Site icon IMLebanon

الرياض تبلغ بيروت رسميا: انطلاق الهبة مطلع العام

كتب عبد الامير بيضون:

.. ولبنان على مسافة ثلاثة أيام من نهاية العام وبداية عام جديد، فقد بقيت الاجواء خليطا بين «التمنيات» ومثالياتها، او لا واقعيتها ضمن المعطيات المتوافرة، والواقع المأساوي الذي يمر به لبنان والمنطقة عموماً، والتي قد تكون في حسابات البعض «أصعب في المستقبل» مما هي عليه اليوم..

وإذ مرّ يوم أمس، ونقطة الجذب الرئيسية تمثلت في الحدث البالغ الدلالة، بمغادرة مسلحي الزبداني وعائلاتهم بسيارات الصليب الاحمر الدولي الى تركيا عبر مطار بيروت.. وعائلات بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين والواقعتين في محافظة أدلب نحو الحدود التركية على ان يتجهوا لاحقاً جواً الى لبنان.. فإن ذلك لم يحجب بالمطلق الواقع اللبناني الغارق في أزمة متعددة العناوين والافرقاء وليس في المتناول سوى التمنيات في العام الجديد، ان ينجز لبنان انتخاب رئيس الجمهورية، وانتظام عمل مجلسي النواب والوزراء، والاستجابة لمطالب اللبنانيين، لاسيما المعيشية منها، حيث نفذ الاساتذة المتعاقدون في التعليم الثانوني يوم أمس، اعتصاماً أمام وزارة التربية للمطالبة بتثبيتهم في الملاك..

الأمن حذوداً وبقاعاً

إضافة الى الوضع الأمني الذي يشهد اختراقات، ابتداءً من الحدود الشرقية حيث قصف الجيش اللبناني بالمدفعية الثقيلة مواقع المسلحين في جرود عرسال وأوقع اصابات مباشرة فيهم.. إضافة الى الخلل الأمني الذي حصل في بعلبك أمس، وتمثل باستشهاد عسكري وإصابة أربعة آخرين بتبادل لاطلاق النار مع آل جعفر أثناء عملية دهم نفذها الجيش في دار الواسعة.. ولاحقاً أفيد عن ان ثمانية شبان من الذين أطلقوا النار على عناصر الجيش سلموا أنفسهم..

كلام نصر الله موضع متابعة إسرائيلية

إلى ذلك فقد بقيت المواقف الأخيرة التي أطلقها الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في ذكرى اسبوع الشهيد سمير القنطار، وتمسكه بـ«توازن الردع» وكشفه عن ان ساحات الرد مفتوحة وهي باتت في يد «المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الارض والعرض..» بقيت موضع متابعة إسرائيلية لافتة، وان كان الرد الداخلي بقي محصوراً بكلمة رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد (الوزير السابق) محمد شطح، وقوله: «إننا لم نوافق على انزلاق وتورط «حزب الله» في الآتون السوري، ولن نوافق اليوم على ذلك..».

الهبة السعودية على الطريق الصحيح

يأتي ذلك، مع عودة الحديث من جديد عن هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية الى الجيش اللبناني، التي احيطت بكم غير قليل من «التشكيك».

وفي السياق، فقد نقل عن مسؤولين في الأجهزة الرسمية اللبنانية المعنية، أنها «تلقت قبل يومين اتصالاً من الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية تفيد ان أجندة مواعيد تسليم السلاح للجيش اللبناني انجزت بالكامل بالاتفاق والتنسيق بين الرياض وباريس المسؤولة وفق الاتفاق الثلاثي الموقع بين السعودية وفرنسا مع لبنان.. على ان تنجز عملية التسليم بالكامل خلال ست سنوات..

وفي هذا، فقد أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع سمير مقبل، مطمئنا اللبنانيين الى ان الاسلحة التي ستصل الى الجيش من شأنها ان ترفع قدراته العسكرية في شكل كبير، بما يزيد من طاقاته وامكاناته في الاضطلاع بالمهام الجسام الملقاة على عاتقه في مواجهة العدو الاسرائيلي من جهة والتنظيمات الارهابية على حدوده الشرقية من جهة ثانية.. وشدد مقبل على «ان الهبة السعودية موضوعة على الطريق الصحيح وشقت الدرب في اتجاه بدء التنفيذ خلافا لكل ما يقال ويروج عن توقفها..».

اطالة عمر الشغور

وعلى خط الاستحقاقات، وإذ يسلم الافرقاء كافة، باستحالة ان تشهد الأيام، بل والأسابيع المقبلة، أي تطور ايجابي على خط الاستحقاق الرئاسي، بالنظر الى انصراف الافرقاء كافة عن الاستحقاق الى موضوعات أخرى، من شأنه ان تطيل عمر الشغور، وذلك على رغم المعلومات المتداولة عن ان مؤيدي «الرئاسة أولاً» هم أكثر المتمسكين بسلة «التسوية الشاملة»، خلافاً لما يراه عرابو التسوية الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط الذين يقفون الى جانب خيار انتخاب الرئيس أولاً ثم الانصراف الى الاتفاق على سائر الاستحقاقات..

دو فريج: الحريري يقبل بفرنجية

من جانبه، وإذ أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج ان موقف قوى 14 آذار من سلاح «حزب الله» واضح و«نحن ضده مئة في المئة»، «فقد رأى اننا وصلنا الى مرحلة مخيفة ولا يمكن تفعيل المؤسسات والعمل الحكومي اذا لم يحصل تقدم في الملف الرئاسي..». وأشار الى «ان الرئيس الحريري يقبل بالنائب سليمان فرنجية رئيساً لمصلحة لبنان، لأننا اذا لم نخلص مؤسساتنا الدستورية لن نصل الى نتيجة، والبلد ذاهب الى الانهيار..».

وقال دو فريج «ان «حزب الله» لا يرضى بانتخاب رئيس جمهورية لأن لديه مبدأ أنه وعد النائب ميشال عون بالبقاء وراءه في ترشيحه للرئاسة ولا يريد الرجوع في كلامه..».

وعن امكان تفعيل عمل الحكومة في المستقبل القريب، رأى دو فريج ان «الامر صعب وأنا موجود داخل الحكومة والحقيقة ان فريق 8 آذار لا يرغب بالحديث بأي شيء..».

«المستقبل»: الحوار او الخراب

أما عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، فقد رأى «ان الجهود مستمرة والمداولات متواصلة لمعالجة الشغور في سدة الرئاسة، على الرغم من بعض العراقيل والعثرات..» لافتاً الى «ان النقاش هو حول تأييد أحد الاقطاب الاربعة وليس طرح اسمه..» مشيراً الى «ان ما يجري حولنا يدفعنا الى انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد..».

وعن طرح اسم النائب فرنجية وليس العماد عون لفت حوري الى «ان المسألة هي في فرص النجاح لا أكثر..» آملاً في «ان تكون الأمور مفتوحة على الحوار والنقاش، لأن عكس ذلك سيدفع البلاد الى مزيد من المجهول والخراب..».

«حزب الله»: سنبقى في ساحة المواجهة

على المقلب الآخر، فقد واصل «حزب الله» تجاهله الاستحقاق الرئاسي، قافزاً فوق ذلك، مركزاً على ضرورة مواجهة الثنائي التكفيري – الارهابي وإسرائيل..

وفي هذا، رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش خلال حفل افتتاح «مجمع الامام الهادي» في بلدة الشهابية «ان حربا شعواء تشن اليوم على المقاومة..» لافتاً الى ان «المقاومة بوعي قيادتها وشجاعة رجالها وتضحية شهدائها وجرحاها حققت الكثير من الانجازات..» مشيراً الى «ان هناك تقدماً ملحوظاً وواضحاً، وليس هناك من تراجع على الاطلاق مهما كان هناك من تضحيات لأن لا خيار أمامنا في مواجهة العدوان والتكفير والاجرام والظلم إلا ان نبقى حاضرين في ساحة المواجهة.. من أجل الدفاع عن أمن المواطنين وعن قيمنا بالتصدي لكل مشاريع التكفير والاستحواذ والاستقلال والاستعباد».

من جانبه رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «ان مشكلاتنا الداخلية ناجمة عن اختلاف أولوياتنا». وقال: ان «أكثر مشاكلنا الداخلية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية في رفع بعضنا شعارات مغرية وجذابة للاستثمار عليها وليس من أجلها».

«أمل»: الى متى النكد السياسي؟

من جهته، وفي احتفال لـ حركة «أمل» في حسينية وادي أم علي في قضاء بعلبك، فقد رأي عضو المكتب السياسي للحركة حسن قبلان، «ان البقاع اليوم يقف كما الوطن على مفترقات صعبة وخطيرة..» لافتاً الى ان اللبنانيين «يسألون الطبقة السياسية الى أين يجب ان يستمر هذا المسار الانحداري؟