IMLebanon

الشرق: بري يدعو لتحويل العاشرة حوارية… وشيا تعود بنتائج القمة

المشهد السياسي “المتصحّر” ذاته يتكرر. الموعد، المكان، الحضور، الاقتراع والمُقترع لهم، الاوراق البيضاء، ثم مغادرة نواب 8 اذار جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. لكن الجلسة التاسعة امس سجلت مفارقتين اولاهما تساوي اصوات مرشح المعارضة النائب ميشال معوض مع الاوراق البيضاء نتيجة “ردة الاجر” التي اعتمدها التيار الوطني الحر على اداء حليفه حزب الله في الملف الحكومي وتوزيع اصوات كتلته شمالا ويمينا، من دون ان يذهب نحو الخيارات الحاسمة، كما توعد النائب جبران باسيل في موقفه الاخير، وقد رد الحزب امس ببيان لزوم الرد، لا اكثر. وثانيهما اعلان النائب السابق صلاح حنين ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية، علما ان اسمه طُرح من بين الخيارات المُصنفة توافقية من قبل بعض الاطراف السياسية.

الخلاف بين التيار والحزب حضر في  الجلسة الرئاسية العقيمة امس في المجلس، حيث أسست لطي صفحة التباين بين الحليفين. ذلك ان رئيس التيار الذي وصل الى ساحة النجمة متأخرا 37 دقيقة عن موعد الجلسة، التقى بعدها، نائبي كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض وحسن فضل الله في احد اروقة المجلس بمشاركة عدد من نواب تكتل لبنان القوي. وعلم ان النائب الان عون هو من رتّب اللقاء بعدما قاد جولة اتصالات ليلية بين الطرفين افضت الى احتواء الخلاف ومنع تجاوزه الخطوط الحمراء. وخلال الجلسة، لم يعتمد “التكتل” اسم مرشح معيّن، واكتفى بعض نوابه باسقاط اوراق تحمل عبارة “معوض” او “ميشال” او بدري ضاهر في صندوقة الاقتراع، في موقفٍ برتقالي يفتح الباب على التهدئة مع الضاحية.

بيان الحزب

واللافت ان هذا اللقاء السريع في المجلس، أتى بعيد بيان صدر صباحا عن العلاقات الاعلامية في “الحزب”، جاء فيه “إنَّ الجميع في لبنان يعلم طريقة حزب الله في مقاربة المسائل التي يختلف فيها مع الأصدقاء والحلفاء، وهي حرصه على مناقشة الأمور معهم من خلال اللقاءات الخاصّة والمباشرة، ولأننا لا نريد أن ندخل في سجال مع أي من أصدقائنا، رغم أن الكثير مما ورد في كلام الوزير باسيل يحتاج الى نقاش، إلا أننا نجد أنفسنا معنيين بالتعليق على مسألتين لضرورة إيضاحهما للرأي العام: حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد. ما قلناه بوضوح سابقاً وبعد التشاور والتوافق مع الرئيسين بري وميقاتي هو التالي: أ- حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة. ب- وفي حال اجتماعها فإن قراراتها ستؤخذ بإجماع مكوناتها ولم نقل أن الحكومة لن تجتمع إلا بعد اتفاق مكوناتها. ج- ومن جهة أخرى، فإنَّ حزب الله لم يقدّم وعداً للتيار بأنه لن يحضر جلسات ‏طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار. لذلك فإنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه… اضافت “إن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء، هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل، خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها”.

الاصوات

بالعودة الى ساحة النجمة، فقد التأم المجلس النيابي برئاسة رئيسه نبيه بري  لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة تحمل الرقم 9.   وبعد فرز اصوات الدورة الاولى، اتت النتائج كالتالي: 39 صوتاً لميشال معوّض و39 ورقة بيضاء و5 أصوات لعصام خليفة و9 أصوات لـ”لبنان الجديد” و1 “لأجل لبنان” وصوت واحد لزياد بارود وصوت واحد لصلاح حنين و3 أصوات لبدري ضاهر وصوت واحد لفوزي أبو ملهب وصوت واحد لـ”التوافق” وصوت لـ”معوّض بدري ضاهر” و4 أصوات ملغاة، من اصل 105 اصوات. وقبل الدورة الثانية، وكما العادة، طيّر نواب 8 آذار النصاب، وحدد بري جلسة الخميس المقبل على ان تكون الاخيرة هذا العام كما قال، متمنيا ان يوافق الجميع على الحوار لتحويلها الى جلسة للحوار. وكان لفت وصول باسيل متأخرا 37 دقيقة الى مجلس النواب. اما النائب طوني فرنجية فغادر الجلسة باكرا وقال: عندي مشوار.

بري: للحوار

وفي مستهل الجلسة، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم لبري: البلد ينهار وانت من اكبر المسؤولين عن تدارك الامور ويمكنكم دعوة كل المقاطعين الى وقف هذه المقاطعة.  رد بري: احول الدعوة الى الحوار من اجل اختصار هذا الوضع وآمل ان يقتنع الناس بالحوار. من جانبه، قال النائب هادي ابو الحسن في الجلسة: اما ان ننتظر الخارج او ان نحاول ايجاد مرشح في الداخل، لذا نرى ان من المعيب استمرار هذا المسلسل ولا حل الا بفتح المجال للتشاور من اجل عقد جلسة حوار على طاولة مستديرة تحت عنوان اختيار رئيس. اما النائب ملحم خلف فسأل: هل من عائق دستوري في بقاء النواب داخل المجلس؟ ورد عليه بري قائلا: انا فاتح استراحة هون؟!

عودة شيا

من جهة ثانية، علم ان السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا الموجودة في بلادها في اجازة ستعود الى بيروت قريبا مزودة بنتائج قمة الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن، لا سيما الشق المتصل منها بلبنان، على ان تضع المسؤولين اثر العودة في اجوائها.

وافادت مصادر ديبلوماسية ان ماكرون لم يحسم  نهائيا امر زيارته للبنان، على اثر مشاركته في قمة بغداد- 2 في الاردن، مرجحة في حال عدوله عنها، كما يتردد، ان يوفد الى بيروت احد اعضاء خلية الازمة الخاصة بلبنان.