IMLebanon

الشرق: بري استقبل لودريان لمدة ساعة.. ماذا جرى ؟

 

 

احتلّ المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص الى لبنان جان ايف لودريان صدارة الحركة السياسية الرئاسية المحلية، ابتداء من عصر امس، حيث تحوّلت جولته ومداولاته، الحدثَ المحلي بلا منازع. وبينما الدولة يتيمة الاب في عيد الاب، يجول موفد «الام الحنون» الذي وصل قرابة الثالثة بعد ظهر امس الى بيروت، على القوى السياسية من دون استثناء وعلى مرجعيات روحية ومدنية ايضا، مدوّنا ما سيسمعه، على ان يرفع تقريرا في خلاصة هذه اللقاءات كلّها، ليس الى «الاليزيه» فحسب، بل الى «الخماسي الدولي» ايضا، علما ان من غير المستبعد ان يجتمع الى سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، في بيروت، خلال إقامته هنا التي تستمر 3 ايام.

 

مع بري

 

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية لودريان، بحضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو، حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما إستحقاق رئاسة الجمهورية، وإستمر اللقاء لأكثر من ساعة غادر بعده لودريان دون الإدلاء بتصريح.

 

بدوره، اكتفى بري بعد لقائه لودريان بالقول: «اللقاء كان صريحا وجيداً».

 

مواقف غير مبشّرة

 

اما قبيل مباشرة لودريان جولته – والتي لن يُكشف جدول أعمالها وستخلو من اي مؤتمر صحافي كما قالت السفارة الفرنسية اليوم –  فلم تحمل مواقف الأطراف المتصارعة رئاسيا، ايَ جديد يدل على ان اي خرق يُمكن ان يتحقق في الازمة في المدى المنظور، بل على العكس، حيث حافظت كلّها على تشددها.

 

الحزب والعناد

 

في هذا الاطار، صوّب حزب الله على خصومه مع دعوتهم الى الحوار. فقال نائب نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم: رغم تمسُّكنا بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية نحن ندعو إلى الحوار، لماذا؟ لنسأل بعضنا بعضًا وليُجب بعضنا بعضًا، ونحصر نقاط الخلاف ونبحث عن حلٍّ لها، أمَّا أن يقول البعض نحن لا نريد النقاش ما دام الوزير فرنجية مرشحًا، هذا أمر مرفوض. لا تستطيعون فرض إرادتكم على شريحة واسعة من اللبنانيين. الطريقة التي اعتمدها الطرف الآخر بالتحدِّي لم تنفع ولن تنفع، فلا نحن قادرون على أن ننجز الاستحقاق لوحدنا، ولا أنتم قادرون على إنجاز الاستحقاق بوحدكم، فما هو الحل؟ العناد ليس حلَّاً، الحل بالحوار والتلاقي والتفاهم.

 

طريق مسدود

 

في المقابل، رأت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «أن الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية إنجلت عن معادلة واضحة تقضي بأن تتواصل الدعوات لجلسات إنتخاب لإنتاج رئيس عبر التصويت أو يقتنع الفريق الداعم للمرشح سليمان فرنجية أن طريق الوصول مسدود وبالتالي تنتقل القوى النيابية الى مرحلة جديدة لإنتاج رئيس بالتوافق على الإسم وعلى الخطوط العريضة لبرنامج العهد وسبل تأمين النجاح له.

 

بين لودريان والبخاري

 

وستكون للودريان زيارة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري عصرا، على ان يزور غدا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي قبل ظهر غد ورئيسَ حزب القوات اللبناني سمير جعجع ايضا. وسيجتمع الى رؤساء الكتل ونواب مستقلين الجمعة على مائدة غداء. ومن غير المستبعد ان يجتمع الى سفراء الخماسي الدولي قبيل مغادرته لبنان الجمعة او السبت… والى الدينامية الفرنسية هذه، تتجه الانظار ايضا الى العشاء الذي يقيمه مساء غد السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تحت عنوان «الديبلوماسية المستدامة»، والذي دعا إليه عدداً من سفراء الدول العربية والإسلامية، من ضمنهم السفير الايراني مجتبى أماني والقائم باعمال السفارة السورية علي دغمان، خصوصا وان هذه المناسبة قد تسمح بمناقشة الملف الرئاسي اللبناني.

 

ايران للتوافق

 

وكان السفير الايراني قال امس من الغبيري في ذكرى استشهاد مصطفى شمران، «لو كان شمران اليوم حياً لكان يدافع عن التوافق على الساحة اللبنانية للوصول في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس. ومن هذا المنطلق، نجدّد دعوتنا إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس المعروفة على الساحة اللبنانية، بمعزل عن التسميات المختلفة فهذا شأن لبناني، ولبنان لا يتحمل أن تطول هذه الأزمة». وأردف: نسأل الله أن يكون انتخاب الرئيس بداية حل الأزمة اللبنانية المختلفة، ونحن واثقون بأن الشعب اللبناني بقدراته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى رأسها المقاومة سيفتحون هذا الباب لدخول لبنان مرحلة جديدة.

 

مقررات وفيرة

 

على صعيد آخر، عُقدت امس جلسة لمجلس الوزراء في السراي خرجت بسلّة مقررات «حرزانة».

 

وفي مستهل الجلسة، أكّد ميقاتي أنّ «فريق وزارة المالية يبذل جهداً كبيراً لانجاز مشروع قانون الموازنة قبل نهاية الشهر تمهيداً لعقد اجتماعات متواصلة لاقرارها، مشيرا الى ان «البعض سيعمد فور اقرار الموازنة الى شن حملة على الحكومة تحت الشعار المعروف»، كاشفاً أنّ «لا صلاحية للحكومة في اقرار الموازنة وهم انفسهم من يسألون اليوم عن الموازنة».

 

ودعا ميقاتي «الى الإسراع في انتخاب الرئيس»، مضيفاً «لسنا من هواة افتعال المشكلات وما نقوم به هو لصون المؤسسات وخدمة للناس».