قطر ومصر على خط إيران لتسهيل تسوية..
لم يتصاعد الدخان الابيض من الاليزيه . ولقاء رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في باريس، لم يحمل الخبر اليقين لا لفرنجية ولا لمرشحيه حزب الله وحركة امل. اي بيان او معلومات واضحة عما دار في الاجتماع الباريسي لم تصدر، ما فتح الباب على سيل من التحليلات والمعطيات. غير ان كل ما أتى من فرنسا يتقاطع على ان الرئاسة لم تُحسم للزعيم الزغرتاوي.
ماذا حصل في باريس؟
السيناريو المتفائل عن المحادثات الثنائية، يقول إن دوريل استمع من ضيفه الى ما يمكن ان ينتزعه من مكاسب وضمانات من حزب الله والى كيفية تعاطيه مع ملف السلاح من جهة ومع الثلث المعطل في الحكومة العتيدة من جهة ثانية، على ان ينقلها الى الرياض، ما يعني ان الرجل لا يزال مرشحا رئيسيا.. اما السيناريو الآخر، فيشير الى ان الديبلوماسي الفرنسي، أبلغ فرنجية بان مساعي باريس لتسويقه مرشحا توافقيا، اصطدمت بفيتو لبناني داخلي من جهة، وبرفض سعودي – اميركي من جهة ثانية، وبالتالي لا بد له، اذا كان يريد تسهيل الاستحقاق، من الانسحاب من السباق الى بعبدا.
إقناع ايران
وفي وقت تقول مصادر سياسية مطّلعة ، ان حقيقة ما جرى في باريس ستتبين في الايام القليلة المقبلة، تستطرد «اذا كانت فرنسا تخلّت عن طرح المقايضة بين رئاسة لفرنجية مقابل رئاسة حكومة لنواف سلام – وهي على الارجح تخلّت عنه لانه لم يمر لا داخليا ولا دوليا – فإن الخطوة المقبلة ستتمثل في مساع دولية مع ايران، لاقناعها بتليين موقف الثنائي الشيعي، فيصبح اكثر تجاوبا مع البحث عن اسماء مرشّحين جدد». وسيدخل على هذا الخط، تتابع المصادر، كلٌ من القاهرة وباريس والدوحة. وفي السياق، يزور وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي لبنان الاسبوع المقبل للقاء رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وعدد من المسؤولين السياسيين.
خلوة حريصا
وفي انتظار اي تطور يكسر المراوحة المحلية، تتجه الانظار ايضا الى خلوة حريصا الاربعاء المقبل حيث يجمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين في لقاء صلاة. وهنا، تدعو المصادر الى عدم تكبير الرهانات كثيرا اذ ان القوى السياسية المسيحية، لا تزال على مواقفها المعروفة.
وامس قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس احد الشعانين: وليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية.بهذه الروح نستعد مع النواب المسيحيين للخلوة الروحية صباح الأربعاء وسنصلي معا من أجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية.
في هذا الاطار، رفع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في كلمته في احتفال في ذكرى معركة زحلة، واكد ان مرشح محور الممانعة لن يدخل الى قصر بعبدا.
تعليق الاضراب
معيشيا، سجل الدولار بعض التراجع . وفيما يجري التحضير لجلسة لمجلس الوزراء ستدرس ملف رواتب القطاعين العام والخاص وواقع قطاع الاتصالات، أعلن المجلس التنفيذي لنقابة أوجيرو تعليق الاضراب لغاية انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء، واصدر بيانا جاء فيه «بعدما بلغت اصداء اضرابنا المدى المطلوب محليا واقليميا وحتى لدى الهيئات النقابية الدولية، وبعدما اثرت تداعياته على مجمل الوضع المحلي، وبعد مبادرة معالي الوزير بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء مخصصة لبحث الوضع في اوجيرو وتبنيه الورقة الاصلاحية والمطلبية التي اعدتها النقابة، يعلن المجلس التنفيذي تعليق الاضراب المعلن من اليوم ولغاية انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء، بناء على ما سيصدر عنها ليبنى على الشيء مقتضاه».
القرم ينوّه
بدوره، نوه وزير الاتصالات المهندس جوني القرم « بخطوة تعليق الإضراب الذي بدأ الأسبوع الماضي معتبرا أنها تنمّ عن العقلانية والمسؤولية التي يتمتع بها الموظفون، خاصة وأن قطاع أوجيرو يشكّل عصب القطاعات الأخرى لارتباطها به بشكل مباشر، لتتلافى البلاد مع تعليق الإضراب هذا مشاكل كبيرة على كافة الصعد. واشار في بيان الى «انه لطالما اكد ان اي قرار يتعلّق بزيادة رواتب الموظفين منوط بمجلس الوزراء، مشدّداً على أنّه سيبقى مصرّاً على العمل للوصول بهذا الملف إلى خواتيمه السعيدة لا سيما وان مطالب الموظفين محقّة.». وحذّر الوزير القرم من خطورة عدم الالتفات لهذا الملف، مجدِّداً دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع فورًا لأجل إقرار المطالب وتفادي إيقاع هيئة «أوجيرو» في المحظور قبل فوات الأوان. وطمأن موظفي هيئة «أوجيرو» بأنّه سيبقى دائمًا معهم وإلى جانبهم لحلّ هذا الملف، شاكراً إياهم على التراجع عن الإضراب، ومشيراً الى أن اجتماعًا سيعقد بينه وبين النقابة اليوم المقبل لوضع خارطة طريق عملية تحيط الملف من كافة جوانبه.»
موظفو القطاع العام
الى ذلك، وغداة القرار الرسمي القاضي بصرف رواتب موظفي القطاع العام على صيرفة 60 الفا، الامر الذي يرفضه ورفضه هؤلاء من متقاعدين وموظفين في الخدمة، اشارت رئيسة رابطة موظفي الادارة العامة نوال نصر الى ان موظفي الادارة العامة مستمرون بالاضراب. وتابعت: ندرس امكانية اتخاذ خطوات تصعيدية ان كان على الصعيد القانوني او الدستوري ويجب ان نصل الى حل.
دولرة المحروقات
الى ذلك، أكدت رابطة «أصحاب محطات الطاقة في لبنان» في بيان «المضي في تحركها الاحتجاجي الثلاثاء المقبل، الساعة الحادية عشر أمام وزارة الطاقة في كورنيش النهر، للمطالبة بدولرة أسعار المحروقات واعتماد وضع سعر صفيحة البنزين بالدولار على مضخات الوقود في بيع المواد للمستهلك اسوة بالسوبرماركت وباقي القطاعات التجارية، أو ايجاد حلول اخرى منها تفعيل المنصة». واعتبرت ان تحركها «مستقل ويهدف الى إعادة تفعيل وتنشيط العمل النقابي المفقود في هذا القطاع».