كتبت تيريز القسيس صعب:
شددت مصادر سياسية موثوقة على اعطاء زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غداً السبت الى لبنان
«طابع زيارة عمل وليس زيارة دولة»، وذلك لاسباب موجبة تعتبرها فرنسا تمسّ بالعلاقات اللبنانية – الفرنسية في غياب رئيس للجمهورية والفراغ الدستوري.
واذ اكدت ان هولاند لا يحمل مقترحات او حلولاً لانهاء حالة الفراغ الرئاسي، اشارت في المقابل الى ان فرنسا لا تفوّت فرصة دولية كانت ام اقليمية او اتصالات خارجية الا وتطرح الملف اللبناني بكل تشعباته وتعقيداته. وبالتالي اعتبرت المصادر ان لبنان ما زال اولوية في الاجندا السياسية الفرنسية، وهذه الزيارة للرئيس هولاند قد تتبع بسلسلة زيارات قد يقوم بها عدد من الوزراء الفرنسيين والمسؤولين في اتجاه لبنان.
واذ اعطت المصادر عناوين ثلاثة لهذه الزيارة:
١- دعم لبنان ومساندته في مواجهة الازمة في المنطقة وتحديداً الازمة السورية وانعكاساتها وتداعياتها على الوضع الداخلي.
٢- دعم استقرار لبنان والمحافظة على امنه وسط التهديدات التي يواجهها من داعش والمنظمات الارهابية اضافة الى مكافحة الارهاب.
٣- المساعدة في ايجاد حلول للمشاكل السياسية القائمة في لبنان توصلاً الى حل الازمة الرئاسية.
وفي الاطار عينه، رأت المصادر ان لبنان يعتبر من الدول المهمة في المنطقة، لذلك يجب اعادة عجلة الحياة السياسية الدستورية اليه، كما عجلة الحياة الاقتصادية، فاعادة تفعيل عمل الدولة قد يصب في مصلحة لبنان ومؤسساته ودوره الريادي وتعاطيه الخارجي، من هنا فإن الاولوية تقع على عاتق المسؤولين اللبنانيين في التوافق في ما بينهم على ايجاد حل للازمة الرئاسية، وعدم الاتكال على الخارج، فلبننة الاستحقاق امر ضروري واكيد، وهذا ليس مطلباً فرنسيا فقط بل هو مطلب دولي واممي.
الحوار السعودي – الايراني
اما بالنسبة للحوار السعودي والايراني، فأكدت المصادر ان فرنسا لديها اتصالات مع الجميع، وكل اقنيتها الديبلوماسية مفتوحة على الاطراف الدوليين والاقليميين، وهي لا تألو جهداً في تأكيد موقفها الثابت تجاه لبنان في كل المحافل الدولية، وكيفية مساعدته لتخطي ازمته.
وبالتالي فان الهبة السعودية المقدمة الى الجيش اللبناني هي بنظر الفرنسيين هبة معلقة وليست ملغاة. وبالتالي فإن السعوديين هم وحدهم يقررون متى يقدمونها، اما بالنسبة لفرنسا فهي تعتبر ان الهبة السعودية يجب ان تبقى للجيش اللبناني. وكشفت عن مساعدات او تعاون ما قد يحصل قريباً بين الدولتين الفرنسية واللبنانية تتعلق بالجيش، وقد يعلن عنها وزير الدفاع الفرنسي لاحقاً.
واذ عبّر المصدر عن قلق دولي بالنسبة الى استمرار الوضع في لبنان على ما هو عليه، شدد في المقابل ان هناك اهتماما دوليا وامميا بالوضع الداخلي ويترجم عبر الزيارات لمسؤولين اجانب الى هذا البلد، وبالتالي فإن لبنان يواجه تهديدات جدية ولا احد يريد ان يرى تدهورا للاوضاع في لبنان، بل على العكس يجب دعمه ومساندته لمواجهة الاخطار المحدقة به.
ورأى ان اي اتفاق بين اللبنانيين على مواجهة هذا الامر هو بمثابة رسالة واضحة واشارات ايجابية في اتجاه المنطقة.
اطر مناسبة للحل
وكشف المصدر ان ليس من مهمة فرنسا العمل مكان اللبنانيين بل ايجاد اطر مناسبة للحل والمساعدة على اعادة فتح افق جديدة لمرحلة مقبلة، وستكون نقطة انطلاق لمتابعة ترجمة زيارة هولاند الى لبنان.
واذ رأى المصدر امكان عدم ربط لبنان بالازمات في المنطقة وتحديداً بسوريا، قال لن يكون هناك دوحة اخرى او طائف آخر، لان الظروف في الماضي كانت مختلفة تماماً عن اليوم. وبالتالي نأمل في حل الازمة الداخلية في لبنان بعيداً عن اي ازمات في المنطقة، لأن الحل يمكن ان يحصل بمعزل عن انتظار الحل النهائي. المهم اعادة عمل المؤسسات وانتظامها ضمن الاسس الدستورية والقانونية، ولا يمكننا رؤية هذا البلد ينهار شيئاً فشيئاً، فهو بلد العيش المشترك والتطور والثقافة ويجب اعادة احياء هذا الامر.
واشاد بالدور الذي تقوم به المؤسسات العسكرية كافة وتحديداً مؤسسة الجيش في الحفاظ على الاستقرار والامن الداخلي وسط كل التهديدات الجدية التي تواجه المنطقة ولبنان. وقال ان الوضع الامني جيد جداً، وهو مطمئن.
دور بكركي
واعتبر ان لبكركي وبطريركها دوراً اساسيا في هذه المرحلة، واللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي وغبطة البطريرك له معاني كبيرة. فكما لبكركي دور ديني، فلها ايضاً دور سياسي، وعلينا الا ننسى ان غبطة البطريرك ليس بطريركاً للبنان انما ايضاً بطريرك انطاكيا وسائر المشرق.
اشارة الى ان هولاند سيصل بعد ظهر السبت الى لبنان ثم يزور مجلس النواب ويعقد لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور اعضاء مكتب المجلس، لينتقل بعدها الى السراي الحكومي ويعقد اجتماعاً مع رئيس الحكومة تمام سلام.
على ان يلتقي عند السادسة والنصف الجالية الفرنسية في لبنان، ثم يقيم له السفير الفرنسي عشاء في قصر الصنوبر في حضور شخصيات سياسية وحزبية ودينية ومنظمات اهلية واجتماعية. اما نهار الاحد فيلتقي الرئيس هولاند البطريرك بشارة الراعي في قصر الصنوبر في لقاء ثنائي لافت ثم ضباط وعناصر الوحدة الفرنسية العاملة في الجنوب على ان ينتقل بعدها الى البقاع حيث سيزور مخيماً للنازحين السوريين.