Site icon IMLebanon

الشرق: الرئاسة الى السنة الجديدة .. وحادثة العاقبية هل هي موجّهة ضد «اليونيفيل »؟  

 

 

لم يكن ينقص المشهد اللبناني المنهار على الصعد كافة، بفعل خضوع الدولة بقوانينها ودساتيرها وشرعيتها، لهيمنة الدويلة ومفاهيمها للانتخابات ولادارة المؤسسات وللسيادة، سوى الاعتداء على “اليونيفيل” مساء اول أمس في الجنوب، لتكتمل ملامح “شريعة الغاب”. فأمام سلطة قوى الامر الواقع ومربعاتها، لم يكن في يد لبنان الرسمي الا ان “يعزّي” القواتِ الدولية بمقتل أحد عناصرها، وربّ قائل إن كان من الافضل له ان يعزّي نفسه بوفاة “هيبته”…

 

حادثة العاقبية

 

فقبيل فشل البرلمان للمرة العاشرة في انتخاب رئيس للجمهورية حيث يريد الفريق الممانع تحويل الانتخاب الى “حوار”، او فإن الشغور سيستمر، كما قال نوابه امس من ساحة النجمة، أفيد عن مقتل جنديّ إيرلنديّ وإصابة 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات “اليونيفيل” في العاقبية منتصف ليس الاربعاء الخميس، في حادثة ليست الاولى من نوعها تقع بين القوات الدولية و”الاهالي”، الذين، وفق ما تقول مصادر معارضة لـ”المركزية”، ما كانوا ليتصرفوا بهذه العدائية لولا ارتياحهم الى غطاء يؤمنه لهم حزبُ الله. وقد سارع الحزب الى التنصل وتبرئة نفسه من مسرولية الاعتداء.

 

إصرار على الحقيقة

 

وفيما تبقى غالبا حوادث كهذه، في مناطق نفوذ “الحزب”، بلا محاسبة، سُجلت ادانات دولية للاعتداء، مع اصرار على كشف الحقيقة. فقد أشار مصدر معني  الى ان اليونيفيل وايرلندا ينتظران من السلطات اللبنانية تسمية الفاعلين وعدم اللجوء الى أسلوب التعمية المعتمد لمسايرة طرف فاعل في المنطقة، واستعمال عبارات ملطفة أو التلطي وراء عبارة السكان المحليين. وتابع “في كل مرة يحصل إشكال تكون الجهة معروفة الا ان التحقيق لا يسمي الأشياء بأسمائها”. ولفت الى ان ما حصل امس تجاوز الحدود، وتوصيف ما حصل بالحادث المؤسف لا يمكن ان يمر مرور الكرام.. من جانبه، قال الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغينز “نحن، كشعب، فخورون جداً بسجلنا المتواصل في حفظ السلام مع الأمم المتحدة. ومع ذلك، يجب ألا ننسى أبداً مخاطر هذا العمل”. واعتبر رئيس الوزراء الأيرلندي ميهول مارتن “أننا نعمل في بيئة عدائية صعبة”.

 

لتحقيق سريع

 

وغردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على “تويتر”، “حزنت كثيراً لوفاة الجندي الإيرلندي التابع لليونيفيل. أتقدم بأحر التعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللواء ارولدو لازارو وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان. وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل. إن إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأسوية أمر بالغ الأهمية”. وقال سفير بريطانيا في لبنان: يجب محاسبة المسؤولين عن مقتل جندي أيرلندي من قوات اليونيفيل. بدورها، استنكرت فرنسا استهداف اليونيفل وطالبت بتحقيق فوري دون عوائق.

 

لا انتخاب

 

وسط هذه الأجواء الملبدة، رُحّل الاستحقاق الرئاسي الى العام المقبل. فقد عقد مجلس النواب جلسة عاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية برئاسة الرئيس بري. وبعد ان فُرِزت أصوات النواب المقترعين لانتخاب رئيس للجمهورية وعددهم 109، جاءت النتائج كالآتي: -ميشال معوض:38 -أوراق بيضاء:37 -عصام خليفة:8 -صلاح حنين:2 -زياد بارود:2 -أوراق ملغاة:19 أسماء أخرى:3.. وبعد الدورة الاولى وتطيير نواب 8 آذار النصاب، رفع بري الجلسة من دون تحديد موعد للجلسة المقبلة. وافيد ان نواب من تكتل لبنان القوي هم من صوتوا بعبارة “الميثاق”.

 

بين الحوار والنقاش

 

وبعد الجلسة التي لم تتحوّل الى حوارية بفعل رفض “القوات اللبنانية” استبدالَ عملية الانتخاب بالحوار خارج إطار جلسة الانتخاب، قال النائب علي حسن خليل: الحوارات لكلّ الكتل والنواب للاتفاق حول كيفية التفاهم ولا نُريد الدّخول في سجالات مع أحد وهناك مبالغة كبيرة بالحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة.

 

وقف التكاذب

 

أما رئيس “حركة الاستقلال” المرشح الرئاسي النائب ميشال معوّض، فأكد عقب الجلسة  أن “على المعارضة أن توّحد خياراتها، وأنا سأقوم باستكمال مروحة المناقشات”. وأضاف: كي نتقدّم لا بدّ من خرق للنقاش بين القوى السياسية ولإحداث خرق علينا أن نوقف التكاذب وأن يتخطّى النقاش شكل الرئيس إلى ما نريده من الرئيس. وشدد معوض على أن “لبنان قادر على الخروج من أزمته واستعادة دوره في المنطقة وأنا مقتنع أننا قادرون على التغيير”.

 

جلسة تشاورية

 

وفي ظل الشغور الرئاسي، اصرارٌ من ميقاتي على تسيير أمور المواطنين “وزاريا”. للغاية، هو يعقد اليوم جلسة تشاورية في السراي للاتفاق على كيفية ادارة البلاد في غياب رئيس للجمهورية ولتفادي الضجة التي أثيرت اثر جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي. في السياق، أكد ميقاتي خلال حفل إطلاق “الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي” في السراي  ان “لقاءنا ينعقد  بالتزامن مع الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو استحقاق أساسي جداً لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية، ولكن للأسف فإن الشغور في رأس الدولة لا يزال قائماً والخلافات تعصف بين مختلف القوى والتيارات حيال مقاربة هذا الملف.