يبدي كبار المسؤولين مسحات تفاؤلية بامكان بلوغ مربع الحل قبل فوات الاوان، خصوصا رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يراهن على ايام. وفي تبريرها لتفاؤله هذا، قالت مصادر قريبة من السراي ،ان حركة الاجتماعات لم تتوقف في الايام القليلة الماضية على شكل لقاءات ثنائية وثلاثية، بعدما جمدت اعمال اللجنة الرباعية بمقاطعة ممثلي حزب الله وحركة امل. واضافت ان الاتصالات مستمرة واللقاءات الموسعة استؤنفت امس، وان عطلة نهاية الاسبوع ستشهد لقاءات موسعة بعدما فتحت الافاق امام عناوين ستشكل مشروعا لا يمكن ان يعترض عليه احد، بعد تدوير الزوايا من التقسيمات الادارية، من دون الكشف عما اذا كان سيعتمد النظام الاكثري او النسبي او المختلط بانتظار بلورة المشاريع المقترحة.
الاتصال الذي فتح «الكوة»
وقالت مصادر سياسية تتابع حركة الاتصالات، ان الاتصال الهاتفي الذي بادر به رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فتح كوة في سبيل التوصل الى توافق يعيد ممثلي الثنائي الشيعي الى اللقاءات الرباعية في وقت قريب من دون الاشارة الى اي تفاصيل اخرى. ولفتت المصادر الى ان مقاطعة الثنائي الشيعي لم تكن بسبب خلافات داخلية وحسب، انما كانت في وجه من وجوهها دعوة للتفاهم بين الاطراف الاخرى، وهو ما كشفه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اخر اطلالاته حينما ابدى استعداد الثنائي للنظر في اي مشروع يجمع عليه الاخرون وانه ليس طرفا في اي خلاف.
لاتضخموها
وغداة التوتر الكهربائي الذي شهدته جلسة مجلس الوزراء الخميس، بفعل ملاحظات وزراء القوات اللبنانية على خطة الكهرباء التي لم تلق اصداء ايجابية لدى رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة ووزراء التيار الوطني الحر، وفق ما قالت مصادر وزارية ، رفضت اوساط «القوات» التعليق، واكتفت بالتشديد على ضرورة عدم تضخيم مجريات الجلسة الحكومية. وقالت «ان مفاعيلها ستبقى محصورة ضمن جدران قاعة مجلس الوزراء ولن تتخطاها، مطمئنة الى أن ذيول هذا التوتر لن تؤثر على متانة الحلف القائم بين الثنائي المسيحي «التيار» و»القوات». وفي حين لفتت الى ان الخلاف مع التيار «تقني» بحت، ذكّرت بقول رئيس القوات سمير جعجع «دخلنا الحكومة لنغيّر والا فلنستقل»، موضحة ان في رأيها فإن «دفتر الشروط للكهرباء، بالطريقة التي وضع فيها يحد التنافس ويحصره بنوعية معينة من الشركات ولا يسمح بحلول اخرى أقل كلفة وأقل تلوثاً»..
بدورها، أبدت مصادر التيار حرصا على عدم تكبير حجم ما جرى وجزمت بأن التباعد الكهربائي لن يفسد في الود بين بعبدا والرابية ومعراب، قضية. ويلتقي الطرفان أيضا على التأكيد بأن ما يجمعهما اليوم أكبر مما يفرّقهما وبأن لا طلاق سياسيا بينهما على الاطلاق. فهما ماضيان في معركة قانون الانتخاب كأولوية لاستعادة المسيحيين دورهم الفعال في اللعبة السياسية. ويلفتان الى ان تحالفهما لم يصهرهما بعضا ببعض بل هما حزبان اثنان وليس حزبا. وعليه، يجوز ان تكون لكل منهما نظرته الخاصة لا سيما في القضايا الحياتية والانمائية واليومية.
قلق مسيحي
وقالت مصادر روحية مسيحية انها بدأت تقلق من الحروب الصغيرة في جسم الثنائي المسيحي، ولفتت الى ان ما يجري على هذا المستوى يثير الريبة وتمنت ان يكون ما يحصل مجرد هفوات شخصية يرتكبها اشخاص تتضارب مصالحهم الانتخابية في دوائرهم الصغيرة، لا ان تكون على مستوى قيادة الطرفين.