IMLebanon

الشرق: قبل 17 عاماً اغتالوا رفيق الحريري .. ولبنان

 

الرئيس الشهيد باقٍ في القلوب والعقول والضمائر

 

يحيي لبنان اليوم الذكرى السنوية السابعة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ، وهو الحدث الذي سبقه وتلاه مسلسل اغتيالات وضع لبنان في مهب الريح ولا تزال تداعياته مستمرة حتى اليوم .

 

وقد زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان امس ضريح الرئيس الشهيد  في وسط بيروت، على راس وفد كبير من العلماء، لمناسبة ذكرى استشهاده.

 

وقال مفتي الجمهورية: «في الظروف البالغة الصعوبة التي نعيشها اليوم، نستذكر الشهيد الرئيس رفيق الحريري، رجل الدولة صاحب الاهتمام الكبير بالإنسان والإعمار والبنيان. نستذكر وفاءه للمبادئ الوطنية، ونستذكر صدقه في الحوارات السياسية في وقت أصبح الكذب على الناس ليس مجرد رذيلة اجتماعية وأخلاقية فقط ، بل ركنا من أركان سياسة دولة، تقف اليوم على حافة الانهيار، إن لم تكن قد انهارت فعلا».

 

وتابع: «انبثق رفيق الحريري من تحت ركام وأنقاض بلد متلاش وحمل على كتفيه إعادة بنائه وتعميره، الى أن أرداه التفجير الغادر، فارتقى شهيدا حيا عند ربه، وقد قال تعالى في القرآن الكريم: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون..

 

واليوم يدخل لبنان الوطن مرة جديدة في التلاشي، وكأن القيمين على شؤونه لم يتعلموا من التجارب السابقة التي دفع اللبنانيون ثمنها غاليا جدا من أرواحهم وممتلكاتهم . في ذكرى الشهيد الكبير رفيق الحريري، وفي ذكرى رفاقه الأبرار الذين لحقوا به على طريق الشهادة، نتساءل بألم ومرارة: الى متى تتواصل قافلة الشهداء وقد كاد لبنان نفسه أن يصبح شهيدا. لا ينتهي شعب لا يتخلى عن إرادته. ولا يزول وطن يتمسك برسالته – رسالة المواطنة والعيش المشترك – في بلد يتميز بالتنوع والتعدد الحضاري. كان الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى رمزا للإرادة الوطنية الصادقة، وحاملا مشعل رسالة لبنان الإنسانية. وكان استشهاده ولادة جديدة لهذه الإرادة، وإحياء جديدا لتلك الرسالة».

 

وأضاف: «إن لبنان الغارق اليوم في هوة الفساد الأخلاقي والفشل السياسي والانهيار المالي والاقتصادي، يذكر بتقدير، ويتذكر باحترام المبادرات الإنقاذية التي قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي نهض بلبنان، وببيروت بشكل خاص، من تحت الأنقاض. وحتى يتمكن لبنان من مقاومة اليأس ومن الاستسلام للأمر الواقع فانه يحتاج الى تجديد العمل بمبادئ الشهيد بما اتسمت به من أخلاقيات سامية ومن مبادرات بناءة ورؤية واضحة».

 

وقال: «إكرام الشهيد يكون بالدعاء له والترحم عليه ويكون أيضا بالمحافظة على تراثه الأخلاقي والإنمائي والوطني. وبمواصلة العمل العام في ضوء النهج الوفاقي البناء الذي اعتمده طوال مسيرته في الحكم ، وخارج الحكم، وحتى النفس الأخير. وفي ذكرى استشهاده نؤكد المضي قدما على دربه، تمسكا بلبنان الواحد ودفاعا عن أمنه وسلامته وكرامته».

 

وختم دريان: «إن حياة بلا معنى وهدف هي موت مبكر. ومعنى حياتنا أن نكون في وطن ينفع الناس ويجمعهم. ويصون كراماتهم ويحفظ حقوقهم، ورسالة حياتنا أن نبلغ ثقافة العيش الوطني الواحد واحترام كرامة الإنسان وحقوق المواطنة».

 

المشنوق: رفيق الحريري يبقى منارة لبنان

 

غرد النائب نهاد المشنوق عبر “تويتر”: “يبقى رفيق الحريري منارة لبنان المضيئة: للحق في جمهورية الباطل، وللدولة في زمن الدويلة، وللتقدم في دنيا الانحطاط، وللصلابة في أيام الارتباك وللعروبة في مواجهة انحراف الهوية”.

 

السنيورة: لحظة اغتيال الحريري إنطلق مشروع تدمير الدولة

 

استذكر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في بيان، في الذكرى الـ17 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، «دوره الفريد وإسهاماته وعطاءاته من أجل أن يعود لبنان سيدا حرا مستقلا ومزدهرا». وقال: «نستذكره في خضم حملات التشويه والتجني على ما عمل عليه وضحى من أجله وحققه لإنقاذ لبنان واستعادة نهوضه الوطني والحضاري والاعماري والاقتصادي والإنساني، لينطلق لبنان الوطن من جديد ويستعيد دوره الطبيعي كنقطة جذب للعرب والعالم، وكمنارة للعلم والثقافة، ومقصدا حضاريا وثقافيا وتعليميا وسياحيا واستثماريا واستشفائيا وخدماتيا».

 

أضاف: «نستذكر في هذه الأيام المشروع الوطني الكبير للرئيس الشهيد الإنسان، وصاحب الأيادي البيضاء التي احتضنت كل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وعملت بجد ومثابرة من أجل استعادة نهوض لبنان واستدامة نموه وتنميته واستقراره الداخلي بكل مناطقه. ومن أجل تعزيز عناصر قوته في عيشه المشترك، وفي نهائية دولته السيدة المستقلة صاحبة القرار الحر، وفي تعزيز انتماء لبنان العربي، وفي الحفاظ على وحدة أبنائه وسلمهم الأهلي. وكذلك في حرصه على استقرار سياسة لبنان الخارجية وتعزيز علاقاته الوثيقة مع أشقائه العرب وأصدقائه في العالم، واستمرار تمسك لبنان بالاحترام والتزام تنفيذ قرارات الشرعيتين العربية والدولية».

 

وتابع: «أدرك الرئيس رفيق الحريري أنه في مسيرة إعادة تكوين الدولة ووحدة مرجعيتها وبسط سلطتها الواحدة على كامل أراضيها ومرافقها أنه يسير في حقل ألغام محلية وإقليمية ودولية. لكنه، وعلى الرغم من تلك المخاطر الداهمة التي كانت تعترضه، فقد استمر الرئيس الحريري في متابعة مسيرته الوطنية. لذلك كانت لحظة اغتياله في الرابع عشر من شباط، لحظة انطلاق مشروع تدمير الدولة في لبنان من خلال ازدواجية السلطة وخلخلة أعمدتها، والعمل المستمر على تخريب قواعد نظام لبنان الديموقراطي البرلماني».

 

وشدد السنيورة على أن «استشهاد الحريري وحد اللبنانيين وجمعهم في ساحة واحدة، وها هي أحوج ما تكون الآن لعودتهم إليها ليصار إلى العمل بجد من أجل استرداد الدولة من خاطفيها. وها هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري يبقى حاضرا بقوة حتى في غيابه، وشامخا في مشروعه الحضاري لإنقاذ لبنان رغم كل المحن التي عصفت وتعصف بلبنان، ورغم كل ما يقوم به ويمعن في ارتكابه الأعداء والحاقدون، من تدمير وتهديم لبنية لبنان الوطنية ولعيشه المشترك، وصولا إلى دفع لبنان إلى الإفلاس وأخذ اللبنانيين إلى البؤس، وإلى الإيغال في تغيير هوية لبنان وإلحاقه بالمشروع الإقليمي المعروف، والإيغال في الاستعصاء على الإصلاح والتضييع للفرص الكثيرة التي أتيحت للبنان في السابق، والتفويت المستمر للفرص المتاحة للبنان في الحاضر والمستقبل والضرورية لتأكيد حضوره ومكانته واستعادة دوره وازدهاره».

 

وختم: «اليوم بعد 17 سنة على الجريمة الكبرى، وفي أعقاب الانهيارات التي أصبح لبنان في خضمها، لبنان أحوج ما يكون إلى عمل وطني إنقاذي عبر إعادة ضخ الحياة والعزيمة والإصرار في عروق ومنطلقات مشروع رفيق الحريري الوطني القائم على إعادة الاعتبار للدولة في دورها، وفي الحرص على بسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها ومرافقها، وفي التشديد على اعتماد مبادئ وسياسات الإصلاح والنهوض في شتى المجالات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية، والارتكاز على قاعدة العيش المشترك الاسلامي المسيحي والتمسك بلبنان الرسالة التي شدد عليها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. كذلك أيضا في التمسك باحترام الدستور وباستكمال تنفيذ اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني) بكل توجهاته وأسسه وبنوده لاستعادة النهوض والعافية الوطنية والاقتصادية والمعيشية للبنان واللبنانيين».