دفق مستجدات طفى على سطح مياه الملف الرئاسي الراكدة منذ مدة امس. اتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر بات قاب قوسين من اعلانه في الساعات المقبلة، إن لم يحضر شيطان التفاصيل في اللحظات الاخيرة او يكمن «طرف ما متشظٍ على كوع العرقلة»، والمتشظون كثر، لا سيما فريق الثنائي الذي فجر جام غضبه في بياناته المنتقدة تقارب قوى «لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي»، وادار محركاته سعيا لفرملة اندفاعة حليف الامس نحو المعارضة وكسر جرة «مار مخايل» في شكل غير قابل للترميم.
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حطّ في دوائر الفاتيكان متأبطا ورقة التوافق المسيحي العريض على مرشح رئاسي هو الوزير السابق جهاد ازعور، بعدما رحب في عظته امس بالاتفاق ، قبل ان يطير الى فرنسا للغاية نفسها .
السفير السعودي وليد بخاري زار قائد الجيش العماد جوزيف عون وتبعه سفير مصر ياسر علوي.
اما حكوميا، وبعيد مؤتمر صحافي سيعقده وزير العدل هنري خوري اليوم ، سارع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى توجيه دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في التاسعة صباح غد الاربعاء لبحث موضوع عقد الاتفاق بالتراضي مع محامين فرنسيين لمعاونة رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية أمام قاضية التحقيق الفرنسية آنا كوساكوفا ورفاقها في ملف التحقيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لاتخاذ القرار.
نحو اعلان الاتفاق؟
رئاسيا، سجلت حركة مكثفة في العلن والكواليس سيما في خندق القوى المعارضة والتيار الوطني الحر. ويبدو ان اعلان التوصل الى اتفاق بينهما على مرشح مشترك هو الوزير السابق جهاد ازعور بات وشيكا. في هذا الاطار، اعلن النائب غسان سكاف «اتواصل مع كل الافرقاء من ضفتي المجلس ووصلنا الى شبه اتفاق سيعلن غدا (اليوم )او بعد غد (غدا )عن مرشح للمعارضة وسنطلب بعد ان تصدر بيانات التأييد للمرشح الذي اصبح معروفا وهو جهاد ازعور ان يفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية».
أزعور لا يريد؟
وفي انتظار حسم التيار الوطني الحر خياراته واعلانه رسميا السير بأزعور، أعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم أن «في الأيام المقبلة، سيصدر الكلام الرسمي لتكتلنا بشأن الملف الرئاسي». وقال في حديث تلفزيوني «الصدق بين القوى كافة يظهر يوماً بعد يوم مع مناقشة التفاصيل الدقيقة». وتابع «كلام الوزير السابق جهاد أزعور عن أنه لا يريد أن يكون مرشّح تحد بوجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية غير صحيح، وهو كما نقل عنه مستعدّ أن يستمرّ بالمشوار اذا سار باسمه فريق معيّن ونتّفق سويًا ليكون الإعلان عن ترشيح أزعور مشتركا ومتشابهًا».
قاسم والمصالح
على الضفة الاخرى، غرّد نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر»، «منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه».
الجميل يرد
ورد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على تغريدة قاسم، وقال عبر تويتر:» يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم!؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة!؟ تخبطكم يجعل منطقكم مضحكًا مبكيًا».
امل والتنكيد: بدوره، رأى المكتب السياسية لحركة امل انه «في الوقت الذي يبدي الحرصاء على مصلحة لبنان العليا قدرا وافيا من الخطوات والمواقف التي تدفع إلى إخراج البلد من مأزقه الحالي، وهم الذين استعملوا حقا وطنيا وقانونيا لهم بدعم مرشحٍ لرئاسة الجمهورية يتحمل عبء المسؤولية ويقود مسيرة إنقاذ البلد، ويباشر بوضع الحلول للأزمات ذات الأولوية التي تشغل بال اللبنانيين، تقوم الأطراف الأخرى التي لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه».
الراعي الى الاليزيه
وتأتي هذه الدينامية الرئاسية كلها في وقت يزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باريس غدا حيث يستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. واليوم، التقى الراعي في الفاتيكان امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.
اتصال مطول: ليس بعيدا، افيد أن النائب سامي الجميّل أجرى اتصالا مطولا بالبطريرك الراعي وضعه فيه بآخر المستجدات قبيل سفره إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي. ووضع الجميّل البطريرك الراعي بصورة الإتصالات الجارية في الملف الرئاسي خصوصا لناحية التوافق على ترشيح إحدى الشخصيات والمقاربة التي يجري العمل على أساسها.
قرار الدستوري
في شأن قضائي آخر، يصدر المجلس الدستوري قراره في الطعون المقدمة في قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية بعدما أنهى وضع اللمسات الأخيرة على قراره في الجلسات المتتالية التي عقدها حسبما أكد رئيس المجلس القاضي طنوس مشلب في حديث اذاعي، بعد جلسة عقدها اليوم وأنجز فيها بعض النقاط القانونية المثارة. وقال مشلب «لم نُنهِ المناقشات اليوم ونحن متفقون على كل النقاط، إن أنهينا نصدر القرار غدًا أو بعده لكن قبل 31 من الجاري».