إنّ الضجة التي أثيرت على نطاق وطني واسع بعد الاستعراضات التي قام بها ما يُسمّى بالحشد الشعبي، وبعد المنحى الخطير الذي اتخذته… هذا الوضع المتأزم بقاعاً وعاماً أيضاً دفع الأمين العام لـ«حزب الله» أن يركز في خطابه البارحة على هذا الموضوع الحساس والخطير.
ولا بد من أن نتوقف عند هذا الموقف المستجد لسماحة السيّد فنثمّنه مع تمنياتنا أنّ يكون هذا الموضوع ينسحب على تدخله في سوريا.
ولنا هنا نوع من الملاحظة وهي: كما اعترف السيّد بمسؤولية الدولة داخل عرسال، ليته يقول بمسؤولية الدولة في البقاع كله وعلى الحدود كلها، وفي الجنوب أيضاً.
ونود أن نلفت نظر سماحة السيّد الى أنّ المقاومة تولد عندما يكون هناك احتلال… وموضوع مزارع شبعا والغجر وتلال كفرشوبا أضعف ورقة المقاومة، نحن لا نقول بالتخلي عن المقاومة ولا عن أي شبر من أرضنا المحتلة، ولكننا نطلب من سماحته أيضاً أن تكون المقاومة ضمن الاستراتيجية اللبنانية الدفاعية.
وطموحنا وتمنياتنا أنّ هذه المقاومة، بإنجازاتها العظيمة، نحن ضنينون بها ولا نريدها أن تضيع في التورّط في سوريا والعراق وربما سواهما أيضاً.
وبالرغم من كل ما قيل ويُقال لا أزال أرى أنّ تصحيح وضع المقاومة اليوم ممكن.
الا أنّ هناك رأياً عاماً من الطوائف والمذاهب كلها، كذلك من الشيعة بالذات، بدأ يشعر بضرورة الخروج من هذا الجو الذي نحن فيه وكم تفوتنا من فرص… وبالذات كيف ينعكس ذلك بالسوء على الاقتصاد.
فعسى أن تكون مبادرة سماحته في عرسال مدخلاً الى بداية الإنسحاب من هذا الإنخراط الذي لم يتسبب سوى بالأضرار العامة وعلى صعيد الحزب بالذات الذي سقط له خيرة من شبابه في معركة ليست معركتهم.
ويا ليت الوضع الاقتصادي الدقيق الذي وصل إليه لبنان يكون في اهتمامات سماحته، فيتصرّف بما لا يزيد من معاناته.