رغم مرور ايام على عملية اغتيال مسؤول حركة حماس في بيروت ، يستمر الحدث مسار تحليلات ومتابعة، خصوصا ان اي امر لم يحسم بعد لجهة كيفية حصول العملية، وسط تضارب النظريات، من جهة، والارباك في التعامل مع ما حصل، والذي شكل خرقا كبيرا للخطوط الحمر، من جهة ثانية، حيث الجميع في انتظار الرد ومكانه وزمانه.
فالاطلالة الثانية لامين عام حزب الله اكدت القول ان “الرد آتٍ لا محالة”، مفندا اهداف فتح جبهة الجنوب مع اسرائيل بالضغط على حكومة نتنياهو وتخفيف الضغط عن المقاومة.
وفي انتظار نوعية الرد المرجح، تتواصل الاتصالات والمساعي الاميركية – الفرنسية المكثفة، لمنع تفلت الامور على الجبهة الجنوبية للبنان، في ظل تهديدات ترتفع وتيرتها في شكل مضطرد مع كل يوم يمر.
وتشير المصادر الى ان الساحة اللبنانية تبقى الاقل كلفة في حال تطبيق اسرائيل لتهديداتها بتصفية قادة حماس في الخارج، فتل ابيب غير مستعدة للمغامرة بعلاقاتها مع الدوحة، كما انه من غير الوارد ان تدفع بعلاقاتها مع انقرة الى مزيد من التوتر، فضلا عن انها غير مستعدة للضرب في تايلاند، بعد ان فككت شبكاتها، فيما الساحة الاوروبية تبقى غير ذات اهمية، حيث القيادات الموجودة لا تؤثر في المسار العام.
وكشفت المصادر ان المجموعة التي عملت على الارض تحضيرا وتنفيذا لعملية اغتيال العاروري، يرجح انها غادرت الى تركيا، قبيل تنفيذ العملية بدقائق، اذ بينت التحقيقات مع مجموعة تابعة للموساد جرى توقيفها في اسطنبول ، ان مهمتها تامين الدعم اللوجستي لمجموعات تستعد لتنفيذ عملية امنية كبيرة في احدى الدول دون ان تتمكن التحقيقات من تحديد هوية تلك الدولة.
وختمت المصادر الى ان الساعات الماضية شهدت تكثيفا لعمليات التحقيق، وتعزيزا للاجراءات الامنية المتخذة في منطقة الضاحية الجنوبية واماكن تواجد قيادات المقاومة على انواعها، فضلا عن الغاء الكثير من اللقاءات والنشاطات، على خلفية الخرق الذي بينته عملية اغتيال العاروري، وسهولة تحرك المجموعة التي رصدت وراقبت وخططت.