على قاعدة كل دروب الملفات اللبنانية توصل إلى السيناريو التسووي نفسه، تشير المعطيات السياسية إلى سلوك قضية توقيف المطران موسى الحاج دربًا تسوويًا يخرجها من عنق زجاجة المواجهة المفتوحة بما يحيّد البلد مرة جديدة عن حقل ألغام الإنقسام الداخلي… ووفق القاعدة نفسها، جاءت زيارة المطرانين الحاج وميشال عون الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وعد بحسب معلومات “المركزية” بانهاء هذا الملف بالكامل وهو يعمل على معالجته.
وعلى وقع دعوات شعبية للحج الى الديمان الاحد دعما للكنيسة المارونية، تواصل امس الحج السياسي الى المقر البطريركي الصيفي للوقوف الى جانب سيد الصرح واستكمال اتصالات المعالجة الرسمية. فتكثفت حركة اللقاءات والمواقف السياسية ،حيث سجلت مساع رسمية لاحتواء ما جرى.
المطران في القصر
في السياق، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس المطران موسى الحاج، وراعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون. وخلال اللقاء، اطلع الرئيس عون من المطران الحاج على ملابسات ما حصل معه عند معبر الناقورة يوم الاثنين الماضي في اثناء انتقاله من الأراضي المقدسة الى لبنان. واكد الرئيس عون للمطران الحاج انه تابع هذه المسألة فور حصولها وهي الان قيد المعالجة.
لانهاء الموضوع
وعلم ان الرئيس عون اطّلع من المطران الحاج على ملابسات توقيفه والتحقيق معه واطلعه على الاتصالات التي يجريها وأن الرئيس عون اكد للمطران الحاج انه يجري ما يلزم من اتصالات لانهاء الموضوع بالكامل.
خوري في الديمان
في الموازاة، وفيما زار السفير السعودي وليد البخاري الديمان، سُجّلت زيارة لوزير العدل هنري خوري اليها. في المناسبة، أكد خوري، بعد لقائه البطريرك الماروني، أنه سعى الى جمع المعطيات المتوفرة حول ملف توقيف المطران موسى الحاج، لافتا إلى أنه أرسل كتاباً إلى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات للاطلاع على كافة المعلومات المتعلقة بالملف والمتوفرة حتى الساعة ، وكشف أنه لم يحصل على جواب حتى الآن. وذكّر خوري أن صلاحية وزير العدل محدودة ومحصورة، مشددا على أن القضاء يحكم نفسه وليس هو شخصيا من يصدر الاحكام. واشار وزير العدل إلى أن زيارة الراعي وصرح الديمان واجب خصوصا بالتزامن مع ملف دقيق كملف المطران الحاج.
معوّض
وكانت استمرت امس زيارات التضامن والاستنكار الى الصرح. وقد شدد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض على أن “المطران موسى الحاج ليس بحاجة لأن يدافع عنه أحد وبكركي هي الصخرة التي ستظلّ تدافع عن البلد ونحن هنا لندافع عن لبنان السيادة والحرية والدولة وعن استقلالية القضاء وعن الهوية اللبنانية التعددية”.
القمح يكفي
وسط هذه الاجواء، لا جديد حكوميا، وقد علم ان ثمة مساع لترتيب لقاء بين الرئيسين عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ستتظهر نتيجتها نهاية الاسبوع. في المقابل، رقعة الاضرابات تتوسع وقد انضم اليها اليوم موظفو الوكالة الوطنية للاعلام ووزارة التربية في وقت الازمات المعيشية تراوح وابرزها ازمة الخبز. وفي السياق، أكد وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، في مؤتمر صحافي أن “لدينا كميات من القمح ستدخل خلال 10 ايام تكفي لشهر ونصف وستخضع لفحوصات وزارة الزراعة ويجب الاسراع بهذه النتائج حتى لا تحدث ازمة في البلد”، لافتاً إلى أن “الكمية التي سوف تدخل إلى لبنان هي 50 ألف طن”. واشار إلى أن “تم تشكيل لجنة بادارة وزارة الاقتصاد لتنظيم وصول القمح الى المرفأ وبعدها الى المطاحن، وبمساعدة جميع الأجهزة لمتابعة وصول القمح إلى الأفران”.
حريق الاهراءات
في الاثناء، تابع الرئيس ميقاتي وضع الأهراءات في مرفأ بيروت في ضوء التصدعات المستمرة والحرائق المتكررة التي تحصل فيها. وأفادت تقارير متقاطعة أعدتها وزارات الداخلية والاقتصاد والاشغال العامة والبيئة من خلال أجهزة الرصد بارتفاع خطر سقوط أجزاء من الجهة الشمالية للأهراءات. وأوعز ميقاتي للأجهزة المعنية بالمراقبة الدائمة للأهراء وعدم اقتراب أي من العاملين او عناصر الدفاع المدني وفوج الإطفاء من المكان حفاظاً على سلامتهم ولعدم تعريض حياتهم لأي خطر. ولفت الوزراء المعنيون الى أن “الحبوب الموجودة عند الجهة الشرقية من الأهراء والتي لم تعالج لخطورة الوصول اليها تقدّر بـ3000 طن، منها 800 طن بدأت بالاحتراق الذاتي أخيراً نتيجة العوامل المناخية، إذ تصل حرارة الحبوب الى أكثر من 95 درجة مئوية نتيجة التخمر، علماً ان الانبعاثات الناتجة عن هذا التخمّر لا تشكل اي خطر على الصحة العامة. ويقدر الخبراء ان النيران ستخمد فور انتهاء الكمية ويحذرون من استعمال المياه لإخمادها ما يفاقم الوضع ويزيد من عمليات التخمر والاحتراق”. وأفاد وزير الداخلية في تقريره بأن “الحريق الذي حصل أمس الخميس، نتج عن امتداد النيران الى الكابلات الكهربائية الموجودة على اطراف الأهراء وسارع عناصر الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت لإخمادها فوراً، معرضين حياتهم للخطر”.
شكرا قطر
عسكريا، أعرب وزير الدفاع الوطني موريس سليم عن تقديره لما تقدّمه دولة قطر للجيش اللبناني من مساعدات. جاء ذلك في رسالة وجهها وزير الدفاع الى نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون الدفاع في دولة قطر خالد بن محمد العطية شكره فيها على برقية التهنئة التي كان قد تلقاها منه بعيد الأضحى المبارك، متمنياً المزيد من الريادة والتقدم لدولة قطر الشقيقة. وفي سياق متصل، أكّد الوزير سليم الحرص على استمرار علاقات التعاون التي تربط لبنان بالدول الصديقة. كما استقبل وزير الدفاع الملحق العسكري في السفارة الروسية العقيد يوري بنكوف على رأس وفد، في زيارة تعارف لمناسبة تسلّمه مهامه حديثاً، وجرى عرض لسبل التعاون بين لبنان وروسيا الاتحادية.
العماد جوزف عون:
الشعب لا يثق إلا بالجيش
اكد قائد الجيش العماد جوزف عون ان الجيش لا يمكن ان يشارك في اي اضراب لانه المسؤول عن حماية المضربين وكل المواطنين، معتبرا الأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير مأزوم، سياسياً واجتماعياً. كما اكد العماد عون ان الجيش هو من يحمي الحدود وهذه مسؤوليته الوطنية.
وقال: ان الشعب لا يثق إلا بالجيش فهو المرجعية التي يلوذ بها الجميع عند المنعطفات الخطيرة.