Site icon IMLebanon

فجر لبناني جديد ينبثق من “فجر الجرود”

«باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني» أطلق أول أمس قائد الجيش العماد جوزف عون معركة «فجر الجرود» ضد تنظيم «داعش» الارهابي المتمركز في جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة. وفي معركة هي الاصعب من بين المعارك التي خاضها الجيش نظرا لطبيعة الارض والعدو، بدأ الجيش عملياته منفردا ومن دون التنسيق مع الجيش السوري و»حزب الله»، الخامسة من فجر اول امس بعد ساعات من تصاعد وتيرة قصفه لمواقع التنظيم براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، في إطار سلسلة عمليات استباقية بدأت منذ أسبوعين، مهدت لتقدم الجيش وسيطرته على تلال استراتيجية مطلة على مواقع المسلحين. وأشرف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شخصيا على انطلاق العملية من وزارة الدفاع، حيث اطلع على سير المعارك وأجرى اتصالا بقائد الجبهة في الجرود وحيا العسكريين على جهودهم.

تطور المعركة

وفي اليوم الاول من المعركة (السبت)، حقق الجيش الاهداف المرسومة للعملية، إذ دكت مدفعيته وطوافاته وراجماته منذ ساعات الفجر الاولى مواقع داعش في جرود رأس بعلبك والقاع، حيث يتمركز 600 داعشي موزعين على ثلاث مجموعات، محصنة في منطقة وعرة تمتد على 120 كم مربع داخل الحدود اللبنانية. وتقدمت وحداته شرقا مقابل حرف الجرش وتلة الحمرا وجنوبا في اتجاه خربة شمين، وسيطر على تلال المخيمرة 1، المخيرمة 2، و1664 المشرفة على وادي رافق، ورفع العلم اللبناني عليها. وسمع بشكل متواصل دوي انفجارات عنيفة في منطقتي تلال القاع ورأس بعلبك. وعملت وحدات الهندسة في الجيش على إزالة الالغام والمفخخات التي كان مسلحو «داعش» زرعوها لاستعادة المرتفع 1564 وتله طلعه العدم.

الجانب السوري

وبالتزامن، أطلق كل من «حزب الله» والجيش السوري عملية «وإن عدتم عدنا» في جرود القلمون الغربي من الجهة السورية، ونفذت الطائرات السورية غارات مكثفة على مرتفعات القلمون الغربي. وحرر الطرفان مواقع عدة في جرود الجراجير وجرود قارة، بحيث أصبحا يسيطران على 3 من أصل 4 معابر لداعش بين سوريا ولبنان. وصعد الحزب والجيش السوري جبل الموصل الاستراتيجي في جرود البريج في القلمون الغربي وسط اشتباكات مع داعش، ودخل عناصر «حزب الله» إلى مرتفع حرف الموصل في القلمون الغربي بسوريا. وعلى الاثر، سلم أمير الزمراني في داعش المدعو أبو يزيد مع مجموعته أنفسهم الى «حزب الله» عند معبر الزمراني.

معارك اليوم الثاني

وأمس الاحد حرر الجيش جبل الخشن خلال المرحلة الثانية من العمليات، ووحدات الهندسة تعمل على تفكيك الألغام التي تركها تنظيم «داعش» بعد اندحاره تحت ضربات الجيش.

كما حرر خربة داوود وخربة التينة في جرود راس بعلبك، بعد عملية قام بها عند ساعات الصباح بغطاء من الطيران، بعدما قصف بالمدفعية والصواريخ مواقع داعش وتحصيناته.

وعزز الجيش مواقعه وفكك الألغام والتشريكات التي خلفها داعش.

استعادة مرتفعات

كما تقدمت وحدات الجيش واستعادت مرتفعات ضليل ام الجماعة شمال شرق مرتفعات ضهور الخنزير وعملت على عزل مجموعات داعش الارهابية في وادي مرطبيا.

قصف مدفعي

وطوال نهار أمس قصف الجيش مواقع داعش بجرود رأس بعلبك بالمدفعية الثقيلة والصواريخ ومن كل الإتجاهات، حتى أن اصوات القذائف تسمع بشكل واضح في أرجاء البقاع الشمالي.

3 شهداء

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي:

«قامت وحدة من الجيش ظهر اليوم (أمس) على طريق وادي حورتة ومراح الدوار في جرود رأس بعلبك، بتفجير سيارة ودراجة نارية مفخختين تقلان انتحاريين، كانوا يحاولون استهداف عناصر من الجيش في المنطقة المذكورة، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف العسكريين».

كما صدر بيان آخر وفيه: «تعرضت آلية تابعة للجيش على طريق دوار النجاصة – جرود عرسال، ظهر امس، لانفجار لغم أرضي، أسفر عنه استشهاد ثلاثة عسكريين، وهم: ب.م و أ.أ.ف و ع.ش واصابة العسكري ع.د وحالته خطرة  حيث تم نقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة.

10 جرحى

وكان حصيلة خسائر اليوم الاول 10 جرحى من العسكريين اللبنانيين، في حين سجل سقوط اكثر من عشرين قتيلا لداعش.

جولة القائد

وتفقد قائد الجيش العماد جوزف عون قبل ظهر أمس، الوحدات العسكرية التي تواصل تنفيذ عملية فجر الجرود في مناطق رأس بعلبك والقاع، حيث زار غرفة عمليات الجبهة، واطلع من قائدها وقادة الوحدات الكبرى على سير العمليات العسكرية، ثم جال في المراكز التي تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، والتقى الضباط والعسكريين واطلع على أوضاعهم وحاجاتهم، مزودا إياهم التوجيهات اللازمة، ومتمنيا الشفاء العاجل لرفاقهم الجرحى.

نتائج اليوم الثاني

وعقد العقيد فادي ابو عيد، من وزارة الدفاع، مؤتمرا صحافيا امس عرض فيه لنتائج اليوم الثاني للمعارك التي يخوضها الجيش تحت عنوان «فجر الجرود» ضد مسلحي تنظيم «داعش» الارهابي في منطقة جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة.

وأعلن انه تم اليوم تحرير 30 كيلومترا مربعا اضافة الى 30 كيلومترا مربعا كان قد تم تحريرها أمس، والتي كان قد سبقها في المرحلة التحضيرية لمعركة «فجر الجرود» تحرير 20 كيلومترا مربعا. وقال: «بذلك تكون المساحة التي سيطر عليها الجيش قد بلغت 80 كيلومترا مربعا من اصل 120».

تدمير مغاور وانفاق

كما أعلن انه تم اليوم تدمير 12 مركزا للارهابيين، تحتوي على مغاور وأنفاق، كما تم ضبط اسلحة وذخائر وتفجير سيارة ودراجة نارية مفخختين كانتا تقلان انتحاريين.

وذكر ان وحدات الجيش تواصل تقدمها تحت غطاء جوي ومدفعي مكثف، كما ان وحدات مختصة تقوم بتنظيف الالغام المزروعة.

حسم المعركة

وكشف عن استقدام تعزيزات اضافية لحسم المعركة بأسرع وقت ممكن، مؤكدا وجود حالات فرار في صفوف تنظيم داعش ومجددا تشديد قيادة الجيش على وحداتها ضرورة التقيد بالقوانين الدولية.كما أعلن عن سقوط 3 شهداء للجيش وجريح حالته حرجة. وأوضح أن المساحة المتبقية من سيطرة داعش تبلغ 40 كيلومترا مربعا.

وكرر نفيه وجود تنسيق مع مع «حزب الله» والجيش السوري. وختم موضحا أن الالغام ستعيق تقدم الجيش انما الوحدات المختصة تعمل على تفكيكها.

«فجر الجرود»

وكان العماد  عون أعلن انطلاق عملية «فجر الجرود»، وقال في تغريدة له عند الخامسة من صباح السبت «باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية فجر الجرود». ومع تقدم ساعات الصباح، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أن «وحدات الجيش استهدفت بالمدفعية الثقيلة والطائرات، عددا من مراكز الإرهابيين وتجمعاتهم في جرود منطقة رأس بعلبك والقاع، وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم». ونشر الجيش اللّبناني عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» خريطة تظهر تقّدم وحدات الجيش للسيطرة على مراكز تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك في إطار عملية «فجر الجرود» التي أطلقها الجيش اليوم لتحرير الجرود من تنظيم «داعش» الإرهابي.

القضاء على داعش»

ومتابعة لمجريات المعركة في جرود رأس بعلبك والقاع ضد داعش، شرح مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد علي قانصوه تطورات عملية «فجر الجرود»، وقال «مهمة الجيش تقضي بمهاجمة إرهابيي داعش في جرود رأس بعلبك والقاع، ليدمرهم لاستعادة الارض والانتشار حتى الحدود اللبنانية السورية»، مشيرا الى أن «إرهابيي داعش قسموا مناطق سيطرتهم إلى ولايات تشبه المحافظات المعتمدة في بلدانهم الأم. وتخضع العناصر الإرهابية المنتشرة في جرود رأس بعلبك والقاع إلى ولاية الشام – قاطع القلمون الغربي». وعرض قانصوه لـ»خريطة تمركز المجموعات الارهابية التي في جهوزية مكتملة نسبيا شمالا في جرود رأس بعلبك وجرد القاع، غربا في جرد رأس بعلبك وجزء من جرد عرسال، جنوبا على امتداد التلال المشرفة على وادي الشحوط، وشرقا في منطقة قارة والجراجير والبريج في الأراضي السورية». وأشار الى أن «تم تضييق الطوق على المجموعات الارهابية في الأسبوعين الأخيرين حيث كان آخرها استرجاع تلال ضهور الخنزير وحقاب خزعل والمنصرم». وتناول قانصوه تشكيل الوحدات الإرهابية وقال «هم مجموعات من المشاة معززة بآليات ودراجات نارية وتمتلك أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، ومدافع هاون، صواريخ موجهة، أسلحة مضادة للدروع، أسلحة مضادة للطائرات، قناصات، مناظير ليلية، وطائرات من دون طيار»، مشيرا الى أن «الدراجات النارية تعني أن لدى الارهابيين سرعة حركية». وأوضح قانصوه أن «معظم هذه الاسلحة يتم تدميرها بواسطة المدفعية أو طيران الجيش فهذه الاسلحة والمخابئ تعطينا نموذجا عن العدو الذي نحاربه الذي هو ارهابيو داعش الذين يختبئون في المغاور ومموه والقتال معهم غير عادي». وتابع «يقدر عديد الوحدات الإرهابية في الأراضي اللبنانية بحوالي 600 إرهابي، موزعين على ثلاث مجموعات: فصيل بكر شمالا (جرد القاع). فصيل علي في الوسط (جرد راس بعلبك)، فصيل أسامة في الجنوب (على امتداد التلال المشرفة على وادي الشحوط)».

نقاط الضعف والقوة

وأوضح قانصوه نقاط الضعف والقوة للإرهابيين، مشيرا الى أن نقاط الضعف تتركز في «عدم توفر تغطية جوية وعدم توفر دبابات. أما نقاط القوة فتتمثل في القدرة العالية للتنظيم على مهاجمة القوى بواسطة الدراجات المفخخة والإنتحاريين والإنغماسيين، فضلا عن خبرة في التخفي والإنتقال بسرعة من جبهة الى أخرى بإستعمال الدراجات النارية، خبرة عالية في عمليات القنص حيث أن طبيعة الأرض تساعدهم في ذلك»، مشيرا الى أن «الارهابيين متمركزون على نقاط عالية جدا ومراكزهم قريبة من بعضها فيستطيعون دعم ومساندة بعضهم البعض والجيش يهاجم من تحت الى فوق». وأكد أن «لا تنسيق مباشراً أو غير مباشر مع أي طرف، وجدنا أنفسنا جاهزين فبدأنا».

الأمد الزمني

وعن الامد الزمني للمعركة قال «لا مدة زمنية محددة للمعركة، فالامر متوقف على طبيعة المعركة وعلى تحصيناتهم». وأشار الى أن هناك خوفاً من وجود خلايا نائمة والقوى الامنية ومخابرات الجيش تقوم بما عليها، وأوقفت خلايا عدة في الفترة الماضية».

العسكريون المخطوفون

ولفت الى أن «موضوع العسكريين المخطوفين هو الاولوية قبل اي مفاوضات وسننتصر مهما كلف الامر»، مضيفا «من دون معرفة تفاصيل عن مصير العسكريين لا مفاوضات»، مؤكدا أن «هذه المعركة هي من أصعب المعارك التي يخوضها الجيش ضد التنظيمات الارهابية، ولكن لا نخاف من داعش وسنقضي عليها».

«وإن عدتم عدنا»

 وفي الجزء السوري من الجرود، انطلقت المعركة ضد تنظيم «داعش» إعلان الاعلام الحربي التابع لـ»حزب الله» أن «التزاما منا بالعهد الذي قطعناه لأهلنا بإزالة التهديد الارهابي الجاثم على حدود الوطن، يعلن مجاهدو المقاومة الاسلامية جنبا الى جنب مع رجال الجيش العربي السوري بدء تنفيذ عملية «وان عدتم عدنا» منذ صباح اليوم (امس). وتعاهد المقاومة الاسلامية أهلها وشعبها بأن عملياتها هذه ستستمر حتى اجتثاث التهديد العسكري لارهابيي داعش وتحرير كامل الجرود المشار اليها». وبدأت العملية بهجوم بجميع انواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة على مواقع» داعش» في جرود القلمون الغربي في جهاته الشمالية والشرقية والجنوبي. وبعد استهدافها بـ 20 غارة جوية، حرر الجيش السوري والحزب وادي مسعود ووادي أبو خضير ومرتفعات حرف وادي فارة ورأس شعبة المغارة ومرتفع أبو خديج في جرود الجراجير، وشعبة سرور وقبر العرسالي وخربة العيلة في جرود قارة. وبات الجيش والحزب يسيطران على 3 من أصل 4 معابر لداعش بين سوريا ولبنان. وصعد الحزب والجيش السوري جبل الموصل الاستراتيجي في جرود البريج في القلمون الغربي وسط اشتباكات مع داعش، ودخل عناصر «حزب الله» إلى مرتفع حرف الموصل في القلمون الغربي بسوريا. وفي محصلة أولى للمعركة، سقط عنصر في «حزب الله» يدعى حسن عبد المنعم جرادي فلاح من بلدة حاروف الجنوبيّة.

استسلام «دواعش»

وعلى أثر تقدم الجيش السوري وعناصر «حزب الله» في جرود القلمون الغربي، سلم أمير الزمراني في داعش المدعو ابو يزيد مع مجموعته (حوالى 30) أنفسهم الى «حزب الله» عند معبر الزمراني الذي أصبح تحت السيطرة النارية بشكل كامل، وفق ما أفاد الاعلام الحربي.