IMLebanon

حزب الله بعث برسائل عديدة الى الداخل والخارج بقصفه مواقع مُحتلة في كفرشوبا 

 

 

في اليوم الثاني من عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها كتائب عز الدين القسّام- الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية على العدو الإسرائيلي في قطاع غزّة، وجابهها هذا الأخير بعملية “السيوف الحديدية”، ولا تزال الجبهة بينهما مشتعلة ومفتوحة حتى الساعة.. قام حزب الله فجر امس بضرب 3 مواقع للقوّات “الإسرائيلية” في الأراضي اللبنانية المحتلّة في المنطقة الجنوبية. فردّت “إسرائيل” على هذه الضربات بقصف جوّي لمحيط المواقع نفسها، كما طالت قذائفه إحدى الخيمتين اللتين نصبهما الحزب مقابل موقع زبدين المحتلّ في خراج بلدة شبعا، فعاد الحزب وأعاد نصبها وبقيت عناصره بداخلها. فهل هذا يعني بأنّ “الحرب” بين غزّة و”إسرائيل” ستمتدّ الى لبنان قريباً، لا سيما بعد أن دعت “كتائب القسّام” الى توحيد صفوف المقاومة وكذلك الساحات العربية؟ أم أنّ الأمر لن يتعدّى المواجهات العسكرية التي غالباً ما تحصل بين الحزب و “إسرائيل” عند الحدود في المنطقة الجنوبية؟!

 

مصادر سياسية مطّلعة تحدّثت عن أنّ حزب الله أراد من ضرب المواقع الثلاثة للقوات “الإسرائيلية” في الأراضي اللبنانية المحتلة في كلّ من بزبدين (في مزارع شبعا)، والرادار ورويسات العلم في تلال كفرشوبا، من اجل إرسال رسائل عديدة الى الداخل والخارج: أوّلها الى العدو الإسرائيلي بأنّ الحزب جاهز لأي ضربة، ويُحذره من الإستمرار في مواجهة الفلسطينيين في غزّة، خصوصاً إذا وحّدت المقاومة الإسلامية صفوفها. وثانيها الى الداخل اللبناني، في تذكير له أنّه هو مَن يقف الى جانب الجيش اللبناني في الدفاع عن الأرض اللبنانية والحفاظ على الإستقرار في المنطقة الجنوبية، الأمر الذي قد يرفع من حظوظ مرشّحه للرئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية.

 

وكان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيّد هشام صفي الدين، قد أعلن أنّ المقاومة أرسلت رسالة في كفرشوبا لـ “الإسرائيلي” لتقول إنّ من حقنا أن نستهدف العدو الذي لا زال يحتل أرضنا، وهذه رسالة يجب أن يتمعّن بها جيدًا، مشدّداً على أنّنا “لن نقف على الحياد”.. وهذا يعني بأنّ المقاومة التي “يدها على الزناد”، ستقف الى جانب “حماس” في حال استمرار الحرب بينها وبين “إسرائيل”. ولهذا يجب على “اسرائيل” التي تتحضّر لشنّ هجمة برّية كبيرة، وفق المعلومات، أن تُفكّر ألف مرّة قبل أن تُقرّر توسيع رقعة هذه “الحرب”، على ما سمّاها رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، وليس فقط مواجهات عسكرية، لتشمل لبنان أو حزب الله فيه.

 

وأكّدت المصادر نفسها أنّ المواجهة العسكرية بين الحزب و”إسرائيل” حصلت خارج منطقة عمليات القرار 1701. وثمّة قرارات دولية وبيانات وزارية عدّة تؤكّد أنّ هذه الأراضي أي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر هي أراضٍ محتلّة، ويحقّ للمقاومة تحريرها من قوّات العدو الإسرائيلي المحتلّة لها، على ما تنصّ عليه القرارات الدولية ذات الصلة، ولا سيما القرار المذكور.

 

وتقول المصادر بأنّ الحزب اختار أن يوجّه هذه الضربة للعدو في مكان وزمان محدّدين، ما يُحافظ على قواعد الإشتباك نفسها القائمة في المنطقة الجنوبية. وما حصل امس الأحد لا يغيّر قواعد الإشتباك هذه، بل يدلّ على أنّ حزب الله يقوم بالمقاومة في توقيت اختاره، تزامناً مع إمكانية ذهاب “الإسرائيليين” الى عملية عسكرية كبيرة ضد فلسطينيي غزّة للربط بين ما يجري هنا وهناك، الأمر الذي من شأنه تعزيز دور المقاومة في لبنان.

 

وعن إمكانية مهاجمة الجليل كسيناريو قائم، تقول المصادر ان “الإسرائيلي” سيُفكّر بها جيّداً، واضعاً في اعتباره قيام حزب الله بهجوم كبير عليه. ومن هنا، تبدو الرسالة التي أرسلها الحزب امس الى العدو تحذيرية، وبيان تبنّي الضربة من قبله يعني أنّ الإيقاع مضبوط، والرسائل محكمة. أمّا تطوّر المواجهات فمفتوح على مصراعيه، ومن الممكن أن تشمل هذه الأخيرة ليس لبنان فقط، إنّما دولاً عربية أخرى مثل سوريا والعراق واليمن، مع الحديث عن وحدة الساحات والجبهات. وهذا ما على “الإسرائيلي” أن يقرأه جيداً، تضيف المصادر، قبل أن يقوم بأي عملية ضخمة ضدّ غزّة.

 

أمّا الجبهة الشمالية فهي آخر ما يريد “الإسرائيلي” إدخالها في المواجهات العسكرية، وفق المصادر عينها، رغم كلّ ما يقوله عن جهوزيته لشنّ الحرب على لبنان وحزب الله من بوّابتها. وكلّ المواقف الخارجية ركّزت على ضرورة تحييد جبهة الشمال بالنسبة للعدو، أي الجبهة الجنوبية بالنسبة للبنان، خصوصاً وأنّها تشهد في المرحلة الراهنة عملية الإستكشاف والتنقيب في حقل قانا في البلوك 9، كما يُواصل “الإسرائيلي” شفط الغاز من حقول نفطية عدّة في المنطقة الحدودية.

 

وفي ظلّ استمرار المواجهات العسكرية بين غزّة و”إسرائيل” في 6 مراكز، ويتحضّر العدو لشنّ حملة برّية ضخمة تستمرّ لأسابيع وليس لأيام على ما أعلن، لا تزال خيمتا حزب الله، على ما شدّدت المصادر، تُشكّلان مصدر قلق “للإسرائيلي”، ولهذا أرسل مسيّرة على إحداها فحطمتها، وما كان من الحزب إلّا أن أعاد تشييدها وبقي عناصره في داخلها. وأراد “الإسرائيلي” ضربها مُجدّداً مع وجود العناصر داخلها، غير أنّه لم يفعل، ما يدّل على أنّه يحسب حساب أي خطوة عسكرية يقوم بها أو سيقوم بها خلال الأيام المقبلة.