IMLebanon

الشرق: مسلسل الانهيار التاريخي لليرة مستمرّ  

 

 

بسرعة تمدد النار بين الهشيم، يحلق سعر صرف الدولار مقابل الليرة حاملا على ‏جناحيه كل الاسعار، ومعها اعصاب المواطنين التالفة عشية عيد الميلاد، وقد انعدمت قدرتهم ‏الشرائية ونهش الدولار الاسود بقفزاته الجنونية جيوبهم ورواتبهم وما اتفق على تسميته بالزيادات ‏من قبل السلطة لموظفي القطاع العام، فيما هي في واقع الحال “نواقص” لم تعد تكفي لسداد فاتورة ‏كهرباء، او ملء خزان سيارة بالوقود.‏

واذا كان الاستغناء عن هدايا العيد وموائد الاحتفال ممكنا ولو بغصة، فليس كذلك هو الحال مع ‏الطبابة والادوية ومشتقاتها، وقد ارتفعت اليوم الصرخات محذرة من انقطاعها مع استمرار تحرك ‏الدولار صعودا من دون ان يجد من يفرمله.‏

 

ازمة دواء

 

‏‎في ظل الشلل السياسي التام، ووسط غياب رسمي عن معالجة هذا التفلّت، أوضح ‏نقيب الصيادلة جو سلوم في نداء الى المعنيين، أن “الارتفاع المطرد والسريع للدولار، أدى الى ‏توقف شبه كامل عن تسليم الأدوية والحليب الى الصيدليات، وبالتالي فقدانها تدريجياً، ناهيك عن ‏انعكاساته السلبية على الواقع الصحي والافلاسات التي تنتظر كل قطاعات الدواء وفي مقدمتها ‏الصيدليات، وبالتالي الاقفال”.

 

الهم الصحي

 

في الموازاة، شهد السراي الحكومي امس سلسلة اجتماعات لرئيس الحكومة نجيب ‏ميقاتي، أولها خصص للبحث في أوضاع القطاع الصحي والمستشفيات وشارك فيه الوزراء في ‏حكومة تصريف الاعمال المالية يوسف الخليل، الصحة العامة فراس الأبيض، والعمل مصطفى ‏بيرم، نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، المدير العام للصندوق الوطني للضمان ‏الاجتماعي الدكتور محمد كركي، ومدير مستشفى الجامعة الأميركية  في بيروت جوزف عتيق.

 

المحروقات

 

حياتيا ايضا، ارتفع  اليوم سعر صفيحة البنزين بنَوعيه 95 و98 أوكتان 20 ألف ‏ليرة، وصفيحة المازوت 21 ألفاً، وقارورة الغاز 13 ألفاً.‏

 

البنك الدولي

 

في الغضون، التقى الرئيس ميقاتي المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال ‏افريقيا في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في حضور المستشارين الوزير السابق نقولا نحاس ‏وزياد ميقاتي  وتم خلال اللقاء عرض لمشاريع البنك  الدولي في لبنان.‏

 

الشامي ينتقد

 

ليس بعيدا من الوضع الاقتصادي – المالي، أوضح نائب رئيس وزراء حكومة ‏تصريف الأعمال سعادة الشامي في بيان، ان “الجميع  ‏يدركون أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي هو ممر إلزامي للإصلاح حتى يعود لبنان إلى ‏الأسواق العالمية وتأتي المساعدات التي نحن في أشد  الحاجة إليها من الدول والمنظمات الدولية ‏الأخرى التي تُجمع كلها على ضرورة الاتفاق مع الصندوق، وإلا فإن فلسأً واحداً لن يأتي إلى ‏لبنان. فالقول إننا لسنا بحاجة إلى الصندوق ينم عن جهل متعمًد للواقع وللظروف التي نعيشها، ‏فالاتفاق مع الصندوق ليس محبة به بل محبة بلبنان”. وأضاف: “الوضع صعب وصعب جدًا ‏وًيحتاج إلى مواجهة الواقع بشجاعة واتباع سياسات وتدابير قد تكون صعبة وًمؤلمة للخروج من ‏هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ المعاصر. فهل يعقل أن توجد حلول بهذه البساطة التي يدعيها ‏البعض ويقرر الذين أعدوا برنامج الإصلاح اللجوء إلى حلول صعبة وتدابير قاسية”؟

 

نقل جندي ايرلندي

 

على صعيد آخر، لا تطورات امنية – قضائية في ملف حادثة العاقبية بعد. ‏اليوم، نقلت بعثة عسكرية طبية ايرلندية الجندي الإيرلندي الذي أصيب في الحادثة من مستشفى ‏حمود الجامعي الى مطار رفيق الحريري الدولي، بمؤازرة من الجيش اللبناني، وذلك تمهيداً لنقله ‏الى بلاده لمتابعة علاجه هناك.‏

 

وفي اطار متابعة تداعيات جادثة العاقبية زارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونتسكا قادئ الجيش العاد جوزيف عون في اليرزو وتم التداول في أوضاع لبنان والمنطقة.

 

لتعزيز الامن العربي

 

الى ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام ‏مولوي على “تصميم اللبنانيين في الداخل والاغتراب لإعادة بناء لبنان على أسس السيادة والقانون، ‏وعلى مبادئ المساواة والعدالة”. واشار خلال لقاء الجالية اللبنانية في جمهورية مصر العربية، في ‏دارة سفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، الى انه “سمع من المسؤولين المصريين الذين التقاهم ‏وقوفهم الى جانب لبنان ودعمهم المستمر له لما فيه مصلحة الشعب اللبناني”، مكرراً أمامهم تأكيده ‏‏”العمل الجدي والمتواصل لحماية مجتمعاتنا العربية في إطار تعزيز الأمن العربي المشترك واتخاذ ‏الاجراءات الآيلة الى إعادة الثقة وطمأنة الأشقاء العرب والعالم”.‏

 

الهِبة القطرية

 

من جهة ثانية، تسلّمت قيادة الجيش الدفعة الرابعة من الهبة المالية القطرية التي ‏قدّمها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة للجيش اللبناني. ‏تأتي الهبة في سياق المبادرات المشكورة التي تقوم بها دولة قطر خلال هذه المرحلة الاستثنائية ‏القاسية من تاريخ لبنان، دعماً لعناصر المؤسسة العسكرية ومساهمةً في تحسين ظروف حياتهم. ‏وباشرت اليوم قيادة الجيش توزيع الهبة بالتساوي على العسكريين.‏