لأن الإنتخابات على الباب، سعّر ولي العهد القوي، خطابه السياسي و”فَوكس” على خصمه الدكتور سمير جعجع، بلغة تنمّ عن حقد موروث وعِقد مارونية متناسلة. بمناسبة ومن غير مناسبة، يعيد رئيس “التيّار الوطني الحر” نبش قبور الحرب اللبنانية، التي انتهت، مبدئياً، مع إتفاق الطائف وذلك قبل بلوغ نائب البترون الأغرّ سن الرشد السياسي. والهدف الوحيد النيل من شريكه في اتفاق معراب وخصمه الوجودي.
يستعمل النائب الوسيم، في إطلالاته، كل المساحيق المتوافرة، لتجميل صورته السياسية المحروقة، في كل البيئات… بما فيها بيئة “حزب الله”، وكلام الشيخ نعيم قاسم قبل عشرين يوماً “اللي ما عاجبو يدق راسو بالحيط” لم يكن موجهاً بالطبع إلى اللواء عصام أبو جمرة!
ينسب باسيل لنفسه أدواراً ليس مؤهلاً للعبها. ويُقدّم نفسه كضحية قناعات وخيارات على صلة بنضاله الوطني، وهو في الحالين كمن يرتدي بذلات مبهبطة عليه. ويعتمر قبعة تفصّل ثلاثة رؤوس من رأسه.
ويحشر باسيل نفسه في أي حدث. ليرفع شخصياً من مقامه الشخصي في عينيه. نرجسية فاقعة، وما تغريدته الأخيرة التي أعقبت “تعليق” رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عمله السياسي سوى نموذج تطبيقي لتلك النرجسية “في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بس في حدا مصمّم يعمل الحرب”. بجملٍ ثلاث معطوفة على بعضها، إمتدح نفسه في الجملة الأولى، مختلقاً سبباً ما لم يرد في ذهن من عاقبه ولا في حيثيات القرار. إتهم كفاسد فقط، وفي الجملة الثانية وجه تقديراً خبيثاً لمن حال، بانسحابه، دون الحرب الأهلية، ومسبب الحرب الحصري حليفه الشيعي القادر وحده على خوض الحروب الأهلية والدينية والقومية، وليس سمير جعجع كما ألمح، وكان تلميحه الخبيث أقوى من التصريح.
وفي إطار يصب في خانة التكامل ووحدة الرؤية بين القادة الإستثنائيين، طلع النائب الفذ، ذو القامة الباسقة، وليد البعريني، بتصريح لاقى فيه تغريدة الصهر، كاشفاً بلغة بليغة وراقية حجم الحدث مهاجماً جعجع “المتورط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد”. وفي يقين البعريني أن الحريري، قرر الإنسحاب من الحياة السياسية لحظة تذكر ما نُسب إلى جعجع في العام 2017 وليس لسبب آخر.
أسباب كثيرة دفعتني للتعرّف إلى شخصية وليد البعريني، المنقلب على ثوابت الوالد وجيه، فشاهدته، خلال البحث المعرفي، في أحد الفيديوات، يلم كسارق ورقة مائة ألف ليرة خلسة في سهرة عرس، ضلّت على ما يبدو جسد راقصة. وقرأت مطالعاته الدستورية وتابعت ما كُتب عنه وما نُسب إليه من أنشطة في مجال المازوت، ووصلت إلى قناعة أن تحالفاً يجمع خط البعريني مع خط باسيل، إن حصل على مشارف الإنتخابات، سيكون أشبه بتلاقح فكري – وجداني – إيديولوجي.