الحريري يعلن استقالته من رئاسة الحكومة من الرياض:
أيدي إيران في المنطقة ستُقطع ولمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي
أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اول امس استقالته من رئاسة الحكومة خلال وجوده في الرياض، مبررا ذلك بأنه لا يريد ان يخذل اللبنانيين الذين ستكون لديهم القدرة على التغلب على الوصاية الداخلية والخارجية، معتبرا ان الأجواء السائدة في لبنان شبيهة بالوضع قبيل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومبديا خشيته من تعرضه للاغتيال. وأعلن انه لن يقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة وانه يرفض استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، وقال «أيدي ايران في المنطقة ستقطع، لأن لها رغبة جامحة في تدمير العالم العربي».
وتلا الرئيس الحريري بيان الاستقالة، وجاء فيه: «أخواني وأحبابي أبناء الشعب اللبناني العظيم، أتوجه إليكم بهذا الخطاب في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ بلادنا والأمة العربية، التي تعيش ظروفا مأساوية أفرزتها التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
فأنتم يا أبناء الشعب اللبناني العظيم، بما تحملونه من مثل وقيم وتاريخ مشرق، كنتم منارة العلم والمعرفة والديموقراطية، إلى أن تسلطت عليكم فئات لا تريد لكم الخير دعمت من خارج الحدود، وزرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن، وتطاولت على سلطة الدولة، وأنشأت دولة داخل الدولة، وانتهى بها الأمر أن سيطرت على مفاصلها وأصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين.
أشير وبكل صراحة ودون مواربة إلى إيران، التي ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، يشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن. يدفعها إلى ذلك حقد دفين على الأمة العربية، ورغبة جامحة في تدميرها والسيطرة عليها. وللأسف، وجدت من أبنائها من يضع يده في يدها، بل ويعلن صراحة ولاءه لها، والسعي لخطف لبنان من محيطه العربي والدولي بما يمثله من قيم ومثل. أقصد في ذلك حزب الله الذراع الإيراني، ليس في لبنان فحسب، بل وفي البلدان العربية.
أيها الشعب اللبناني العظيم، خلال العقود الماضية، استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة، وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين، فضلا عن اللبنانيين، ولست بحاجة إلى سرد هذه التدخلات، وكل يوم يظهر لنا حجمها والتي أصبحنا نعاني منها، ليس على الصعيد الداخلي اللبناني فحسب، ولكن على صعيد علاقاتنا مع أشقائنا العرب، وما خلية حزب الله في الكويت عنا ببعيد، مما أصبح معه لبنان ومعه أنتم أيها الشعب اللبناني العظيم في عين العاصفة، ومحل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها حزب الله. لقد قرأنا جميعا ما أشار إليه رأس النظام الإيراني من أن إيران تسيطر على مصير الدول في المنطقة، وأنه لا يمكن في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا والخليج العربي القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران، والذي رددت عليه في حينه.
وأريد أن أقول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون في تدخلاتهم في شؤون الأمة العربية، وسوف تنهض أمتنا كما فعلت في السابق، وستقطع الأيادي التي تمتد إليها بالسوء، وكما ردت عليكم في البحرين واليمن فسترد عليكم في كل جزء من أجزاء أمتنا الغالية، وسيرتد الشر إلى أهله.
لقد عاهدتكم عندما قبلت بتحمل المسؤولية أن أسعى لوحدة اللبنانيين وإنهاء الانقسام السياسي واستعادة سيادته، وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، ولقد لقيت في سبيل ذلك أذى كثيرا، وترفعت عن الرد تغليبا لمصلحة لبنان والشعب اللبناني، وللأسف لم يزد هذا إيران وأتباعها إلا توغلا في شؤوننا الداخلية، والتجاوز على سلطة الدولة، وفرض الأمر الواقع.
أيها الشعب اللبناني العظيم،
إن حالة الإحباط التي تسود بلادنا وحالة التشرذم والانقسامات وتغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة واستهداف الأمن الإقليمي العربي من لبنان، وتكوين عداوات ليس لنا طائل من ورائها، أمر لا يمكن إقراره أو الرضى به تحت أي ظرف، وإني واثق بأن ذلك هي رغبة الشعب اللبناني بل طوائفه ومكوناته.
إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وقد لمست ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي.
وانطلاقا مما أؤمن به من مبادئ ورثتها من المرحوم الشهيد رفيق الحريري ومن مبادئ ثورة الأرز العظيمة، ولأنني لا أرضى أن أخذل اللبنانيين أو أقبل بما يخالف تلك المبادئ، فإني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية، مع يقيني بأن إرادة اللبنانيين أقوى، وعزيمتهم أصلب، وسيكونون قادرين برجالهم ونسائهم على التغلب على الوصاية عليهم من الداخل أو الخارج، وأعدكم بجولة وجولات مليئة بالتفاؤل والأمل في أن يكون لبنان أقوى مستقلا حرا، لا سلطان عليه إلا لشعبه العظيم، يحكمه القانون ويحميه جيش واحد وسلاح واحد.
أشكر كل من تعاون معي ومنحني الثقة.
عاش لبنان سيدا حرا مستقلا، وعاش الشعب اللبناني العظيم».
تغريدة للحريري مرفقة بصورة له مع اليعقوب
ظهرت مساء أمس تغريدة على حساب الرئيس سعد الحريري على «تويتر»، فيها صورة للحريري مع سفير المملكة العربية السعودية الجديد لدى لبنان، ومكتوب فوقها: «بعد أدائه للقسم أمام خادم الحرمين الشريفين سررت بلقاء سعادة السفير السعودي وليد اليعقوب».
زلزال استقالة الحريري: صدمة وقلق وأسف
تريث في المواقف و8 آذار تلتزم الصمت
كالصاعقة نزل نبأ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري على اللبنانيين مسؤولين وقياديين وعلى المستوى الشعبي فالهدوء الذي حكم مواقفه في الايام لا بل الساعات الاخيرة لم يوحِ في اي شكل بإمكان اقدامه على خطوة من هذا النوع، حتى ردات الفعل جاءت اقل من حجم الحدث وفيما اكتفى بعض اطراف الفريق المؤيد للحريري باطلاق مواقف تراوحت بين الاسف والتبرير بدا لافتا التزام سائر الاطراف الصمت التزاما بتعاميم اصدرها اكثر من حزب لا سيما «التيار الوطني الحر» و»الكتائب» و»حزب الله» و»امل».
سليمان: وفي السياق، قال الرئيس ميشال سليمان عبر تويتر: دخلنا في نفق يحتم على جميع السياديين رص الصفوف. لبنان وشعبه يستحقان التضحية.
حرب: أما النائب الوزير السابق بطرس حرب فقال: «شكلت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري صدمة مفاجئة للبنانيين والعالم، ان بحيثياتها او بتوقيتها او بالمكان الذي اعلنت منه. لقد ادت الاستقالة الى خلق جو ينذر بتشنج سياسي نتيجة سقوط التسوية – الصفقة التي سمحت بتشكيل الحكومة في نهاية 2016، والى انقسام عمودي حاد في البلاد، كما تنذر بأزمة حكومية طويلة، مع أملي ان لا تتحول الى أزمة حكم. الأمر الايجابي الوحيد لهذه الاستقالة انها عرقلت الكثير من الصفقات المشبوهة، وحالت دون استمرار الفاسدين في امتصاص دماء اللبنانيين ودون تحويل الجمهورية اللبنانية الى جمهورية موز تتقاسمها المافيات السياسية. ويبقى علينا ان نعمل جميعا على تفادي انعكاساتها الخطيرة على لبنان.
وفي الخلاصة، أستطيع ان اؤكد ان طريق الانقاذ هو في تمسكنا بالمبادىء الوطنية والاخلاقية».
زهرا: وقال النائب أنطوان زهرا انّ «رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ربما كان على علم بحصول مشاورات في شأن استقالة الرئيس الحريري»، مشيراً إلى أنّه يمكن دستورياً وقانونياً إجراء الانتخابات، «وذلك من دون الحاجة إلى جلسة مجلس وزراء». ولفت الى ان الحريري احرج فاخرج وتراكمت محاولات وضع اليد على السياسة الحكومية الى حدّ تجاوز اسس التسوية الحكومية، ولفت الى ان تشكيل حكومة جديدة سيطول وبالامكان اجراء انتخابات نيابية بحكومة تصريف اعمال.
الضاهر: وأعلن النائب خالد الضاهر «ان الاستقالة اليوم مصلحة للبنان أولا وللحريري ثانيا، سبق وطالبنا باستقالة الحكومة لأن الوضع لم يكن طبيعيا ومصيرها كان الاستقالة».
جابر: واعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر «ان استقالة الحريري جاءت مفاجئة للجميع وبات لبنان اليوم امام وضع صعب».
وهبي: كذلك اعلن النائب أمين وهبي «ان البلد يتجه نحو التصعيد ونتمنى ان يبقى في الإطار السياسي».
الحوت: وتمنى النائب عماد الحوت «أن تكون استقالة الرئيس الحريري انتفاضة كرامة في وجه الهيمنة على لبنان».
شمعون: وأكّد رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» النائب دوري شمعون ان «رغم اننا كنا غير متفقين مع الرئيس الحريري على بقائه في الحكومة، الا ان استقالته اليوم قد توصل البلد الى وضع من الحيرة التي يصعب معها التنبؤ بالنتائج وهذا امر غير مريح». وامل من المجتمع الدولي «وضع حد للتدخلات الايرانية غير المقبولة في دول المنطقة».
أسود: الى ذلك، رأى النائب زياد أسود أنَّ «لا مبرر لإعلان استقالة الرئيس الحريري للحكومة من السعودية»، قائلا «سمعنا كلاماً من السعوديين يدلُّ الى نية في خلق مشكلة في لبنان». ولفت الى «ان استقالة الحريري مفاجئة وأتت من الخارج في ظل ضغوط غير سليمة تمارس على لبنان».
ابي رميا: وقال عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب سيمون أبي رميا أنَّ «استقالة الحريري مفاجئة ويجب التحلي بالحكمة والعقلانية للحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي والمالي وعدم الانجرار الى الفتنة».
طعمة: النائب نضال طعمة «قال بدوره: لمن اعتبر الاستقالة مشبوهة نقول، أصبح السكوت مشبوها أيها السادة. نحن ندرك أن لا خوف على الاستقرار النقدي ولا على الاستقرار الأمني، أما إذا أرادوا أن يقلبوا الطاولة على رأس الجميع، فليتحملوا المسؤولية أمام ضمير اللبنانيين وأمام العالم أجمع».
المرعبي: وقال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي «نرفض تدخل أي أحد في الشأن اللبناني خصوصا الإيرانيين».
كبارة: ولفت وزير العمل محمد كبارة الى «ان الحريري استعاد زمام مبادرة لبنان العربي، ووضع حدا لكل ممارسات إيران الخاطئة.
تويني: من جهته، استغرب وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني «إعلان الاستقالة من السعودية».
ارسلان: ولفت وزير المهجرين طلال إرسلان الى ان استقالة الحريري بهذا الشكل مريبة وتدعو للشك إذا ما تعرض لضغوط لاعلانها.
باسيل: وعمّم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على المسؤولين في «التيار الوطني الحر» والوزراء والنواب ضرورة إلتزام الصمت وعدم التعليق على استقالة الحريري في الوقت الراهن.
جريصاتي: بدوره، اشار وزير العدل سليم جريصاتي الى «ان الاستقالة ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون».
زعيتر: ورأى وزير الزراعة غازي زعيتر أنَّ «قرار استقالة الحريري من الحكومة مفاجئ، ولكن الحكم استمرارية».
سعيد: واعتبر منسق الامانة العامة لـ»14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، أن «التسوية انتهت».
وقال «أشك أن تأتي أي شخصية سنية لتولي مهام رئاسة الحكومة من إستقالة الحريري»، آملا في «ألا ندخل مرحلة أمنية حساسة».
بارود: واعلن الوزير السابق زياد بارود ان مرسوم قبول الاستقالة لا يصدر إلا قبيل تشكيل حكومة جديدة وبمجرد تقديم الحريري استقالته فهي تعتبر مقبولة.
وقال «نحن امام حكومة تصريف اعمال لا تمارس صلاحياتها الا بالمعنى الضيق اي يمكن أن تقوم بالامور الملحة فقط».
قزي: وأعلن الوزير السابق سجعان قزي «ان الاستقالة كانت منتظرة، وايران لم تترك بابا للاعتدال».
أضاف «واضح ان استقالة الحريري هي في اطار التحولات في المنطقة لا سيما الصراع الايراني – السعودي الذي يدفع لبنان ثمنه».
علوش: من جهته، اعتبر النائب السابق مصطفى علوش «ان الخطوة مفاجئة وان لم تكن مستغربة، فالحريري دخل في تسوية مع عون على اساس ان تؤدي الى نوع من التهدئة لكن ما حصل انها لم تؤدِ الى اي تغيير في سياسة حزب الله».
محفوض: كذلك أعلن رئيس «حركة التغيير» ايلي محفوض ان التسوية سقطت منذ فترة واليوم دفنها الرئيس سعد الحريري لتعود الامور الى نصابها الصحيح ولا بد من توازن في وجه هيمنة حزب الله ولن يصح الا الصحيح. وقال «فلنتخذ في ١٤آذار أقصى درجات الإنتباه والحذر، فالاستقالة ستحمل معها عاصفة قد تطيح بالكثير وإنّ تسمية رئيس حكومة جديد كما وتشكيل حكومة سيكون مخاضا عسيرا».
معوّض: وقال رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض عبر توتير «ان محاولات زجّ لبنان في صراعات المنطقة واستخدامه بوجه محيطه، أوصلتنا الى ما يجري اليوم. لا حل الا بتحييد لبنان حفظا لاستقراره».
«تيار المستقبل»: وأعلن «تيار المستقبل» إلغاء الوقفات التي كانت ستنظم في مراكز المنسقيات اليوم تضامناً مع الحريري بعد إعلان استقالته.
حزب الكتائب: وطلب الأمين العام لحزب الكتائب رفيق غانم من كل الكتائبيين عدم التعليق على استقالة الحريري عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيونات، معتبراً أن الوضع لا يحتمل التعليق، وطالباً من الجميع الالتزام بالتعميم.