بقيت الحركة السياسية في البلاد شبه غائبة باستثناء بعض زيارات التهنئة بعيد الفطر، ومواقف الحث على اطلاق ورش تفعيل العمل في المؤسسات تنفيذا لمقررات لقاء بعبدا التشاوري. وفيما يؤمل ان ينطلق البحث من ملفي الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب ، أشارت مصادر نيابية الى ان السلسلة باتت على قاب قوسين من الاقرار في ظل قناعة جامعة بوجوب طي صفحتها، بقي ملف الامن المتفلت متصدرا واجهة المتابعات فقاد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى قصر بعبدا حيث بحث ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تفاصيله وتطوراته والتحضيرات الجارية لوضع القانون الانتخابي الجديد موضع التنفيذ.
واعلن المشنوق على الاثر ان رئيس الجمهورية سيتابع مع رئيس الحكومة والجهات القضائية المختصة الاجراءات التي يتخذها القضاء في حق مرتكبي الجرائم، بغية إنزال اقسى العقوبات التي يسمح بها القانون في حقهم. وأكد أن القوى الامنية تقوم بواجباتها في المحافظة على الوضع الامني وملاحقة مرتكبي الجرائم على انواعها وكذلك مطلقي النار في مناسبات مختلفة، وأن لا غطاء سياسيا على أحد. اما في الشق الانتخابي، فجزم المشنوق ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها.
وردا على سؤال عن مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في شأن إستقدام «مجاهدين» الى لبنان قال: هذا الكلام لا يعبّر عن رأي الحكومة اللبنانية ولا الدولة اللبنانية ولا الشعب اللبناني. هذا كلام غير مسؤول وطنيا ويفتح الباب لاشتباكات سياسية نحن في غنى عنها.
القوات في بنشعي
تترقب الساحة السياسية مفاعيل لقاء بعبدا التشاوري على مستوى العلاقات الثنائية بين بعض القوى ومن بينها القوات اللبنانية وتيار المردة. وبدت لافتة في السياسة، زيارة سيقوم بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الى بنشعي اليوم، حيث يلتقي رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في اطار جولة على قضاء زغرتا – الزاوية تبدأ بلقاء مع منسقية «القوات اللبنانية» في زغرتا – الزاوية في مقرّها في إرده صباحاً. ولم تستبعد اوساط سياسية تكثيف الاتصالات بعيدا من الاضواء للتقريب بين «القوات» و«المردة» بجهد من حليف مشترك للطرفين.
ملاقاة اعلان الازهر
وتستضيف جامعة سيدة اللويزة ابتداءً من العاشرة من صباح غد السبت «تظاهرة جامعة» مسيحية-اسلامية تعكس النموذج اللبناني المتنوّع دينياً وثقافياً، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لملاقاة «اعلان الازهر الشريف حول المواطنة» الذي عُقد في جامع الازهر في مصر في آذار الفائت. وفي حين يُشارك رؤساء الطوائف كافة بالمؤتمر اضافةً الى ممثل عن شيخ الازهر احمد الطيّب وهو نائب امام الازهر، وممثل عن الرئيس عون وشخصيات سياسية واجتماعية من مختلف المجالات، يُختتم المؤتمر باعلان اللويزة الذي يتلوه البطريرك الراعي الذي بحسب مصادر مواكبة قالت انه «لن يحيد عن مسار الرسالة التي يطّلع بها لبنان في العيش المشترك وتقبّل الاخر واحترام التنوّع والتعددية، وإستكمال المسيرة التي بدأها الازهر في التأكيد على الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع دون استثناء وتُحترم فيها حقوق المواطنة والحريات الدينية والكرامة الانسانية، وهذه المبادئ جزء من رسالة لبنان التي شددت عليها وثيقة الازهر في اذار الفائت».