فجر امس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن «عملية عسكرية» في أوكرانيا لانهاء حكم المتعصبين النازيين في كييف وضمان امن روسيا واقليم دونباس وعلى الفور دوت انفجارات قوية في عدة مدن بعد غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي ترافقت مع قصف صاروخي عنيف وعمليات انزال جوي للمظليين وتقدم للمدرعات الروسية وبموءازرة كاملة من مقاتلي دونتيسك ولوغانسك ، وقالت كييف إن الأمر يتعلق بـ»غزو واسع النطاق». وقد نفذ الجيش الروسي تهديداته عبر قصف مكثف، مستعملا الصواريخ المتطورة ضد البنية العسكرية الأوكرانية لجعل مخاطرها شبه منعدمة على الأمن القومي الروسي، علاوة على حرب “فرق كوماندوز” انتقائية وسط البلاد تشمل العاصمة كييف ومنطقة تشرنوبيل، وذلك بهدف السيطرة على المقرات الحيوية.
ووجهت روسيا ضربات مكثفة بالصواريخ إلى القواعد العسكرية الأوكرانية وخاصة القواعد التي تضم العتاد العسكري ثم أساسا القواعد الجوية التي تضم الطائرات وأنظمة الدفاع الصاروخي (تدمير اكثر من ١١ مطارا عسكريا باتوا خارج الخدمة).
وانطلقت الصواريخ بما فيها الباليستية من أراضي بيلاروسيا وضربت أهداف جنوب غرب أوكرانيا أي بعيدا عن المنطقة الشرقية الملتهبة. والتركيز على الجنوب الغربي هو امتداد الحرب إلى القواعد العسكرية ومصانع السلاح. واعترف القائد العام للقوات الأوكرانية، فاليري زالوجيني، بسقوط أربعة صواريخ باليستية في المنطقة، وفق وكالة الأنباء الأوكرانية.
ومنذ بدء القصف الروسي تدهوروضع الجيش الأوكراني الذي قد يكون فقد سلاح الجو بصفة نهائيا ومنظومة الدفاع الجوي كذلك، مما سيترك القوات البرية بدون تغطية جوية وفريسة سهلة أمام القوة النارية الروسية. في الوقت ذاته، هناك تخوف من تسرب قوات خاصة روسية إلى قلب العاصمة كييف حيث جرى إسقاط طائرة عسكرية خاصة بالنقل كان على متنها 14 شخصا، وهذا يدل على أن عملية الإسقاط تمت من ضواحي العاصمة كييف على يد “فرق كوماندوز” روسية. واعترفت وزارة الداخلية الأوكرانية بوجود مواجهات في محيط العاصمة كييف دون توضيحات، وهذا يدل على حرب «فرق الكوماندوز». في حين تفيد معطيات أخرى بإنزال «كوماندوز» بالقرب من مطار في العاصمة كييف.
و عبر القصف الروسي من خلال الصواريخ ثم عمليات الإنزال الجوي في مناطق معينة من أوكرانيا، مقابل غياب تغطية جوية، وبدون دعم عسكري غربي بما في ذلك حجب أسلحة متقدمة عن أوكرانيا، تبقى قضية انهيار الجيش الأوكراني مسألة أيام قليلة، لاسيما وأن وزارة الدفاع الروسية تنوي تدمير هذا الجيش وبنيته العسكرية كدرس لباقي دول أوروبا الشرقية الأخرى، إذا ما استضافت مزيدا من القواعد والأسلحة الغربية وأساسا الأميركية.
وأعلنت أوكرانيا مقتل أكثر من 40 جنديا وعشرات المدنيين في أوكرانيا في هجوم روسي (أرضي وجوي وبحري) وعلى ثلاثة محاور. وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية إن القوات الحكومية قتلت “حوالى خمسين محتلا روسيا” خلال صدها هجوما على بلدة شاستيا الواقعة على خط المواجهة مع متمردين تدعمهم موسكو.
وقالت الشرطة الأوكرانية إن روسيا نفذت 203 هجمات منذ بداية الهجوم والقتال مستمر في جميع المناطق تقريبا.وقال قائد القوات الأوكرانية انها نخوض قتالا ضد القوات الروسية للسيطرة على مطار هوستوميل في منطقة كييف.
وقالت أوكرانيا إن بعض مراكز قيادة الجيش تعرض لضربات صاروخية روسية مع شن موسكو عملية عسكرية على البلاد.
وفي وقت سابق أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية إسقاط خمس طائرات ومروحية تابعة للقوات المسلحة الروسية “بعد انتهاكها الحدود الأوكرانية”.
كما قال حرس الحدود إن أرتالا من الجيش الروسي عبرت الحدود الأوكرانية إلى مناطق تشيرنيهيف وخاركيف ولوجانسك.وتحدثت موسكو عن فرار مئات الجنود الاوكرانيين الى اراضيها بعد تركهم مواقعهم على حدود روسيا .
وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية ، أن روسيا تهاجم “البنية التحتية العسكرية والمدنية” من عدة اتجاهات مستخدمة في ذلك الطائرات وقوات المدفعية وصواريخ كروز.
وأضافت هيئة الأركان في بيانها، أن هناك: “معارك ضارية تدور رحاها باتجاه خاركيف” مشيرة إلى أنه تم إيقاف تقدم القوات الروسية في منطقة تشيرنيهيف الواقعة شمالي البلاد والتي تتاخم حدود بيلاروس وقالت الهيئة إن ميناء ماريوبول المطل على بحر أزوف والقريب من روسيا أيضا “قد بات مرة أخرى تحت السيطرة الكاملة”.
وشن الجيش الروسي أيضا هجمات من شبه جزيرة القرم الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، التي ضمتها روسيا عام 2014، في اتجاه منطقتي خيرسون وميليتوبول.
وتحدث ينس ستولتنبرغ أمين عام حلف الناتو في وقت سابق عن وقوع هجمات جوية وصاروخية روسية من اتجاهات متعددة مدعومة بهجمات من قبل القوات البرية والقوات الخاصة.
وقالت موسكو إنها تسعى فحسب إلى إضعاف قدرة الجيش الأوكراني وإنها لا تستهدف المدن أو المدنيين. ولم يرد الكرملين على سؤال عن المدى الذي ينوي الجنود الروس التقدم إليه.
أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الخميس فرض حظر تجوّل ليليّ في العاصمة الأوكرانية بهدف الحفاظ على “أمن” السكان، بعد ساعات من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
بوتين: الحرب لتخليص أوكرانيا من النازيين الجدد
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة مصورة عن دوافع ما وصفها بالعملية العسكرية الخاصة التي تنفذها قوات بلاده في أوكرانيا منذ فجر الخميس، ووجه رسائل للخارج والداخل.
فقد قال بوتين إن العملية تأتي بموجب الاتفاقيات المبرمة بين موسكو وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، وتستهدف حماية المدنيين الناطقين بالروسية هناك مما وصفها بالإبادة الجماعية التي يتعرضون لها من 8 سنوات.
وأضاف بوتين أن العملية تأتي أيضا لحماية روسيا من التهديدات التي تستهدف أمنها، ومن ضمنها سعي كييف لامتلاك سلاح نووي، مؤكدا أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بحيازة هذا السلاح.
وتابع أن بلاده تسعى من خلال العملية إلى نزع سلاح أوكرانيا وتخليصها ممن وصفهم بالنازيين الجدد، ونفى وجود خطط لاحتلال الجارة الغربية لروسيا، داعيا العسكريين الأوكرانيين إلى إلقاء السلاح والعودة لبيوتهم.
وهدد الرئيس الروسي بأن بلاده سترد على الفور في حالة حدوث تدخل أجنبي في الصراع الحالي، محذرا من أن تداعيات ذلك ستكون غير مسبوقة.
وعبر بوتين عن ثقته في أن القوات الروسية ستقوم بواجبها، وأن المؤسسات الروسية ستعمل بنجاح، بما في ذلك على صعيد إدارة الاقتصاد، داعيا كل مكونات الشعب الروسي إلى التكاتف.
وأشار، في كلمة له، إلى أن “ما يجري الآن في أوكرانيا، هو إجراء اضطراري”، مؤكدًا “لا ننوي إلحاق الضرر بالنظام الاقتصادي العالمي الذي تنتمي اليه وعلى شركائنا فهم هذا الأمر”،
كلمة زيلينسكي
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تتعرض لهجوم روسي على جميع الجبهات، وللقصف من الشمال إلى الجنوب. وأكد زيلينسكي وجود أعداد كبيرة من المصابين جراء القصف الروسي.ودعا المواطنين القادرين على حمل السلاح للتوجه إلى مراكز التدريب، مؤكدا أن الجيش الأوكراني قوي ويجب دعمه وان اوكرانيا سبنتصر في الحرب.
وفي نفس الكلمة، أعلن الرئيس الأوكراني قطع العلاقات الديبلوماسية مع روسيا، متهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يرغب في تدمير أوكرانيا.
وذكر أنه تواصل مع الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة غربيين آخرين من أجل وقف الهجوم الروسي على بلاده، مطالبا بفرض كل العقوبات الممكنة على موسكو، وتحدث عن ضرورة إنشاء تحالف ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعلن زيلينسكي بدء سريان الأحكام العرفية في البلاد على خلفية الهجوم الروسي، ولاحقا أعلن البرلمان الأوكراني حالة الحرب.
بايدن يُهدّد بوتين بحساب شديد ومدمّر
ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بـ«الهجوم غير المبرر لروسيا على أوكرانيا». وقال في بيان «اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (شن) عملية مخطط لها ستتسبب بمعاناة وخسائر بشرية كارثية»، مضيفا «نددتُ بهذا الهجوم غير المبرر للقوات العسكرية الروسية». وشدد على أن «روسيا وحدها مسؤولة عن الموت والدمار اللذين سينجمان عن هذا الهجوم»، مؤكدا ان «العالم سيحاسب روسيا».
وكان بايدن قال بعيد بدء عملية عسكرية ضد أوكرانيا، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردّون على موسكو بطريقة موحدة وحاسمة. وأجرى بايدن اتصالا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال إنه أطلعه على خطوات واشنطن لحشد الدعم الدولي ضد الهجوم الروسي، ووعد الرئيس الأميركي بأن تواصل بلاده تقديم الدعم والمساعدة لأوكرانيا ولشعبها.
واعلن بايدن موافقة مجموعة السبع على «رزمة عقوبات مدمّرة» بحق روسيا.
وقال إن حزمة العقوبات التي فرضت على روسيا أعدت بحيث لا تلحق الضرر بالولايات المتحدة.
وتابع قائلا إن العقوبات تتجاوز آثارها ما يمكن أن يحدثه نظام التحويل المالي الدولي «سويفت». وذكر بايدن في كلمته أن كل الأصول الروسية في الولايات المتحدة سيتم تجميدها. وبين أن واشنطن تراقب إمدادات الطاقة لتجنب أي عرقلة وتتحدث مع الدول المنتجة للنفط، مشيرا إلى أن بلاده ستفرج عن مزيد من احتياطاتها. وأشار في كلمته أنه أكد لزيلينسكي أن واشنطن وأوروبا ستواصلان تقديم الدعم لأوكرانيا.
وأكد الرئيس الأميركي أن قوات بلاده لن تشارك في أي أعمال قتالية في أوكرانيا ضد روسيا، مبيّنا في السياق أنه أمر القوات الأميركية بالتحرك شرق أوروبا لدعم الحلفاء هناك.
وكانت مجموعة الدول السبع، قد أعلنت في بيان في وقت سابق، أن «غزو روسيا لأوكرانيا يضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الجانب السيئ من التاريخ، ونحن نسعى لمساعدة أوكرانيا، وإغاثة اللاجئين والنازحين جراء العدوان الروسي»، داعية «روسيا لضمان أمن بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية»، موضحًا «أننا مستعدون للتحرك لمعالجة أي اضطرابات في إمدادات الطاقة».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن القوى الغربية متوحّدة في الرد على روسيا وتعزيز الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي، وكان بلينكن صرح قبل ذلك بأن روسيا إذا استمرت في التصعيد وانخرطت في غزو واسع لأوكرانيا فستقوم الولايات المتحدة بالتصعيد أيضا.
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن الهجوم الروسي على أوكرانيا بمنزلة هجوم على الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وندّد مندوبو بريطانيا وفرنسا وألمانيا ومندوبون آخرون بالهجوم الروسي على أوكرانيا، وطالبوا بتحميل المسؤولية لموسكو، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في جلسة مجلس الأمن إلى وقف النزاع الآن.
من جهته، قال المندوب الأوكراني إن الوقت فات للحديث عن وقف التصعيد لأن الرئيس الروسي أعلن الحرب بالفعل.
في المقابل، قال السفير الروسي إن بلاده لم تبدأ عدوانا على الشعب الأوكراني، بل على من وصفها بالطغمة الحاكمة في كييڤ.
أما السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فقال إنه يعتقد أن الباب أمام حل ديبلوماسي للأزمة لم يغلق تماما.
الى ذلك، اشارت شبكة «إن بي سي» الأميركية، إلى أن «الرئيس الأميركي جو بايدن، اطلع على خيارات بشن هجمات إلكترونية لتعطيل قدرة روسيا على مواصلة هجومها على أوكرانيا»، مشيرة إلى ان «الخيارات الأميركية، تقترح استخدام السلاح السيبراني الأميركي، ضد روسيا، بشكل غير مسبوق».
ولفتت إلى أن «سيناريوات استخدام السلاح السيبراني الأميركي، تشمل تعطيل الإنترنت والكهرباء، في عموم روسيا»، موضحة أن «رد واشنطن سيكون قاسيا ولكن بشكل محسوب حتى لا يدفع بوتين إلى مزيد من التصعيد».