IMLebanon

الشرق: جعجع لم يحضر.. فختم عقيقي ملف التحقيق  

 

 

بين ملفين تنقل الحدث اللبناني امس. ملف استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للاستماع اليه الذي يبدو سُحب فتيل انفجاره شعبيا بختم التحقيق، بعدما حققت الحشود القواتية التي قصدت معراب قاطعة الطريق على الاستهداف السياسي لـ»الحكيم» توازن رعب، كان لا بد منه، الى التداعيات السلبية لمواقف وزير الاعلام جورج قرداحي التي اقحمت البلاد مجددا في ازمة ديبلوماسية مع الخليج، على غرار سيناريو الوزير السابق شربل وهبة، يؤمل ان تؤدي المواقف والاتصالات الى لجم مفاعيلها .وسجل امس تحرك للسفيرين السعودي واليمني واستدعاء الكويت القائم بالاعمال اللبناني لتسجيل الاعتراض على مواقف وزير الاعلام.

 

ختم التحقيق

 

فيما غاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن وزارة الدفاع امس، حيث استدعي للاستماع اليه في حوادث الطيونة، حضرت اليه متضامنة وفود قواتية من كل المناطق اللبنانية تجمعت في تظاهرة سيارة على طريق من دلبتا الى بكركي وحريصا، رفضا للقضاء المسيس والاستنسابي على حد تعبير المشاركين، الذين رفضوا استدعاء المعتدى عليهم من اهالي عين الرمانة، واستدعاء رئيس القوات، فيما لم يستدع المحرضون والمعتدون وهم من انصار الثنائي الشيعي.

 

وفي تطور لافت على هذا الخط، افيد ان مديرية المخابرات خابرت القاضي فادي عقيقي لاستيضاحه حول الخطوة المقبلة بعد تخلف جعجع عن الحضور امس فطلب منها ختم التحقيق ولم يطلب اتخاذ أي خطوة أخرى.

 

فحوى المخرج

 

وسط هذه الاجواء، بقي الطرح الذي قيل ان تم التفاهم عليه بين المقار الرئاسية الثلاثة، كمدخل لاحياء العمل الوزاري، اثر جولة البطريرك الماروني عليها اول امس، في الواجهة، حيث لم تتضح معالمه النهائية والحقيقية بعد. في السياق، افيد ان فحواه «احالة الوزراء والرؤساء والنواب السابقين المستدعين امام المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء»، الامر الذي يحصر صلاحيات البيطار بالموظفين العاديين وسواهم. غير ان معطيات اخرى رشحت في الساعات الماضية، اشارت الى ان الثنائي الشيعي، الى اعتماد هذا الخيار، يريد ايضا ازاحة البيطار وتنحيته ، وهو لن يتخلى عن مطلبه هذا. وبينما سيتظهّر الموقف الحقيقي من هذه القضية في الساعات المقبلة، خاصة وأنها قد تُطرح في المجلس النيابي اليوم، وقد ناقش رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية ميشال عون  في بعبدا، امكانية الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء في حال سلكت التسوية القضائية طريقها من محطة البرلمان ، ولكن المعلومات تشير الى ان انعقاد مجلس الوزراء لن يكون قريبا .

 

عون – ميقاتي

 

وقال ميقاتي بعد اللقاء «تطرقنا اليوم (امس) الى مواضيع عدة خصوصا مبادرة غبطة البطريرك التي قام بها بالأمس بعد زيارته لفخامة الرئيس وللرئيس نبيه بري ولي ايضا، ونأمل ان تبصر النور قريبا وتؤدي الى حل مسألة توقف عمل مجلس الوزراء وعودته الى الالتئام. إننا حرصاء، فخامة الرئيس وانا، على ان نعود جميعا الى طاولة مجلس الوزراء، كي يكون البحث على هذه الطاولة لايجاد الحلول المطلوبة، ولكن الأهم اليوم هو تنقية الأجواء، وان يتم تصحيح المسار القضائي وتنقيته بالكامل، وفق القوانين المرعية واحكام الدستور».

 

دعاوى

 

ليس بعيدا، تقدّم وكلاء رئيس الوزراء السابق حسان دياب أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، بدعوى مخاصمة الدولة عن أفعال إرتكبها المحقق العدلي في قضية إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وأفادت مصادر قضائية بأن «دعوى مخاصمة الدولة التي تقدّم بها دياب تكفّ يد البيطار، عن التحقيق معه حصرًا، إلى حين البت بها». وأوضحت ، أن «بمجرد تقديم وكلاء الدفاع عن دياب، إفادة رسمية تظهر تقدّمهم بدعوى مخاصمة الدولة، تُكفّ يده عن استجواب موكلهم الى حين البت بالدعوى».

 

كما تقدّم وكيل الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى امام الهيئة العامة لمحكمة التمييز لتحديد المرجع الصالح لردّ قاضي التحقيق العدلي في قضيّة المرفأ.

 

باسيل وبزي

 

وكان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مارس القنص على المساعي المبذولة لإيجاد مخرج من الازمة الراهنة فغرد على حسابه عبر «تويتر» كاتبا: لما حكيت عن تواطؤ ثنائي الطيونة قامت القيامة.هيدا التواطؤ شفناه بالشارع على دمّ الناس وبمجلس النواب على قانون الانتخاب وحقوق المنتشرين». وأضاف «بكرا رح نشوفه بالمجلس و بالقضاء على ضحايا انفجار المرفأ والطيونة سوا». وختم باسيل تغريدته بالقول: «لا لطمس الحقيقة بأكبر انفجار شهده لبنان والعالم مقابل تأمين براءة المجرم». ورد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي على باسيل قائلا «هدف كل تغريداتك الإطاحة بالتوافق الذي تم بين الرؤساء وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وأخذ البلد نحو الخراب». في حين رد الوزير السابق ريشار قيومجيان بعنف على باسيل متهما اياه بالزحف امام مشروع حزب الله  طمعا بسلطة وكرسي ودعاه للخجل من ضحايا المرفأ ومن امهات عين الرمانة لانهم يعرفون من هو المجرم الحقيقي.

 

ازمة ديبلوماسية

 

وسط هذه الاجواء، تقف الحكومة امام ازمة خطيرة جديدة مع دول مجلس التعاون الخليجي عموما والسعودية خصوصا، غداة تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي التي قال فيها في آب الماضي قبل توزيره «السعودية والإمارات تعتديان على الشعب اليمني»، وأن الحوثيين يمارسون «الدفاع عن النفس».

 

بخاري في السفارة

 

امس تفاعل الموضوع سلبا. ففي وقت اعلن الكويت رسمياً استدعاء القائم بالأعمال اللبناني وتسليمه مذكرة احتجاج على تصريحات قرداحي، إستنكر السفير اليمني في لبنان عبدالله عبد الكريم الدعيس بعد استقباله السفير السعودي وليد بخاري الذي زاره صباحا، تصريحات قرداحي معتبرا أنّ «بيانه أمس زاد الطين بلّة».

 

ولاحقا، زار الدعيس وزارة الخارجية والتقى الامين العام للوزارة السفير هاني الشميطللي، وسلمه رسالة استنكار بشأن تصريحات قرداحي.