Site icon IMLebanon

اجتماع بايدن وماكرون هل يحقق أي تقدم رئاسي؟

 

 

على وقع كلام عالي السقف لمرشد الثورة الايرانية علي خامنئي أطلقه السبت الماضي وأعطى من خلاله الازمةَ الرئاسية بعدا اقليميا ودوليا مرتبطا بهوية لبنان وموقعه الاستراتيجي، حيث اعتبره من ساحات “المقاومة” في المنطقة، بما يعني ان طهران لن تسمح بأن يصل الى قمرة قيادته رئيسٌ لا يحفظ هذه “الهوية”، جال وفد أميركي في بيروت امس، في معطيين يؤكدان ان الاستحقاق اللبناني بات، بعد الشغور، مدارَ كباش ايراني – اميركي، وقد أفلتت زمامه من يد اللبنانيين. وفيما يحضر ملف لبنان في محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الاميركي جو بايدن في واشنطن في الساعات المقبلة، يبقى احتمال لبننة الانتخابات واردا اذا تم الاخذ بما دعا اليه “سيد بكركي” من روما اول امس، حين سأل عن سبب إقفال الجلسات الانتخابية بعد الدورة الاولى، مشيرا، تعليقا على الجدل حول نصاب الجلسات، في موقف موجّه الى عين التينة، الى ان الثلثين عرف فيما الدساتير تبقى أقوى من الاعراف.

 

وفد اميركي عشية الجلسة المحددة لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل والتي لن تشهد، في ظل المعطيات المحلية والاقليمية الراهنة، أيَ خرق ايجابي يذكر في نتائجها، التقى وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة النائب مارك تاكاتو وعضوية النائبين كولن الريد وكاتي بورتر المسؤولين اللبنانيين، في زيارة تستمر يومًا واحدًا حيث أكد على اهمية إنتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وتطبيق شروط صندوق النقد الدولي والمضي بالإصلاحات.

 

استعجال اسباني: وفي المواكبة الدولية للواقع اللبناني ايضا، وضع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الرئيسَ ميقاتي في أجواء مشاركته في مؤتمري “تحالف الحضارات” في فاس و”الاتحاد من اجل المتوسط” في اسبانيا ولقائه مع وزير الخارجية الإسباني في مدريد ومع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإسباني. فقال “تطرقنا الى الأوضاع في لبنان وما أنجزته الحكومة من انتخابات نيابية واقرار الموازنة، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي وترسيم الحدود واستتباب الأمن. كل هذه الأطراف تطالب باستمرار بانتخاب رئيس للجمهورية وبتشكيل حكومة ومصادقة مجلس النواب على الإتفاق مع صندوق النقد الدولي”. وأضاف “وجدت لديهم تعاطفا كبيرا مع لبنان في ما يخص موضوع النازحين السوريين اذ باتوا مدركين أن لبنان لم يعد قادرا على تحمل أعباء النزوح اقتصاديا وماليا وديموغرافيا واجتماعيا ويشكلون عامل ضغط على النموذج اللبناني”.

 

الورقة البيضاء: وبالعودة الى الخط الرئاسي، وبينما لا معطيات حول نتائج زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قطر الجمعة الماضي، الثنائيُ الشيعي مستمر في اعتماد الورقة البيضاء، وفي الدعوة الى الحوار للتفاهم على اسم رئيسٍ حدد سلفا مواصفاته. في السياق، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين أنه “حتى هذه اللحظة لم يحصل تفاهم بين أغلب القوى السياسية على اسم رئيس للجمهورية، ولذلك نحن عندما اخترنا التصويت بالورقة البيضاء.

 

الكتائب تنفي: في المقابل، اكد جهاز الاعلام في حزب الكتائب ان “ما ورد في صحيفة الأخبار صباح امس عن “لقاء بين الكتائب وحزب الله في الضاحية بطلب من الصيفي”، عار من الصحة”، نافيا “نفياً قاطعاً ما ورد فيه”. واوضح ان “اولاً: حزب الكتائب لم يطلب اي موعد من الضاحية لعقد اي لقاء، وامين عام الحزب لم يلتق اي نائب من حزب الله بهدف اجراء حوار سياسي من اي نوع كان.  ثانياً: حزب الكتائب متى قرر التقاء اي فريق فهو يعلن عنه صراحة ودون اي مواربة ومن باب التمسك بثوابته ومبادئه”.

 

المرحلة دقيقة: وسط هذه الاجواء الملبدة سياسيا ومعيشيا، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في حديث صحافي، ردا على سؤال عن انعكاس الفراغ الرئاسي على الأمن العام في البلاد، “إن المرحلة التي نمر بها، دقيقة على المستوى الوطني، والتحديات في هذا الإطار متنوعة. خلو سدة الرئاسة يترك تحديات ومسؤوليات ومخاوف، لأن عمل مؤسسات الدولة يصبح بلا غطاء رئيس الجمهورية الذي يمثل رمز وحدة البلاد، وهو الضابط والحكم لعملها.

 

عون يرد: في الاثناء، دار سجال حول مرسوم التجنيس بين رئيس الجمهورية السابق ميشال عون والرئيس ميقاتي. فقد أشار المكتب الإعلامي لعون الى ان “الحديث التلفزيوني لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ليل اول أمس تضمّن سلسلة مغالطات وتحريفاً للوقائع، بعضها يتكرّر عن قصد، على رغم أنه سبق أن صدرت توضيحات حول حقيقة الملابسات التي رافقت تشكيل حكومة جديدة قبل انتهاء الولاية الرئاسية”. أضاف في بيان “إلا ان ما يجدر التوقّف عنده كانت الطريقة التي روى فيها الرئيس ميقاتي مسألة استصدار مرسوم بتجنيس أشخاص، علماً أن هذا الموضوع غالباً ما يتكرّر في روايات مختلفة في وسائل الإعلام على ألسنة سياسيين وإعلاميين على نحوٍ مغاير للواقع”.

 

وميقاتي يصر!: على الاثر، صدر عن المكتب الاعلامي لميقاتي الآتي “تعقيبا على البيان الذي أصدره المكتب الاعلامي للرئيس عون ، يجدد دولة الرئيس نجيب ميقاتي تمسكه بكل ما اورده في حديثه التلفزيوني ليل أمس بشأن ملف التجنيس، مكتفيا بهذا القدر احتراما لفخامة الرئيس ميشال عون ولمقام رئاسة الجمهورية. فاقتضى التوضيح”.