IMLebanon

الشرق: فوضى داخل وخارج العدلية تعطّل مجلس القضاء

 

لم يعد اللعب على حافة الهاوية ولا البلاد على فوهة بركان. فلبنان الدولة في ‏قعر الهاوية وفي عمق البركان ينتظر لحظة الانفجار. المؤسسات تم تفكيكها والسلطات ‏انحلت. اللبنانيون على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية يسألون عن التوقيت لا غير، ‏ولسان حالهم: متى تشتعل؟ اهي حرب على غرار الحرب الاهلية ام ميني حرب تفرضها ‏مقتضيات الساعة الرئاسية لانتاج رئيس عالسخن؟ هل الصاعقة القضائية التي ضربت عدل ‏لبنان في مشهد سوريالي لم تألفه الجمهورية حتى في عز الحرب الاهلية وليدة الصدفة ‏وبريئة في توقيتها ام ثمة من خطط لها واوكل للقضاء تنفيذها؟ ‏

 

كل المعطيات المتجمعة في الافق اللبناني تشي بقرب لحظة حسم سوداء. دولار يناطح ‏السماء، دولة معطّلة، قضاة يتخبطون في وحول صراعات نجحت المنظومة الحاكمة في ‏جرهم اليها. مجلس قضاء يعجز عن الاجتماع لاتخاذ قرار. نواب يتعرضون للضرب من ‏مرافق وزير على قوس العدالة، ووزير عدل مكبّل سياسيا، عاجز عن المبادرة، يكتفي ‏بسماع اصوات اهالي شهداء المرفأ امام مكتبه تناشده انصاف ارواحهم.

 

القضاء الاعلى لم يجتمع

 

الحدث امس حطّ في العدلية. منذ الصباح تجمع اهالي ضحايا ‏انفجار المرفأ وداعموهم من افراد واحزاب وسياسيين تحضيرا لمواكبة اجتماع مجلس ‏القضاء الاعلى. اما النواب المعارضون فحضروا ايضا وعقدوا داخل العدلية اجتماعات مع ‏وزير العدل هنري خوري ومع نقيب المحامين ناضر كسبار ورئيس مجلس القضاء الاعلى ‏القاضي سهيل عبود… غير ان 6 من اعضاء مجلس القضاء الاعلى رفضوا عقد الاجتماع ‏تحت ضغط الشارع وفي ظل الحركة النيابية في العدلية ايضا، فغادروا مكتب عبود في ‏قصر العدل، ولم يعقد الاجتماع.

 

عويدات مستمر

 

إلا ان مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات الذي غادر قصر العدل ‏قرابة الثالثة بعد الظهر، واصل تطويقه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، فأصدر ‏قرارا بعدم استلام اي قرار او تبليغ او مستند من قبل القاضي طارق البيطار كونه مكفوف ‏اليد‎.‎‏ كما أحال عويدات القاضي البيطار الى التفتيش القضائي بموجب ادعائه الاخير عليه‎.‎‏ ‏واعتبر عويدات «ان قرار القاضي البيطار كأنه يتطلّع بنفسه أمام المرآة ولو كان أي مرجع ‏قضائي يوافق على قراره أو يجد فيه ذرة قانون، أنا مستعدّ أن أتراجع عن ‏قراري». واضاف: تحقيقات المرفأ ستستأنف بعد تصحيح الخطأ الكبير.‏

 

إشكال عند خوري

 

وكان النواب خرجوا من اجتماع مع الوزير خوري لم يمر على خير.اذ ‏اثر اعتراض النائب وضاح الصادق على اداء خوري المسيس، اعتدى عليه مرافقو الوزير ‏وكان هرج ومرج في الخارج بين النواب وفريق الوزير الذي رفض الكشف عن هوية ‏المعتدي. واسف الوزير الخوري »للمشهدية السيئة والمؤسفة التي حصلت أثناء استقباله ‏مجموعة من النواب داخل قصر العدل». واوضح ان الاشكال تسببت فيه «أولاً الأجواء ‏القضائية المشحونة، وثانيا نوايا بعض النواب الذين لم يلتزموا اصول التخاطب واللياقة مع ‏الوزير» وخصوصا النائب الصادق الذي استخدم كلمات وعبارات نابية.

 

عبود سيحمي البيطار

 

بعد ذلك، وعلى وقع مواجهات بين اهالي الضحايا والقوى الامنية ‏التي تحمي قصر العدل بعدما حاول المعتصمون اقتحامه، التقى النواب كسبار فعبود. واذ ‏اشارت مصادر نيابية شاركت في لقاء عبود الى ان «الإجتماع كان جيّداً وموقف عبود كان ‏إيجابيًّا لناحية أنّه سيحمي المحقّق العدلي القاضي البيطار من الهجمة الشّرسة التي يتعرّض ‏لها ولن يسمح بسحب الملفّ من يده أو بإزاحته من منصبه»، قال عضو تكتل الجمهورية ‏القوية النائب جورج عقيص بعد الاجتماع: جميعنا في مركب واحد وعلينا كنواب سياديين ‏اليوم استعادة الدولة من الدويلة واستعادة ملف قضية المرفأ ولن نسمح بتهديد القاضي ‏بيطار والقرار الاتهامي سيصدر قريبا. اما عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش فقال: ‏كتلة النواب الموجودة هنا اليوم «رح تكبر» وسيكون هناك تحركات بالشارع ولن يكون ‏هناك قاض رديف للقاضي البيطار‎. وقال النائب ميشال معوّض: لسنا هنا لنتدخّل بالقضاء ‏لكن هناك تدخلات سياسية من السلطة عرقلت عمل القاضي البيطار وما يحصل هو انقلاب ‏على العدالة‎.‎‏ ورأى النائب رازي الحاج ان: ما حصل اليوم هو ردّ فعل طبيعي لنواب ‏يحرصون على القضاء ونحن ضدّ عرقلة التحقيق ورأينا بالأمس انقساماً عموديًّا في ‏القضاء‎.‎‏ وقال النائب وضاح الصادق: قصر العدل اليوم تحت الاحتلال. وما سمعناه من ‏وزير العدل غير مقبول بأي منطق.

 

ضاهر يجول

 

في الغضون، وبينما جال المدير العام للجمارك بدري ضاهر الموضوع في ‏التصرف امس في مبنى الجمارك في المطار لالقاء التحية على الموظفين، أفادت معلومات ‏انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان رئيس مصلحة الأمن والسلامة في مرفأ بيروت ‏محمد زياد العوف، أحد الموقوفين المخلى سبيلهم والذي يحمل الجنسية الأميركية غادر ‏لبنان، على الرغم من إقتران قرار إطلاق سراحه بقرار منع السفر الذي أصدره مدعي عام ‏التمييز القاضي غسان عويدات وهو في طريقه الى الولايات المتحدة‎.‎‏ وفي السياق، أعلن ‏رئيس منظمة دعمِ الرهائن حول العالم نزار زكا عبر حسابه على تويتر أن محمد زياد ‏العوف الذي كان موقوفاً بشكل غيرِ قانوني في لبنان لأكثر من سنتين، في طريقه الى منزله ‏في الولايات المتحدة، حيث سيجتمعُ أخيراً بعائلته.‏