عام 1973 أمام الجيش الاسرائيلي بعد توقف مصر عن الحرب بسبب تهديد أميركا باستعمال «النووي».
وما دمنا نتحدّث عن العراق… فلا بد من السؤال: من استفاد من تدمير العراق والقضاء على نظام صدّام حسين؟ بكل بساطة وصراحة… إسرائيل وإيران.
كذلك دَمّرت إسرائيل عام 1981 المفاعل النووي العراقي، وعام 2007 المفاعل النووي السوري… فمَن استفاد من ذلك؟ طبعاً إيران وإسرائيل.
كذلك هناك سؤال: لماذا دمّرت إسرائيل المفاعل النووي في العراق في 7 حزيران عام 1981، والسوري في دير الزور في 16 أيلول عام 2007؟ ولغاية اليوم هي تهدّد وتتوعّد إيران، ولكن الحقيقة انها لا تفعل شيئاً.
ومن اللافت أيضاً، ان هناك قاسماً مشتركاً بين إيران وإسرائيل وهو القضاء على أهل السنّة..
وهذا ما حصل في العراق، ويحصل أيضاً في سوريا، كما يحصل أيضاً في لبنان، وفي اليمن على يد نظام «الملالي».
بينما إسرائيل تقتل وتدمّر وتبيد الشعب الفلسطيني الذي هو في الوقت نفسه مسلم سنّي.
أصبحت المؤامرة واضحة المعالم وهي ان هناك اتفاق مصالح بين إسرائيل وإيران للقضاء على أهل السنّة… وكل التصريحات الايرانية كاذبة، لأنها تشارك بشكل أو بآخر في القضاء على أهل السنّة، وهنا تلتقي المصالح بين إسرائيل وإيران.