نفّذت إسرائيل تهديداتها بالردّ على قصف مجدل شمس، إذ استهدفت مساء امس منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة، تحديداً قرب مستشفى بهمن ومجلس شورى «حزب الله».
وذكرت وكالة «رويترز» أنّ الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت قيادياً بارزاً في حزب الله هو فؤاد شكر المستشار العسكري الكبير لنصرالله وهو كان مدير مشروع دقة الصواريخ التابع لحزب الله وهو كبير مستشاري نصرالله والرقم 2 في حزب الله، وفق معلومات غربية.
من جهتها، اكدت مصادر حزب الله ان العملية فشلت في تحقيق هدفها، ولكن الغارة تسببت باستشهاد مدنيين اثنين واصابت عدداً من المواطنين.
وأكدت قناة «العربية» أن شكر خرج من المبنى قبل استهدافه.
ولاحقا اعترف الجانب الاسرائيلي أن مصير شكر مجهول، وتأكيداً لذلك طلب رئيس الوزراء بنيامين نتياهو من وزرائه عدم التعليق على الغارة، كما انه اجتمع الى كبار قادة جيش الاحتلال.
وأظهرت الصور حجم الدمار في المنطقة المستهدفة.
وفي تعليق أوليّ على الضربة، قالت الخارجية الأميركية: «نواصل التركيز على الديبلوماسية ونريد تجنّب أي نوع من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله».
كما اعلنت الامم المتحدة انها اجرت اتصالات مع جميع الاطراف لمنع التصعيد.
اتصالات
سبق ذلك استمرار الاتصالات بين العواصم الكبرى، ومعظمها في الكواليس وبعضها يخرج الى العلن لدفعِ اسرائيل الى «دوزنة» ردها على صاروخ مجدل شمس، واقناع حزب الله ايضاً بدوزنة رده على الرد. امس، بحث وزير خارجية مصر مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن جهود خفض التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. واشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى أنّ «أي تصعيد بين لبنان وإسرائيل يُمكن أن يفجّر الوضع، ونود أن نرى حلًا ديبلوماسياً». وقال خلال مؤتمر صحافي في مانيلا «لا أعتقد أن نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله أمر حتمي».
رد شديد
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، أن «مزاعم إسرائيل بمسؤولية حزب الله عن حادثة مجدل شمس مثيرة للسخرية وستواجه رداً شديداً إذا أقدمت على مغامرة في لبنان».
أيضاً في المواكبة الخارجية للمستجدات، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت وبحث معها في الأوضاع الراهنة والاتصالات الجارية لتمديد ولاية «اليونيفيل». وفي خلال الاجتماع دعت المسؤولة الأممية الى التهدئة على كافة الجبهات، وطالبت الجميع بالالتزام بتطبيق القرار 1701 الذي هو الحل الوحيد لحل النزاع القائم.
ميقاتي
في المواقف قبل الاعتداء الاسرائيلي، شدد رئيس الحكومة في خلال اتصالاته ولقاءاته على «أن لبنان يدين كل اشكال العنف ولا سيما التعرض للمدنيين، ويطالب بوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 كاملاً». وقال «من المستغرب أن العدو الاسرائيلي الذي يشن حرباً بلا هوادة على الفلسطينيين، قتلاً وتدميراً وتهجيراً، يزعم التفجع على ضحايا عرباً سقطوا في منطقة عربية محتلة من قبل إسرائيل ويهدد ويتوعد، علماً ان الملابسات الكاملة لما حصل لا تزال غير معروفة بعد». وقال «إن التهديدات الاسرائيلية المستجدة ضد لبنان والتهويل بحرب شاملة لن يثني اللبنانيين عن التمسك بحقهم في أرضهم والدفاع عنها بكل الوسائل التي تقرها الشرائع الدولية». واكد «أن هذا الموقف تم ابلاغه الى جميع اصدقاء لبنان في العالم والى الاتحاد الاوروبي، كما سيتم الرد على المزاعم والاتهامات الاسرائيلية في رسالة مفصلة الى مجلس الامن الدولي». ودعا الى «عدم الإنجرار خلف الشائعات والاخبار الكاذبة التي تهدف الى بث الهلع في قلوب جميع اللبنانيين»، معتبرا «أن الحرب النفسية التي يشنها العدو الاسرائيلي تهدف اولاً واخيراً الى ضرب معنويات اللبنانيين خصوصاً في عز موسم سياحي يحمل الكثير من الآمال والمؤشرات الايجابية». وشدد على «أن الحكومة حاضرة بكل وزاراتها وأجهزتها لمواجهة اي طارئ ولكن الاجراءات المطلوبة يجري اتخاذها بطريقة لا تثير الهلع عند اللبنانيين».
غادروا الآن
وسط هذه الاجواء، نداءات السفارات الى رعاياها لمغادرة لبنان، مستمرة. اليوم، قال وزير خارجية بريطانيا: رسالتي لمواطنينا في لبنان غادروا الآن، اما الخارجية النيبالية فدعت مواطنيها في لبنان الى توخي الحذر والتزام الإجراءات الوقائية المطلوبة.
بري: ما يحصل يهدّد المنطقة
ولسنا خائفين على لبنان
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفدا من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة الرئيس العالمي للجامعة عباس فواز ورئيس مكتب ساحل العاج في الجامعة حيدر سلمان وأعضاء الهيئة الإدارية الجديدة للمكتب وفعاليات من الجالية اللبنانية في ساحل العاج بأن لبنان الدور والرسالة لبنان ومن خلال مغتربيه، هو إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، هو يحتاج في الداخل كما في بلاد الإغتراب الى تعزيز ثقافة الإعتدال التي تستلزم من روادها والمؤمنين بها المزيد من الشجاعة على التمسك بها في مواجهة التطرف الذي بدأ يغزو العالم على نحو مقيت وخطير ومسيء وأحد وجوهه البشعة ما حصل مؤخراً في حفل إفتتاح اولمبياد باريس، ما حصل في ذلك المشهد لا يمثل إهانة للمسيحيين فحسب هو أيضاً إساءة للمسيحية والإسلام على حد سواء، وأكبر دليل على ذلك أن هناك فصلاً كاملاً تدلل عليها الآيات الاخيرة من سورة المائدة في القرآن الكريم.
وأضاف الرئيس بري: «شهادتي أمام المغتربين مجروحة، وعليه أؤكد أن الإغتراب اللبناني بما يمثل من غنى ثقافي وروحي وتراثي وإنساني وديمغرافي، هذا الاغتراب ليس هو لبنان الثاني، إنما هو الوطن كل الوطن وخاصة الإغتراب في ساحل العاج والقارة السمراء فهو حجر الزاوية الذي يحمي لبنان وهو الذي ساهم ويساهم في التأسيس لقيامته» .
وتابع الرئيس بري: «أمام المغتربين ومن خلالكم اؤكد أننا لن نقبل بأي إصلاح مالي ومصرفي إذا ما لم يشتمل على ضمان إعادة ودائع اللبنانيين كاملة دون أي مس بها عاجلاَ أم اجلاً وضمناً وأولاً وآخراً ودائع المغتربين».
وحول الوضع الراهن على خلفية ما يحصل في المنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة، قال الرئيس بري:
إن ما يحصل يهدد المنطقه بأسرها لكن بالرغم من خطورته، نحن لسنا خائفين على لبنان وعلى مستقبله فضمانة لبنان هي الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة بين مواطنيه في الداخل وفي الإغتراب وأيضاً من خلال التمسك بعناوين قوة لبنان وبحقوقه المشروعة في الدفاع عن أرضه وعن سيادته وثرواته بكل الوسائل المتاحة التي نصت عليها القوانين والشرائع الدولية.
وأشار رئيس المجلس إلى أن ما يحصل في غزة يندى له جبين الإنسانية وما يتعرض له لبنان هو صدى لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من بوابة غزة.
وقال الرئيس بري: «ومن خلالكم أيضاً اؤكد بأن لبنان التزم وملتزم بالقرار 1701 منذ لحظة صدوره وإسرائيل سجلت رقماً قياسيا بخرق هذا القرار بأكثر من 33,000 خرق، فالمدخل الأساس للإستقرار وتجنيب المنطقة إندلاع صراع لن يسلم منه أحد ، يكون بالضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي لوقف عدوانه المتواصل على غزة وعلى لبنان منذ ما يزيد عن عن تسعة أشهر».
كما تابع الرئيس بري المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع لاسيما الميدانية منها وشؤونا تشريعية خلال لقائه نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب الذي قال بعد اللقاء: «طبعا كان النقاش مع دولة الرئيس بالظروف التي يمر بها البلد والوضع الدقيق والخطير الذي نمر به، وتطرق النقاش الى الأزمة القائمة حاليا خاصة في الجنوب ومع العدو الاسرائيلي وآخر ما سمعت وأهم ما سمعت من دولة الرئيس انه رغم كل هذه الظروف التي نمر بها ورغم دقة المرحلة عنده حرص شديد على إيجاد حل باسرع وقت لإنتخاب رئيس للجمهورية وسيكون هناك جهد وعمل في هذا الإتجاه وشكرا».
وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس الوزير السابق غازي العريضي حيث جرى عرض للمستجدات وتطورات الاوضاع السياسية والميدانية.