من الضاحية الى بكركي عنوان واحد ولكن… لكل رئاسته. بطاركة واساقفة الكاثوليك حددوا الموقف واطلقوا آلية عمل. هم يعتبرون ان لا اولوية تعلو على اولوية انتخاب رئيس جمهورية ويدعون النواب الى القيام الفوري بانتخابه. يعملون على وضع خطة عمل تقضي بتعيين “لجنة حقيقة ومصالحة” تضمّ حكماء وتعمل على التواصل مع جميع الأطراف اللبنانيين، دينيين وسياسيين ومدنيين، لتهيئة الأجواء تمهيدًا للدعوة إلى الحوار.
اما سيد الضاحية، الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، فينظر الى الرئاسة بأهمية عالية ولكن ليس بملء الموقع “كيف ما كان”. يريد رئيساً “مطمئناً” للمقاومة شجاعاً في بعبدا “لا يخاف ولا يتنازل ويقدم المصلحة الوطنية على خوفه ولا يباع ولا يُشترى”. وفي طيات الموقف الرئاسي لنصرالله “باس” للمؤسسة العسكرية وقائدها، قد يشكل مؤشرا بارزا في تطورات الملف الرئاسي. هو قال “الأميركيون يؤكدون علناً أنهم يدعمون الجيش اللبناني الذي يعتبرون أنه مؤهل لمواجهة المقاومة، ونحن نثق به وبقيادته التي ترفض أي مواجهة معنا”. فهل تخلق مواقف البطاركة والسيّد دينامية جديدة في المشهد الرئاسي؟
الاولوية للرئاسة
فيما تغرق البلاد اكثر فأكثر في الشغور الرئاسي والازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية، لا بوادر الى اي حلحلة وشيكة. ووسط هذه الاجواء، برز بيان عالي السقف لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان طالب بالاسراع في الانتخاب ودعا الى الحوار. وجاء في البيان “في النظر إلى الواقع السياسي المأزوم اليوم، يعتبر أعضاء المجلس أن لا أولوية تعلو على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية. لذا يدعو أعضاء المجلس السادة النواب ممثلي الشعب، إلى القيام الفوري بانتخاب رئيس للجمهورية، إذ بدونه لا حماية للدستور ولا إشراف على انتظام عمل مؤسسات الدولة، ولا فصل للسلطات، ولا خروج من الشلل السياسي والاقتصادي والمالي، وكل التبعة تقع على نواب الأمّة وكتلهم. الدولة من دون رئيس تقع في الشلل الكامل”.
ورقة التفاهم
في المقابل، بدا لافتا حديث النائب السابق في كتلة “لبنان القوي” إدي معلوف عبر “الجديد” في اعقاب اطلالة نصرالله لجهة اعلانه ان: ما يربطنا بحزب الله هو ورقة التفاهم ونحن قلنا علنا انها تحتاج لإعادة قراءة وهذا التفاهم لا يمكن ان يستمر من دون بلورة خصوصا في بعض المستجدات.
لا شروط للتيار
من جانبه، أكّد عضو “تكتل لبنان القوي” النائب سليم عون أن “التيار الوطني الحر” بانتظار رد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في شأن دعمه لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أن لا شروط لـ”التيار الوطني الحر” لتأييد فرنجية. وأشار عون في حديث اذاعي إلى أن “هناك حلقة تشاور دائمة للكتلة من أجل التوصّل إلى رئيس جديد”، مُشدداَ على استعداد التكتل للتشاور مع الحلفاء ومع أي فريق سياسي أو حتى مع أي نائب مستقل. واعتبر أنّ “عدم إعلان التكتل عن مرشحه، يسعى إلى عدم حرق المرشحين”، لافتاً إلى أن “التكتل وحده لا يمكنه إيصال مرشح لأن الفريق الآخر لن يؤمن النصاب طالما أنه غير موافق على المرشح”، مضيفاً “لذا فإذا كان المرشح جدياً في هذه المرحلة فسيتم حرقه، وإذا كان المرشح من الكتلة فلن يستطيع الوصول، أما إذا كان المرشح توافقياً فيجب الاتفاق مع الجميع عليه”.
نصاب الجلسات
من جانبه، وفي ظل الجدل الدستوري الذي بدأ اول امس حول نصاب جلسات الانتخاب، أشار النائب ملحم خلف الى ان “النواب ملزمون بالمشاركة في الجلسات وبالقراءة الاساسية لا تحديد للنصاب في الدستور لان المشترع اعتبر أن حضور النواب تلقائي والزامي”. وتابع “في حالة خلو سدة الرئاسة تنبه لها المشرّع ويقول أن في هذه الحالة يجتمع المجلس حكمًا بقوة القانون ما يعني ان النواب ملزمون بحضور كافة جلسات الانتخاب وبالتالي نكون تخطينا مسألة فقدان النصاب”. واعتبر في حديث تلفزيوني ان “القوى السياسية التقليدية مأزومة ونحن أمام أفق مسدود وهذا الانقسام العامودي داخل هذه القوى هو الذي يمنع انتاج رئيس للجمهورية”.
ضبط الامن
أمنيا، استقبل وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، في مكتبه في وزارة الداخلية، قائد الجيش العماد جوزف عون، وجرى البحث في الأوضاع الأمنية. وتم التشديد خلال اللقاء على أهمية التعاون ومواصلة التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة لضبط الوضع الأمني في الظروف التي يمر بها الوطن.