IMLebanon

أبطال “طوفان الأقصى” هم المنتصرون

 

تدور مفاوضات صعبة بين حركة حماس وبين العدو الاسرائيلي يقوم بها الوفد القطري برئاسة رئيس الحكومة ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والوفد المصري برئاسة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

 

لماذا أقول إنّ المفاوضات ستكون طويلة وصعبة؟

 

تذكرت وأنا أتابع القضية أي ورقة حركة حماس لوقف إطلاق النار بين جيش العدو الاسرائيلي وبين «حماس».. تذكرت هنا قصة رجل يهودي يسكن في منزل مؤلف من غرفة واحدة للنوم وغرفة صالون مع ملحقاته.

 

في يوم من الأيام، قالت الزوجة اليهودية لزوجها: هل يمكن أن تسأل الحاخام إذا كان هناك طريقة يمكن أن توسّع البيت، لأننا مع الأولاد متضايقون ومساحة المنزل ضيّقة؟ فقال لها: سأذهب الى الحاخام وأسأله. فعلاً، ذهب الرجل الى الحاخام وعرض عليه قضيته..

 

سأله الحاخام: كم عدد أولادك؟ فأجاب: لي صبي وبنت..

 

سأله: كم غرفة عندك؟ قال: غرفة نوم واحدة ننام فيها مع صالون ومطبخ، لكن يوجد عندي حديقة صغيرة أربي فيها بقرة من أجل الحليب ودجاج من أجل البيض مع خروف من أجل اللحمة ومع حمار وبطة.

 

قال له الخاحام: اذهب وادخل جميع الحيوانات الى داخل المنزل وغب عني لمدّة أسبوع وبعدها أنا أنتظرك.

 

فعل الرجل ما أمره به الحاخام، وأدخل الحيوانات الى داخل المنزل، وهنا علت الصرخة حيث الروائح المنبعثة من الحيوانات، فجن جنون الزوجة قائلة للزوج: ماذا فعلت؟ فأجابها: هذا ما طلبته مني.

 

بقي الزوج أسبوعً يتحمّل الروائح والازعاج، وبعدها ذهب الى الحاخام. فقال له: اخرج البقرة الى خارج البيت، وغب عني أسبوعاً كاملاً. وهكذا حصل. وبعدها أخرج الخروف ثم الدجاج والبط، إلى أن أصبح المنزل من دون حيوانات في الداخل.

 

وبعدها ذهب الرجل الى الحاخام. هنا سأله الحاخام: كيف الأحوال؟ فقال له: الحمد لله البيت أصبح واسعاً.

 

بالعودة الى نص الاتفاق الذي نُشر في الصحف أمس حول موافقة حركة حماس على مشروع لوقف إطلاق النار، نشير الى ان ردّ «حماس» انطلق من حسابات واقعية تأخذ في الاعتبار أنّ المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني تقضي اليوم بوقف العدوان في أسرع وقت ممكن… وانّ الرد يستند الى وقائع الميدان التي أظهرت عجز العدو عن تحقيق أي انتصار حقيقي إن من الناحية السياسية حيث يضطر هو أن يتفاوض مع «حماس» ولو عبر طرف ثالث أو لناحية انه لم يستطع الوصول الى أي أسير حي في داخل القطاع. وإنّ كل ما فعله العدو الاسرائيلي هو عمليات التدمير العشوائي والإبادة الجماعية التي أصابت نحو مائة ألف من أبناء القطاع بين شهيد وجريح… عدا الدمار الهائل.

 

أعود الى نص الاتفاق كما ورد عن «حماس»:

 

يهدف الاتفاق الى وقف العمليات العسكرية المتبادلة بين الأطراف والوصول الى الهدوء التام والمستدام، وتبادل الأسرى بين الطرفين، وإنهاء الحصار على غزّة، وإعادة الإعمار، وعودة السكان والنازحين الى بيوتهم، وتوفير متطلبات الإيواء والإغاثة لكل السكان في جميع مناطق قطاع غزّة، وفق المراحل الآتية:

 

* المرحلة الأولى (45 يوماً):

 

تهدف هذه المرحلة الانسانية الى الإفراج عن جميع المحتجزين الاسرائيليين من النساء والأطفال (دون سن 19 سنة) غير المجندين والمسنين والمرضى، مقابل عدد محدّد من المسجونين الفلسطينيين، إضافة الى تكثيف المساعدات الانسانية، وإعادة تمركز القوات الاسرائيلية خارج المناطق المأهولة، والسماح ببدء أعمال إعادة إعمار المستشفيات والبيوت والمنشآت في كل مناطق القطاع، والسماح للأمم المتحدة ووكالاتها بتقديم الخدمات الانسانية، وإقامة مخيمات الإيواء للسكان وذلك وفق ما يأتي:

 

أ- وقف موقت للعمليات العسكرية ووقف الاستطلاع الجوّي، وإعادة تمركز القوات الاسرائيلية بعيداً وخارج المناطق المأهولة لتكون بمحاذاة الخط الفاصل، وذلك لتمكين الأطراف من استكمال تبادل المحتجزين والمسجونين.

 

ب- يقوم الطرفان بإطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين من النساء والاطفال دون 19 سنة غير المجندين والمسنين والمرضى مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المدرجة أسماؤهم في القوائم المتفق عليها مسبقاً.

 

ج- تكثيف إدخال الكميات الضرورية والكافية لحاجات السكان.

 

د- إعادة إعمار المستشفيات في كل القطاع وإدخال ما يلزم لإقامة مخيمات للسكان.

 

* المرحلة الثانية (45 يوماً):

 

يجب الانتهاء من المباحثات غير المباشرة بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة الى الهدوء.

 

وتهدف هذه المرحلة الى الافراج عن جميع المحتجزين الرجال (المدنيين والمجندين) مقابل أعداد محدّدة من المسجونين الفلسطينيين، واستمرار الإجراءات الانسانية، وخروج القوات الاسرائيلية خارج حدود القطاع كافة.

 

* المرحلة الثالثة (45 يوماً):

 

تهدف هذه المرحلة الى تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد التعرّف إليهم، مع استمرار الاجراءات الانسانية للمرحلتين الأولى والثانية، وتنتهي المرحلة بضمان فتح جميع المعابر مع قطاع غزّة، وضمان خروج الجرحى من الرجال والنساء والأطفال للعلاج في الخارج، وإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام والأنقاض، وإدخال ما لا يقل عن 60 ألفاً من المساكن الموقتة إضافة الى 200 ألف خيمة إيواء بمعدل 50 ألف خيمة كل أسبوع، وإقرار إعمار وإصلاح البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة، والالتزام بتزويد غزّة بالكهرباء والماء.

 

وختم الاتفاق بأن تتولى كل من قطر ومصر رعاية تنفيذ بنود هذا الاتفاق.

 

إنّ من يتعمّق بدراسة هذه البنود التي أوردناها أعلاه، يعرف بما لا يدع مجالاً للشك، ان حركة الجهاد الاسلامي وحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وأبطال «طوفان الأقصى» من المقاومة الفلسطينية الباسلة، استطاعوا تحقيق النصر الذي كنا متأكدين من تحقيقه.. لأنهم كانوا مظلومين.. لأنّ ما قامت به إسرائيل خلال العقود السابقة هو السبب في حرب 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

 

إنّ ما قامت به إسرائيل خلال الحرب منذ السابع من أكتوبر، وبالرغم من فتح أبواب التسليح للدولة العبرية، وإمدادها بالمال وآخر الأسلحة المتطورة من دول الاستعمار، لم ينفع الدولة العبرية في تحقيق نصرٍ ولو زائف.. لأنّ دولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة.