توقيف المطران الحاج اعتداء وإهانة للبطريركية المارونية ولي شخصياً
أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن «ما تعرّض له المطران موسى الحاج انتهك كرامة الكنيسة وعبثاً تحاول السلطة تحويله إلى مجرد مسألة قانونية ومن غير المقبول التعرض لأسقف من غير العودة إلى مرجعيته وهي البطريركية ونحن نرفض هذه التصرفات البوليسية ذات الأبعاد السياسية ونطالب بأن يُعاد إلى المطران الحاج كلّ ما صودر منه».
وتوجّه الراعي من الديمان إلى من يسيئون للبنان: «كفّوا عن قولكم إن المساعدات تأتي من العملاء وابحثوا عن العملاء في مكان آخر فأنتم تعلمون أين هم ومن هم
وشدد على أنه «آن الأوان لتغيير الواقع الطافح بالأحقاد والكيديات ولبنان لا يُبنى ولا ينمو ويتوحد بهذا النهج المنحرف عن قيم شعبه وتاريخه ويا ليت من يقترفون هذه السياسات ويفبركون الملفات يتّعظون ممّن سبقهم ومن التجارب التي تؤكد أنّ غير الصالحين لا يدخلون تاريخ لبنان المشرّف».
وقال الراعي: «الرسالة في الدولة هي ممارسة السلطة من أجل تأمين الخير العام ومن أجل تعزيز الاقتصاد الوطني وإعطاء الجميع الأمل خصوصاً الأجيال الطالعة وتأمين فرص عمل وبالتالي الهدف من العمل السياسي هو المواطن ومن جهتنا لن نتخلّى عن إنسانيتنا وعن خدمة الإنسان مهما كلف الأمر».
وأضاف: «لما اهتزت الهوية والرسالة بسبب ما حصل على الحدود بداية الأسبوع من تعرض للمطران موسى الحاج أثناء قيامه برسالته أتيتم إلى هذا الكرسي البطريركي لتعلنوا إدانتكم وشجبكم ورفضكم لكلّ ما جرى إلى جانب الكثيرين من حزبيين ومواطنين».
واكد انه «من غير المقبول ان يخضع اسقف لتوقيف ومساءلة من دون اللجوء الى مرجعيته الكنسية وهي البطريركية وبهذا الامر المتعمد اساءة للبطريركية الماونية وتعد على صلاحياتها».
وختم البطريرك المارونيّ بتأكيد مواصلة دعوة البطريركيّة إلى «تشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يُمكن وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية»، معتبراً أنّ «لبنان يستحقّ حكومة جديدة ورئيساً جديداً».
ويذكر أنّ تصفيقاً حارّاً علا في كنيسة الديمان بعد قول البطريرك: «اذهبوا وابحثوا عن العملاء في مكان آخر، فأنتم تعلمون أين هُم ومن هُم».
وبعد انتهاء القداس، اكد البطريرك الماروني أمام حشود شعبيية توافدت الى الديمان تأييدا لمواقفه ، أن «توقيف المطران الحاج إهانة للكنيسة المارونية لأن القوانين تقتضي بعدم محاكمة اسقف او كاهن من دون استئذان البطريرك».
واعتبر الراعي أن «ما حصل مع المطران الحاج هو ليس إهانة فحسب بل اعتداءٌ واهانة للبطريركية المارونية ولي شخصياً».
وقال: «ممنوعٌ إيقاف المطران الحاج ومساءلته عند الحدود اللبنانية والنواب الذين حضروا اليوم إلى الديمان سيكونون صوتنا دائماً في البرلمان».
وشدد على اننا «بحاجة الى أصوات لبنانية عريقة وحين يكون الصوت لبنانياً صرف في المجلس النيابي يكون ذلك لخير كل اللبنانيين».
المطران عودة: الكنيسة لا تخاف إلا ربّها..
أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة وقوف الكنيسة مع «محاسبة ومعاقبة كلّ مجرم وسارق ومخالف للقانون كائناً مَن كان»، معتبراً في المقابل أنّ «ما جرى مع المطران موسى الحاج غير مقبول ويُنذر بوجود نهج جديد في التعامل الأمنيّ والقضائيّ يؤدّي إلى تداعيات خطيرة على مستوى الوطن».
وفي عظة الأحد، رأى عودة في ما حصل مع الحاج «أمراً خطيراً ومرفوضاً نأمل عدم تكراره»، مضيفاً: «إذا كان توقيف المطران الحاج رسالة إلى الكنيسة مِن أجل إسكات صوتها، فالكنيسة لا تخضع للترهيب والكيديّة ولا تخاف إلّا ربّها ولا تُنفّذ إلّا تعاليمه ولا تسمع إلّا صوت الضمير والواجب، وواجبُها احترام الإنسان ومحبّته والحفاظ على كرامته والدفاع عن حريّته».
وقال عودة: «ما حصل في الأيام الماضية فيدعو إلى التساؤل والريبة: توقيف أسقف أعزل إلّا مِن بعض المساعدات الإنسانيّة لمواطنين أفقرتهم دولتهم، فيما المُهرّبون ومُستَنزفو مال الشعب وطعامه ودوائه يـسرحون ويُهرِّبون، ومُساءلة موظف شـريف يقوم بواجبه عوض مُساءلة ومُعاقبة كُلّ مَن يتجاوز القانون والدستور، ومَن يسـتغلّ نفوذه ومركزه، ومَن يتعالى على الدولة وسلطتها وهيبتها وسيادتها».