ثبّت سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري موقف بلاده من الملف الرئاسي اللبناني وأقرن القول بالفعل. الديبلوماسي الذي خطف الاضواء طوال الفترة الماضية بمواقفه وتحركاته اعاد امس التوازن بين كفتي ميزان المرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية، اذ بعد استضافة مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على فنجان قهوة صباحي في دارته اول امس، محطة استثمرها فريق الممانعة لمحاولة تعويم فرنجية والايحاء بأن استقباله اشارة دعم، انتقل امس الى مقر حركة تجدد واجتمع الى مرشح المعارضة النائب ميشال معوض مع اعضاء الكتلة، ليثبت مقولة ان لا فيتو على اي مرشح وان المملكة لا تتدخل في شأن لبناني داخلي، الا انها تحث القوى السياسية كلها على الاسراع في انتخاب رئيس، لان الاستحقاقات الداهمة توجب ذلك.
عند تجدد
استكمل البخاري تحركه في اتجاه القادة والكتل السياسية فزار مقر كتلة تجدد النيابية في سن الفيل، وهي تجمع في صفوفها مرشح المعارضة للرئاسة النائب ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء :السعودية تسعى لوضع قواعد لهذه المنطقة على أسس السيادة للدول وهذا يزيدنا اصرارا بأن لبنان لا يجب ان يكون خارج هذا الزمن وخارج النمو والاستقرار. نصر على ان تكون هذه المرحلة لطي الإفقار ولتصبح صفحة استعادة الحقوق والمدخل هو الاستحقاق الرئاسي.
المملكة تحفز
وكان البخاري استقبل في دارته في اليرزة، وزير الداخلية بسام مولوي. وقال الاخير بعد اللقاء «سررنا بلقاء السفير بخاري، سفير المملكة الحاضنة للبنان والمحفّزة على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية». أضاف «لم تنقطع ولن تنقطع علاقتنا مع السعودية، ونحن نقوم بواجباتنا كاملة لمصلحة الشعب اللبناني».
توحيد الصف
في الكواليس، الاتصالات مستمرة بين معارضي فرنجية للاتفاق على اسم مرشح موحد. واشار عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح في حديث تلفزيوني الى «اننا نسعى لتوحيد صفوف المعارضة والاسماء المطروحة هي جهاد ازعور وصلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزف عون. ورأى أن الأوفر حظا هو جهاد ازعور لان التيار الوطني الحر لا يعارضه .. وأوضح أن الاشارة التي تأتي من السعودي هي ان لا فيتو على أحد ولا دعم لأحد .. وأنه يجب على المعارضة أن تتوحد وتتفق على اسم. واضاف «السعودي عم بيعطي إشارة انو ما بدكم فرنجية اتفقوا على حدا» .. وهذا يعني أنه ليس مستاء من المعارضة ولكن يطلب أن يكون هناك اسم موحد».
الاعتدال يترقّب
في الموازاة، وغداة استقبال تكتل الاعتدال الوطني السفيرَ بخاري، أشار النائب سجيع عطية الى أن «السفير السعودي كان واضحًا خلال لقائه كتلة الاعتدال الوطني أن لا فيتو على اسم سليمان فرنجية، وأن لا خصومة للرياض مع أي شخصية في لبنان الذي تتمنى أن يعود الى الحضن العربي، كما كان تأكيد على أهمية التوافق العام على شخصية وازنة لكن اذا تعذّر ذلك لا مشكلة في التصويت داخل مجلس النواب لمرشحين أو ثلاثة، مع التشديد على ضرورة حسم وإنجاز الاستحقاق الرئاسي في غضون أسبوعين». وقال في حديث الى اذاعي «نحن اليوم في موقع المترقب ولا فيتو لدينا على أي اسم». وعن إمكانية التصويت لصالح قائد الجيش العماد جوزيف عون اذا تبنّته المعارضة، أشار عطية إلى أنّ «كل شيء وارد»، متوقعًا حصر المنافسة بين اسم واثنين تتبناهما قوى المعارضة التي تعقد لقاءات مكثفة للتوصل الى اسم موحّد.
صيغة توافقية؟!
في الاثناء، اكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أنّ «المدخل الطبيعي والضروري لوقف الإنهيار وبداية الإنقاذ يكمن بالإتفاق على الخروج من أزمة الفراغ السياسي». وشدّد على أنّ حزب الله وحركة «أمل» قبِلا بصيغةٍ توافقية توفّر الفرصة الوحيدة والمتاحة لإنقاذ البلد من هذه الأزمة الإقتصادية. وأكّد أنّ حزب الله و»حركة أمل» لم يطرحا مرشح تحدي ومواجهة بخلاف الطرف الآخر بل دعما مرشحًا يحمل مشروعًا توافقيًا يضمن شراكة فعلية لجميع القوى في البلد، ولا زلنا نعمل على إنجاح الصيغة التوافقية، لأن التوافق هو الطريق الأقصر والأضمن للخروج من الأزمة، فيما التوافق الداخلي هو الوحيد الذي يُسقط أيّ «فيتو» خارجي، ولا ننتظر حلًا من الخارج.
القائد في عكار
وسط هذه الاجواء، زار قائد الجيش محافظة عكار ، في جولة تخلّلها تفقد مراكز فوج الحدود البرية، وتدشين طريق برج المراقبة الحدودي في خراج بلدة الدبابية على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير. وكانت القوة الضاربة للجيش اتخذت منذ يوم أمس تدابير خاصّة استعداداً لهذه الزيارة، وقد أقلعت طائرات من سلاح الجو من قاعدة القليعات الجويّة لمواكبة الجولة.
ميقاتي الى سوريا؟
من جهة اخرى، وفي وقت يتفاعل ملف النزوح السوري، أشار وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين الى ان اللقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سبقه لقاء تشاوري حول موضوع النازحين وأخذ المبادرة وأجرينا لقاء خاصاً». وأكد ان «هناك جدّية في ملف عودة النازحين والجو ايجابي جداً، وورقة التفاهم جاهزة وحاضرة وهناك جدية حول ذهاب ميقاتي الى سوريا»، لافتا الى ان «سوريا قدمت كل التسهيلات وصدر عفو رئاسي شامل في شهر 4 حتى لمن حمل سلاحاً وصدر بيان آخر عن الاسد عن تخفيف خدمة العلم او الغائها». ورأى ان «العرقلة في موضوع عودة النازحين السوريين موجودة والمطلوب «لوبي» من الوزارة ورؤساء الكتل والأمن العام والدول الصديقة والجامعة العربية للضغط على الدول المانحة».