دخل قطار “البحث عن رئيس” اسبوعه الثالث متابعا مساره نحو الجلسة السادسة الخميس المقبل. ومع ان قواعد اللعبة الرئاسية غير مرشحة للتغيير ونمط التأجيل المتكرر للجلسات النيابية لم يعد يحرك ساكناً، الا ان استمرار ترحيلها من اسبوع الى آخر في ظل الانهيار الشامل وعقم الحلول للملفات الداهمة، يعيد تظهير الخط البياني للفراغ الزاحف على مختلف مؤسسات الدولة والتطبّع مع الشلل المستحكم فيها، مثيرا مخاوف من امكان انسحابه على الاستقرار آخر عواميد الهيكل الصامدة في ضوء موجة تصعيد المواقف التي حفلت بها نهاية الاسبوع المنصرم.
هذا الواقع، بدأ يضغط بقوة لاعادة تشغيل المحركات الخامدة على مستوى الجهود السياسية والازمة الرئاسية من خلال اجتماعات منها سرية وأخرى معلنة، يؤمل ان تدق في نهايتها ساعة الرئاسة
وفيما لا جديد بارزا داخليا، في اعقاب مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس وقبله امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله،ومع كشف مصادر في فريق 8 اذار عن اجتماعات يعقدها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مع شخصيات سعودية، حضر الملف امس في نقاشات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع زعماء العالم في قمة العشرين في بالي، وفي الساعات المقبلة على طاولة وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل. وقد استقبل امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف على رأس وفد وجرى البحث في التعاون الثنائي والملفات التي تحتاج الى متابعة.
الكابيتال كونترول
في الاثناء، تصدرت الاهتمامات المحلية، جلسة اللجان النيابية المشتركة التي عقدت برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب وغاب عنها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ومرة جديدة أخفقت اللجان في البحث جديا في قانون الكابيتال كونترول، فعرضت له عرضا وارجأت البحث في تفاصيله. على هذا الصعيد، قال بوصعب بعد الجلسة: كلّما وصلنا إلى بند الكابيتال كونترول في جلسة اللجان المشتركة يُعرقل النقاش بين من يريد إقراره وبين من لا يريد ذلك و”بين من يريد ولكن”.
تشريع الضرورة
على هذا الخط دائما، أكّد النائب ملحم خلف أنّه لم يتلق أي دعوة ، لحضور اجتماع المستقلين المتوقع ان يعقد اليوم، في محاولة لتوحيد المواقف حول الاستحقاقات، كما وأنّه لا يعلم من هي الجهة الداعية اليه. واعتبر في حديث اذاعي أنّ كل تشريع هو تشريع الضرورة وليس فقط الملف المتعلق بالكهرباء، مشددا على أنّ الأولوية اليوم هي لإعادة تكوين السلطة كسباً للوقت ورحمة بالناس، من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيراً إلى أنّ المادة 74 من الدستور تلزم النواب الذهاب فوراً لانتخاب الرئيس في حال الشغور.
الادعاء على عون
وسط هذه الاجواء، اتجهت الانظار الى قصر العدل امس، حيث ادعى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات على القاضية غادة عون بجرائم القدح والذم والتحقير ونشر اخبار كاذبة، والاخلال بواجبات الوظيفة واثارة النعرات الطائفية والمذهبية. واحال عويدات ادعاءه على الهيئة العامة لمحكمة التمييز لمحاكمة عون بالجرائم الجنحية المدعى بها عليها. ويأتي الادعاء بعد تخلف عون عن المثول امام القاضي عويدات لاستجوابها في شكوى رئيس مجلس النواب نبيه بري وزوجته رنده ضد عون ، على خلفية نشر الاخيرة اسماء لشخصيات سياسية لبنانية بينهم المدعيان، عن تحويلات مالية بملايين الدولارات الى الخارج.
وكان عويدات استمع الى افادة وكيل بري وعقيلته المحامي علي رحال الذي كرر شكواه ضد عون، فيما سارعت الاخيرة الى تقديم دعوى رد ضد عويدات امام محكمة التمييز المدنية. وقالت الوكيلة القانونية للقاضية غادة عون باسكال فهد “القاضية عون لم تحضر بل تقدمت بطلب رد لوجود خصومة مع القاضي غسان عويدات إضافةً إلى عدم اختصاص النيابة العامة التمييزية بالدعوى”. وقال محامي رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته علي رحال أن “الدعوى قانونيّة وهناك إصرار على المضي بها حتى النهاية فهناك كرامات ولن نتراجع”.
لتنفيذ الـ1701: على صعيد آخر، أكد الرئيس ميقاتي “أن لبنان يقدر التعاون القائم بين الجيش واليونيفيل والتنسيق بينهما”. وأبلغ القائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال ارولدو لازارو، الذي زار عين التينة ايضا، اهمية وقف الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية وتنفيذ القرار1701. وكان رئيس الحكومة استقبل في السراي الحكومي قائد اليونيفيل على رأس وفد . وأعلن الناطق باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي “ان الهدف من هذا اللقاء هو اطلاع الرئيس ميقاتي على آخر المستجدات على الخط الأزرق والتنسيق القائم بين اليونيفيل والجيش، اضافة الى اطلاعه على المستجدات في ما يتعلق بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن تنفيذ القرار 1701 الذي سيصدر خلال أيام قليلة”.
انتهاك سافر: وكانت وزارة الخارجية والمغتربين دانت “القصف الاسرائيلي لمطار الشعيرات في سوريا، والذي أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى وتسبب بأضرارٍ مادية، وابدت كامل تضامنها في هذا الإطار مع الجمهورية العربية السورية”. وأكدت في بيان، أن “هذه الإعتداءات تشكل انتهاكا سافرا للقوانين والأعراف الدولية، وخرقاً لسيادة لبنان من خلال إنتهاك مجاله الجوي من الطائرات الحربية الاسرائيلية لتنفيذ هجومها، وتهديداً مباشراً لسلامة الملاحة المدنية في الاجواء اللبنانية، وللسلم والأمن الدوليين”. واحتفظت “بحق تقديم شكوى لدى الأمم المتحدة في نيويورك فور توافر المعطيات الأمنية كافة”.