IMLebanon

الشرق: من مسرحية إيرانية الى مسرحية صهيونية

 

 

بينما التزمت اسرائيل الصمت، نفت الولايات المتحدة، الجمعة، ضلوعها في الهجوم على مدينة أصفهان الإيرانية، وقال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل نفذته، بينما دعت دول غربية وعربية إلى ضبط النفس، وتجنب زيادة التصعيد في المنطقة. وأفاد مسؤولون ووسائل إعلام إيرانية بحدوث هجوم بطائرات مسيرة صغيرة فجر أمس على مدينة أصفهان، وأكدوا عدم تعرض المنشآت النووية في المنطقة لأي ضرر. وفي حين أكد مسؤولون إيرانيون أن الهجمات بالمسيّرات نفذها متسللون وليس جهة خارجية، وقللوا من أهميتها، نقلت وسائل إعلام أميركية بينها شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إسرائيل نفذت هذه الهجمات ردا على الضربات الإيرانية غير المسبوقة التي استهدفتها قبل أسبوع.

 

وفي حين تحدثت المصادر الإيرانية عن استخدام طائرات مسيرة صغيرة، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن هجوم فجر امس تم بواسطة صواريخ أطلقتها طائرة من خارج الأجواء الإيرانية، واستهدفت مطارا عسكريا في أصفهان.

 

وخلال مؤتمر صحافي في كابري بإيطاليا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ردا على سؤال، إنه لن يعلّق على ما حدث في إيران سوى بالقول إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، لكنها لم تشارك في أي عمليات هجومية.

 

في غضون ذلك، حث وزراء خارجية مجموعة السبع (أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وفرنسا وكندا واليابان) إيران وإسرائيل على تجنب أي تصعيد. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن البيان الختامي لقمة مجموعة السبع أكد أنها تريد تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومنع أي زيادة في التصعيد، مضيفا أن واشنطن أوضحت لمجموعة السبع أن إسرائيل أبلغتها في اللحظة الأخيرة بالهجوم على إيران، ولم تشارك فيه.

 

كما قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن أي تصعيد كبير لا يخدم مصلحة أحد، وأنه يريد رؤية الهدوء في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها. من جهتها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط، وشددت على ضرورة بذل كل الجهود حتى تمتنع جميع الأطراف عن أي إجراءات أخرى.

 

وفي ردود الفعل الأوروبية أيضا، قال نائب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي، داعيا إلى التهدئة.

 

وفي نيويورك، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأخير دعا لوقف “دوامة الأعمال الانتقامية الخطيرة في الشرق الأوسط”، بعد أن كان قد حذر قبل ذلك من نزاع إقليمي شامل.

 

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده نقلت إلى الإسرائيليين رغبة إيران بعدم التصعيد بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، وأعرب لافروف عن أمله أن يكون الرد الإسرائيلي على منشآت أصفهان جاء في إطار عدم التصعيد كذلك. بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو تدرس المعلومات المتعلقة بالضربة الإسرائيلية “المزعومة” على إيران، وتحث الجانبين على ضبط النفس، مضيفا أنه من السابق لأوانه التعليق من دون بيانات رسمية. وفي بكين، أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان معارضة بلاده لأي سلوك من شأنه زيادة التوتر في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن بكين تابعت ما حدث في أصفهان الإيرانية. وفي الإطار، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن التصريحات الإيرانية والإسرائيلية غير قابلة للتصديق بشأن ما حدث من تفجيرات في إيران. في ردود الفعل أيضا، دعت دول عربية إلى ضبط النفس، وتجنب التصعيد في المنطقة، وإنهاء الانتقام المتبادل بين إسرائيل وإيران. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن مصر عبّرت عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، في أعقاب أنباء عن هجوم إسرائيلي على الأراضي الإيرانية. وحذرت الوزارة، في بيان، من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.

 

من جانبها، قالت الخارجية الإماراتية إن “الإمارات تعبّر عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة، وتدعو إلى ضبط النفس، وتجنيب المنطقة التصعيد وانجرافها إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار”.

 

وفي السياق، نددت الخارجية العُمانية بالهجوم على أصفهان وباعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة بالمنطقة.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن التصعيد الإقليمي خطر يجب منعه، داعيا إلى وقف التصعيد الإسرائيلي-الإيراني.

 

ودعا الصفدي إلى إبقاء التركيز على إنهاء العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، قائلا إنه يجب عدم السماح بدفع انتباه العالم بعيدا عن هذا العدوان، وجهود وقفه فوريا.