Site icon IMLebanon

الشرق: الخارج يحذّر من أسوأ مصير للبنان… واشنطن: صورة سوداوية

 

المصارف نحو تصعيد إضافي وسلامة: منعنا إسقاط النظام القائم

 

واشنطن ترسم صورة بالغة السوداوية عن الوضع اللبناني، وفرنسا تراها جد قاتمة فيما يعبر الاتحاد الاوروبي عن عميق القلق حيال الوضع الراهن في لبنان… كلهم قلقون ومتوجسون وخائفون، يحذرون من أسوأ بعدما مقدمة عليه بلاد الارز، الا المنظومة الحاكمة المفترضة مسؤولة عن الوطن وعباده، فهي في حالة استرخاء، لا تهزها مواقف دولية ولا تحذيرات، ما دامت مكاسبها غير مؤمنة وما تعتبره حقوقا للزعيم او للطائفة غير مكتسبة حتى الساعة، وآخر همها الشغور في الموقع المسيحي الارفع في لبنان والمنطقة، او مصير الوطن القابع على صفائح  ساخنة متحركة غير معروفة لحظة تزلزل الارض تحت اقدام من تبقى من ابنائه فيه، ليس بفعل الزلازل التي تضرب المنطقة  وتحصد عشرات الاف الضحايا بين قتيل ومصاب، انما بقوة الهزات السياسية والاقتصادية والمالية التي تضربه مع كل بزوغ فجر.

 

بيان أوروبي

 

وعلى وقع الجمودَ السياسي – الرئاسي في الداخل، صدر بيانٌ امس عن دول اوروبية تطرقت فيه الى الاوضاع اللبنانية، بينما لا بيان صدر او سيصدر عن الاجتماع الخماسي الذي عقد الاثنين في باريس لمناقشة ملف لبنان. وجلّ ما تسرب عن مناقشته اشار الى اتفاق على اعتماد الورقة الكويتية كخريطة طريق وتكليف قطر التواصل مع ايران لتسهيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني، في حين افيد ان سفراء الدول الخمس الذين اجتمعوا في باريس سيبدأون جولة على المسؤولين اللبنانيين لوضعهم في حصيلة مشاورات الاجتماع.

 

للانتخاب والاصلاح

 

فقد أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا في لبنان عن استعدادها لدعم لبنان على مسار الاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي الذي يتطلب إصلاحات بنيوية. وأعربت في بيان صادر عنها  عن «عميق القلق حيال الوضع الراهن في لبنان». وحثت «كل الأطراف المعنية على احترام استقلالية القضاء والامتناع عن جميع أعمال التدخل والسماح بتحقيق قضائي عادل وشفاف في انفجار مرفأ بيروت».

 

صورة سوداوية

 

وفي السياق، قال النائب ياسين ياسين الذي كان في عداد الوفد الذي زار العاصمة الاميركية لـ«المركزية»: «ان الصورة التي طالعنا بها المسؤولون الاميركيون عن الاوضاع في لبنان سوداوية جدا خصوصاً من قبل مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف التي واجهتنا بحقيقة كاملة عن مسار الامور في لبنان، سائلة عن الاصلاحات التي التزمنا القيام بها سواء لصندوق النقد او المجتع الدولي، معتبرة ان اقرارنا للكابيتال كونترول او لقانون السرية المصرفية لا يلبي المطلوب بل جاءا لمصلحة المسؤولين عن هذا النهج الذي أوصل البلد الى الكارثة التي انحدر اليها».

 

الفرج من الداخل

 

وسط هذه الاجواء، المواقف المحلية من الاستحقاق على حالها. في السياق، تطرق رئيس الهيئة الشرعية لـ«حزب الله»، الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك  إلى موضوع انتخاب رئيس الجمهورية فقال في خطبة الجمعة «طال الإنتظار وإلى متى؟ وماذا ينتظر المسؤولون المعنيون؟ أما يحرك ضمائرهم ما وصل اليه اللبنانيون وهل أثمرت لقاءات أولئك في فرنسا؟ التعويل على ذلك كتعويل العطشان والظمآن على سراب. لا فرج ولا حل يأتي من الخارج فإن الخارج لا يهتم إلا لمصالحه وأولوياته، وإنما الحل والفرج من الداخل، كما يقول المثل لا يحك بدنك الا ظفرك».  وأهاب بالمسؤولين المعنيين أن «يبادروا للقاء والحوار والتفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية، تطبيقا للدستور وبذلك تكون بداية الانفراج لأزمة أصابت الجميع».

 

بري – ابراهيم

 

الى ذلك، يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري الاعداد لجلسة تشريعية. وفي وقت يفترض ان يتضمن جدول اعمالها الذي تناقشه هيئة مكتب المجلس الاثنين، بنودا اقتصادية كالكابيتال كونترول وآخر يتعلق بالتمديد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، استقبل بري امس في عين التينة اللواء ابراهيم حيث «جرى عرض للأوضاع العامة لاسيما الامنية منها».

 

اضراب شامل

 

اما اقتصاديا، واذ تلوح المصارف باضراب شامل ابتداء من منتصف الاسبوع الطالع، تمنى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك «الموارد» الوزير السابق مروان خيرالدين، «إعداد خطة عمل جديّة وواضحة في هذا الإطار، وعدم التصويب على أن المصارف هي سبب الأزمة المالية في البلاد وغضّ الطرف عما يحصل من تهريب على الحدود اللبنانية – السورية، وعن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة». وعن إمكان تصعيد جمعية المصارف موقفها الأربعاء المقبل عبر وقف تشغيل مكينات الصراف الآلي ATMs، قال خيرالدين: في ظل غياب تشريعات واضحة من مجلس النواب تُدير الأزمة، نطلب من القضاء أن يضع قواعد واضحة للتعاطي مع هذا الوضع الشاذ في البلد حيث الانتظام العام مفقود. ونشدد على أنه لا يجوز أن يكون هناك قاضٍ يُبدي رأيين اثنين في الدعوى ذاتها التي أمامه… وإذا كانت هناك من دعاوى على رؤساء مجالس إدارات المصارف ومدرائها والأعضاء، يجب أن تكون مُحدّدة وليس تسطير الدعاوى لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء يستوجب التحقيق!

 

منعنا اسقاط القطاع

 

من جانبه، اعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث لتلفزيون الشرق ان الأزمة انطلقت في أواخر 2019 وبدأت مع الاقفال القسري للمصارف اضافة الى اتخاذ الحكومة قرار عدم دفع سندات اليورو بوند. اضاف: هناك 450 الف مودع يستفيد من منصة «صيرفة» ونحن حافظنا على النظام القائم ومنعنا اسقاطه ونأمل أن نقوم دائما بما يلزم وفقا للإمكانيات المتوفرة.