Site icon IMLebanon

ما المعادلات التي سيغيّرها «طوفان الأقصى» بين السياسة والاقتصاد؟

 

 

أيّام عدة مرّت على معركة «طوفان الاقصى» التي يبدو انها طويلة وواسعة الانتشار، ولم تعد محدودة فقط في محور غزة وغلافها المحتل، بل توسعت في اتجاه الحدود الجنوبية للبنان وسوريا، بالاضافة الى تنامي وتيرة العمليات في الضفة الغربية.

يشير مصدر قيادي فلسطيني الى انّ تطورات عدة حصلت، أدت الى انفجار النزاع داخل فلسطين، واهمها:

 

١ – توسّع غير مسبوق لمشروع التطبيع في المنطقة ومحاولات إنهاء القضية الفلسطينية.

٢ – تضييق الخناق على قطاع غزة والضفة الغربية، سواء من العدو الاسرائيلي او السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

٣ – سوء المعاملة والضغط على الاسرى الفلسطينيين داخل سجون العدو الاسرائيلي.

 

ما يحصل في فلسطين اليوم يشير بوضوح الى ترابط مباشر بين محاور القتال في محور المقاومة قد يُعيد حسابات الولايات المتحدة الاميركية والعدو الاسرائيلي في استكمال المعركة او التوجّه نحو التفاوض لوقف القتال. من الجانب الفلسطيني، يشير المصدر القيادي الفلسطيني الى انّ الاتصالات بدأت، وتحديدًا من المصريين، ولكن لا توجد اي نتائج لأي مفاوضات لأنّ الميدان هو من يحدد أفق المرحلة المقبلة حاليًا.

إنطلاقًا مما تقدّم، يشير خبير عسكري مواكِب للأحداث الى انّ جميع الاطراف ما زال لديهم اوراق لم يستخدموها بعد، وبالتالي نحن امام ايام قتال غير محدودة ومرتبطة بنتائج الميدان بنحو رئيسي خصوصا ان حسابات الربح والخسارة هي التي ستحدد سقف شروط وقف اطلاق النار.

 

الأبعاد الجيو-اقتصادية للنزاع

في اطار ما يحدث لا بد من التطرق الى أبعاده الاقتصادية، لأنّ بعض نتائج الحسابات دائمًا تعود الى البعد الاقتصادي في المنطقة وهنا يمكن ربط هذا الامر بنقاط استراتيجية عدة في مستقبل المنطقة، اهمها:

 

١ – ضرب مشروع الخط الاقتصادي بين الهند وتل ابيب انطلاقًا من وجود تهديد أمني في احد النقاط الرئيسية في المشروع.

٢ – ضرب مشروع التطبيع الاقتصادي في ظل عدم وجود استقرار مطلق في المنطقة.

٣ – عدم قدرة الاعتماد على غاز المتوسط في ظل غياب الاستقرار الامني في مختلف جبهات القتال.

وانطلاقًا مما تقدم تبقى معايير الاستقرار الامني جزءاً رئيساً من المعارك الاقتصادية في العالم، فكيف اذا كانت منطقة الشرق الاوسط التي تعتبر صلة الوصل الاستراتيجية بين الشرق والغرب بالاضافة الى امتلاكها ثروات واعدة على مستوى مستقبل الطاقة في العالم.

 

لبنان ودوره في تحديد مستقبل النزاع

لم يغب لبنان عن دور النزاع، وتحديدًا في معركة «طوفان الاقصى» بحيث يشكل وجود المقاومة عاملاً مساعداً لحسابات الميدان في قطاع غزة. بعد اشتباكات عدة حصلت منذ الاحد الماضي، باتت ساحة جنوب لبنان تشكّل احدى نقاط الاشتباك مع العدو والتي، بحسب مصادر خاصة، تؤكد أنَّ معيار تطور الاحداث مرتبط بواقع المعركة في غزة وتطورها لحظة بلحظة.

على انّ ما يحصل حالياً سيؤسّس حتمًا لمعادلات جديدة في المنطقة، سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي، وهنا قد تكون النتائج في هذا الاطار متنوعة بين قصيرة، متوسطة، وطويلة الامد.

 

اما النتائج قصيرة الامد فهي قد لا تكون مفيدة لأيّ من الاطراف، لذلك يدور الحديث راهناً عن اتفاقيات متوسطة او طويلة الامد وذات ابعاد وضمانات سياسية واقتصادية.