IMLebanon

الأسير وشاكر والمولوي يُقيمون في «حيّ حطين» بحماية بدر والشعبي

اذا كانت المخيمات الفلسطينية قد استكانت اثر انتهاء الحروب العبثية اللبنانية حيث كانت لها الذراع العسكرية الطويلة في كافة المعارك التي وقعت على الساحة المحلية وكانت نتيجتها سيطرة الثورة الفلسطينية على 80% من الارض اللبنانية وحكمتها بقبضة حديدية من خلال جهاز المخابرات الفلسطيني المعروف «بالامن 17»، فان المخيمات المذكورة انتكست اثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان مع رحيل الثورة الى تونس واليمن وعادت الى النبض الطبيعي الهادىء الذي فرضته الظروف والمجريات في ثمانينات القرن الماضي والتي ادت الى «اتفاق اوسلو» حيث برزت معه تضاريس السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وفق الاوساط المواكبة لمسيرة الشتات.

مع رحيل الثورة الفلسطينية الى الخارج ضربت البطالة المخيمات تضيف الاوساط، لا سيما ان الثورة كانت تؤمن لها شريان العيش من خلال رواتب المقاتلين اضافة الى المساعدات الطبية والاجتماعية وقد ملأ الاسلاميون المتطرفون الفراغ فيها باستقطابهم لجيل من الشباب العاطل من العمل وحلت ايديولوجية «القاعدة» مكان العقيدة الثورية وبات الارتزاق عاملاً اساسياً في حياة عاصمة الشتات «عين الحلوة»، وعلى هذه الخلفية بات المخيم المذكور محط انظار معظم المطلوبين للعدالة في دولهم بسبب ارتكاباتهم، وكان سـباقاً في الـعزف على الوتر الامـني منذ اغتيال الشيخ نزار الحلبي الذي كان يرأس «جمعية المشاريع الخيرية « المعروفة بالاحباش عام 1994 على يد «عصبة الانصار» التي كان يقـودها احمد عبد الكريم السـعدي المـلقب بـ«ابو محجن» والذي تبخر اثر اغتيال القضاة الاربعة في قصر العدل في صيدا.

وأشارت الاوساط الى ان الاندفاعة الخطيرة في المرحلة الراهنة لمخيم «عين الحلوة» تعود لعدة اسباب وفي طليعتها عجز حركة «فتح» في الامساك بزمام الامور اضافة الى العدد الكبير من المربعات الامنية داخل المخيم وتداخلها بعضها مع بعض، ولعل اللافت انه في ظل عجز السلطة الفلسطينية عن الامساك بالمخيم تطرح اسئلة كثيرة حول دور «حماس» في داخل المخيم، لا سيما ان الانقسام في الداخل الفلسطيني حيث تشكلت دولتان فلسطينيتان اذا جاز التعبير احداها في الضفة تحكمها السلطة الفلسطينية واخرى في غزة تسيطر عليها «حماس»، فان صورة المخيم نسخة عن الداخل الفلسطيني ولكن مع تعديلات بارزة اثر دخول الاسلام التكفيري على رقعة المخيم، وقد باتت الفصائل التكفيرية قوة ضاربة على الارض حيث معاقل «كتائب عبد الله عزام» و«جبهة النصرة» وكافة المشتقات التكفيرية، خصوصاً انها تستقطب النازحين الفلسطينيين من المخيمات السورية الذين يؤدون دوراً وازناً على ارض الواقع، اضافة الى استقطاب قيادات معروفة امثال احمد الاسير وفضل شاكر وشادي المولوي الذي قيل انه خرج من المخيم.

وتشير الاوساط الى ان معلومات موثوق بها تؤكد ان الاسير والمولوي وشاكر لا يزالون في المخيم ويقيمون في «حي حطين» بحماية بلال بدر وهيثم الشعبي وان كل ما قيل عن عدم وجودهم في المخيم يصب في خانة التعمية والتواطؤ من قبل معظم القيادات الفلسطينية وان العقدة الوحيدة التي يغص بها التكفيريون للامساك برقبة المخيم تتمثل بمجموعة العميد الفلسطيني المفصول محمود عيسى الملقب بـ«اللينو» ويحاولون بطريقة او بأخرى القيام بتصفيته، الا انهم فشلوا في اكثر من محاولة، واذا كانت السلطة الفلسطينية قد اوفدت عزام الاحمد لمعالجة ما يحصل في «عين الحلوة» منعاً لتكرار تجربة «البارد» فان الامر يصب في خانة «من لا يملك الشيء لا يعطيه» وان كلام الاحمد «لقد تبلغنا رسمياً من الدولة اللبنانية باسماء المطلوبين» الفارين الى المخيم ليس بحاجة الى تفسير وقد يكون اشبه بالمزاح وكأن السلطة الفلسطينية لا تعرف ان عاصمة الشتات باتت عاصمة للتكفيريين من كل حدب وصوب، ولعل الخطر ان تصفيات تحصل في «عين الحلوة» للاشخاص الذين يشك في أمرهم، فقد تمت تصفية المدعو عيسى فارس في الاول من امس كونه ينتمي الى «جمعية المشاريع الخيرية» وكان سبق ان صفي شيخ المشاريع في المخيم عرسان سليمان منذ اشهر كما تمت تصفية ابراهيم الجنداوي منذ اسبوع تقريباً على خلفية تعامله مع «حزب الله» على يد تنظيم جديد اطلق على نفسه اسم «الشباب المسلم»، واذا لم يتعظ قادة المخيم من الفصائل الفلسطينية من تجربة «نهر البارد» فان «عين الحلوة» يندفع بسرعة نحو دوائر النيران ليتراصف مع جرود عرسال ورأس بعلبك وغيرها من البؤر النائمة.