أقفلت نهاية الاسبوع على مناورة عسكرية حية أجراها حزب الله في أحد معسكراته في جنوب لبنان، حملت أكثر من رسالة، الاولى للداخل، بأن المقاومة على جهوزية دائمة للرد على اي عدوان اسرائيلي محتمل، والثانية للعدو بأن الحزب جاهز للمواجهة في أي لحظة.
لكن بعض المواقف لنواب وسياسيين اعتبرت ان مجرد حصول المناورة، هي استفزاز من حزب الله ليس لاسرائيل، بل للبنانيين الذين لم يعد في استطاعتهم تحمل تداعيات أية حرب قد تستنزفهم أكثر فأكثر في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وبعيدا عن المناورة، وما قد تجره من مواقف وتصريحات، خصوصا بعد الاتفاق السعودي الايراني والتفاهمات الاقليمية الهادفة الى تهدئة الامور في المنطقة والعمل على تسويات.
انتهت القمة العربية الـ32 التي انعقدت في جدة وغادرت الوفود تباعا ومن ضمنها وفد لبنان، بيد ان ارتدادات القمة شكلا ومضمونا بقيت حاضرة على طاولات البحث العربي، نسبة للدسامة التي شهدتها ،ان بعودة سوريا الى مقعدها ومغادرة الوفد القطري او بالحضور اللافت والمفاجئ للرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ورسائله البعيدة المدى، او في البيان الختامي الذي لم ينل منه لبنان الا فتات دعوة اللبنانيين وحثهم على انتخاب رئيس جمهورية في اسرع وقت. موقف باهت يتكرر يوميا على مسامع اللبنانيين من اهل الداخل والخارج، من دون ان يشهد اي خطوات عملية تحمل مسؤوليه على انهاء شغور الاشهر السبعة، على رغم استحقاق تموز المالي الداهم والتطورات المتسارعة والخطيرة في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
ميقاتي ورعاية الحوار
وفي لقاء مع قناة «الحدث» قبيل مغادرته السعودية، ثمَّن الرئيس نجيب ميقاتي «الدور المهم للقمة العربية، باعتبار أنها جمعت العرب على مصالح وقضايا مشتركة تهمّ الجميع»، معرباً عن «ثقته بنهج المملكة العربية السعودية الذي يُؤسس للإستقرار في المنطقة ككل».
وسئل عن النهج الجديد في المملكة العربية السعودية» فقال: لمست من خلال المتابعة أن هناك عملا سريعا ومنظما وأن القطار انطلق نحو تصفير كل المشكلات مع الدول العربية ودول الجوار، وأن الاساس هو بناء الانسان والاستقرار والانماء الاقتصادي».
وقال: نحن بحاجة لحوار بين اللبنانيين اليوم، لان اللبنانيين لا يساعدون بعضهم البعض، ولو كان هناك وفاق لكنا انتخبنا رئيسا للجمهورية. من هنا مناشدتي للاخوة العرب ان يقوموا برعاية نوع من حوار لبناني- لبناني من اجل الوصول الى الاستقرار في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، اضافة الى مساعدة لبنان للخروج من الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعاني منها. وكنت اتمنى لو كان للاخوة العرب عين على لبنان لتقديم مساعدات مطلوبة في هذه المرحلة للابقاء على كيان الدولة ومؤسساتها.
وردا على سؤال قال: حتما نحن ننادي بانتخاب رئيس للجمهورية، ولو كان هناك رئيس للجمهورية وحكومة مكتملة الصلاحيات، ولو كان عقد المؤسسات الدستورية مكتملا، كما يجب، لكان الموقف اللبناني اقوى بكثير. المطلوب اتمام انتخاب الرئيس في اسرع وقت لكي يقوم هذا الرئيس بدور في العالم العربي لاعادة الثقة الى لبنان واعادة تكريس الواقع والدور اللبناني في العالم العربي.
أضاف: «لقد انقطعنا عن العالم العربي في السنوات الماضية، وعلى الرئيس العتيد ان يقوم بمهمتين، هما أن يقود الوفاق الداخلي وأن يعيد بناء الجسور مع كل الدول العربية. وعن مدى الحاجة الى «طائف جديد» قال: من خلال خبرتي السياسية أرى أن «اتفاق الطائف» في موقعه الطبيعي بالنسبة للبنان ولكن علينا استكمال تطبيقه. لا يمكن انتقاد اتفاق الطائف ونحن لم نستكمل تنفيذه، او يقوم كل فريق بتنفيذه على هواه.
وعن موضوع مكافحة تهريب الممنوعات الى العالم العربي قال: نحن نتخذ كل الاجراءات لمكافحة هذه الافة.وقبل مجيئي الى جدة عقدت اجتماعا مع جميع المعنيين لاستكمال الاجراءات المناسبة في هذا الملف.
خطوات استباقية
وفي السياق، أشار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، إلى أنّ «الجهات اللبنانية تقوم بخطوات استباقية لمنع تهريب الكبتاغون من سوريا إلى لبنان».
وأضاف «في ظلّ تعهّد سوريا بمكافحة الكبتاغون، نقوم بعمليات استباقية لمنع إنشاء المصانع في لبنان، والأجهزة الأمنية تقوم بجهد استخباري لمنع توسع صناعة المخدرات في لبنان»، مشدّداً على «أنّنا نحارب تهريب المخدرات على كل المرافق الحدودية ولن نسمح بأن يكون لبنان ممرًّا لتهريب المخدرات إلى الدول الشقيقة».
وأكّد مولوي «أن لا غطاء سياسيًّا على مهرّبي المخدرات، والقوى الأمنية تقوم بواجبها لمنع دخول المخدرات إلى بلدنا».
مسؤولية جماعية
وليس بعيدا من قمة جدة، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ان «وحدة الموقف العربي في إعلان جدة أعطى دفعا في تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك الذي يعود بالنفع على الشعوب العربية، وأسهم في تنقية الأجواء وتوحيد الصف ما سينعكس إيجابيا على الصعيد العربي والإقليمي».
التواصل بين المعارضة
وفي السياق، اعتبر عضو كتلة «الكتائب» النائب الياس حنكش ان احدًا لم يعد يستطيع تحمل الفراغ القاتل حتى المعطلين لانتخاب الرئيس، مشيرا الى اننا اليوم على مفترق طرق خطير يهدد مصير وهوية لبنان واي خطوة باتجاه الدعوة لجلسة انتخاب رئيس هي مستحقة وعلينا كمعارضة جمع قوانا للخروج من الكبوة التي وقع فيها لبنان. ولفت الى ان التواصل مستمر مع قوى المعارضة وقوى خارجها للمضي قدما بمرشح يخوض المعركة ويوازن مرشح حزب الله، ونحن على تواصل مع التيار الوطني الحر وعلينا الاتفاق على رئيس مقبول للخروج من الازمة..
من جهته اعتبر النائب مارك ضو أن «لا ثقة في التيار الوطني الحر ورئيسه وما يحصل اليوم هو تصفية حسابات بين النائب جبران باسيل والوزير سليمان فرنجية».
«كلنا لبيروت»
الى ذلك، أطلق الوزير السابق محمد شقير تجمع «كلنا لبيروت» السياسي الوطني في حفل أقيم اليوم في قاعة Pavillon في مجمع Seaside Arene، بحضور حشد كبير من الفاعليات الرسمية والسياسية والمقامات الدينية والقيادات الإقتصادية والإجتماعية وناشطين من مختلف المناطق اللبنانية.
إعادة التصدير الى الخليج: في مجال آخر، أجرى وزيرا الصناعة والزراعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان وعباس الحاج حسن محادثات مع الوزراء المعنيين المشاركين في القمة العربية في جدة، وتم التأكيد في بيان صادر عن الوزيرين، أن «موضوع اعادة تصدير المنتجات الصناعية اللبنانية الى دول الخليج لا سيما الى المملكة العربية السعودية، بات على السكة الصحيحة، ويتم العمل بشكل جدي ومتسارع حتى يعاد تأمين فتح الأسواق الخليجية أمام الصناعات اللبنانية». وثمن الوزيران بوشكيان والحاج حسن «الاندفاعة العربية تجاه لبنان، التي ستترجم ايجابيات على الجميع في المرحلة المقبلة».
الراعي الى الاردن
على خط آخر، يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء الاربعاء الى الاردن في زيارة رعوية تستمر حتى صباح السبت.