الجيش يحبط الفتنة في القرنة السوداء
خرق حالة الجمود السياسي خلال عطلة عيد الاضحى ونهاية الاسبوع حادث امني خطير في القرنة السوداء ، عمل الجيش على ضبطه امنيا ، واجريت اتصالات سياسية وروحية حثيثة لمنع الانزلاق الى الاسوأ وسط أجواء من الريبة والاشتباه في اهداف فتنوية وطائفية لهذه الجريمة بين بشري والضنية .
فقد قتل الشابان هيثم جميل الهندي طوق ومالك طوق في القرنة السوداء، الاول قتل برصاص مجهولين تسللوا الى المنطقة، وقتل الثاني بعد توجه قوة من المغاوير بناء على طلب فاعليات المنطقة.
وتواصلت عمليات الجيش في المنطقة وتحدثت المعلومات عن توقيف ١٦ شخصا في بشري والضنية .
بانتظار لودريان
أمّا في المشهد السياسي، فلم يُسجَّل أي تحرك في انتظار انتهاء عطلة الأضحى وعودة الدورة السياسية الى مسارها علماً أنّ أي تطور ليس منتظرا قبل معرفة الخطوات التالية للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان حيال مهمته الرئاسية اذ يتوقع تأخر او تأجيل أي تحرك جديد للودريان في ظل الاحداث المتفجرة التي تشهدها فرنسا.
أمّا في المواقف من الأزمة، فبرز كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في أول زيارة له للقبيات غداة انتقاله الى الديمان حيث أعلن أنّ «الأزمة السياسية التي نحن فيها تتحدّر منها كل الازمات الاخرى الاقتصادية والمعيشية والانمائية، وثمة شباب كثر يغادرون بسبب هذه الازمات، إلّا أنّ تاريخ لبنان هو تاريخ صمود، وشبابنا مصممون على الصمود والبقاء، فكونوا على ثقة انه بتكاتفنا معا وتعالينا على الجراح وبوحدتنا قادرون على أن يستعيد لبنان عافيته وكرامته ودوره في هذه البيئة من العالم. وهذا الامر يتطلب منا تغيير هذا الواقع الذي نحن فيه، فليس بامكاننا البقاء على الطريق نفسه، ومن جهة ثانية فليس مقبولا على الاطلاق ان نبقى عالة على كل الناس المهتمين بنا».
وقال: «صدقوني بانني اخجل حين نلتقي الوفود التي تاتي من الخارج ويترجونا ان ننتخب رئيسا للجمهورية . اخجل كيف ان المسؤولين في لبنان يهدمون بأيديهم بلدهم، وكأن العمل السياسي للهدم، وهذا غير صحيح.
حوار الشعارات
وفي غياب اي جديد، وعلى وقع استمرار الادانات لموقف لبنان المتمنّع عن التصويت لمصلحة قرار انشاء لجنة مستقلة للتقصي عن المفقودين في سوريا، قال النائب غسان سكاف في حديث اذاعي أن الوزير السابق زياد بارود تمنى على كل من يريده مرشحاً أن لا يضع اسمه في صندوق الاقتراع كي لا يدخل في معركة المواجهة المسيحية. وأضاف «لا نريد حواراً بشعارات ولا بشروط مسبقة».
ترشيح جدي
رئاسيا ايضا، أكد عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ أننا «نصحنا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان كما سننصح الرئيس المقبل، بعدم تضييع الوقت والتحدث مع الفرقاء فهناك فريق واحد يجب التحدث معه وهو حزب الله، فمعروف ما يريده كل الفرقاء في لبنان».ورأى في حديث تلفزيوني أن «من واجبات رئيس مجلس النواب نبيه بري ترك جلسات إنتخاب الرئيس مفتوحة ولكن بري دعا ولم يدع حقيقة إلى جلسة لأن المحور الذي يتبع له عطّل النصاب في الجلسة الأخيرة»، معتبرا أن جلسة الإنتخاب لتكون مكتملة يجب أن تستمر الى حين إنتخاب رئيس.وأكد أن «ترشيح أزعور جدّي جدا ولو ذهبنا الى دورة ثانية في 14 حزيران كان جهاد أزعور رئيسا اليوم». وقال: «هناك منع لإنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان من قبل السلطة».
تحاربون طواحين الهواء
في المقابل، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «أنهم لا يريدون فرض رئيس على أحد الآن، وقال: «من لا يُعجبه المرشّح الذي تدعمه المقاومة والثنائي الوطني يقولون أننا لا نريد رئيسا يفرضه الثنائي ونحن لن نفرض على أحد شيئا، «عجبكم» انتخبوه وما «عجبكم» تعالوا ناقشونا، يقولون لا نناقشكم إلّا إذا سحبتم تأييدكم لهذا المرشّح وعليه من يُمارس الإرهاب والفرض؟ أنتم من تمارسونه». وأضاف: «لن نقبل شروطًا مُسبقةً للنقاش معكم، تعالوا بمرشّحكم ونتناقش، أمّا أنّ تُطبّلوا وتزمّروا في الإعلام بأننا لن نقبل أن يفرِض الثنائي الوطني مرشّحه علينا، فأنتم تحاربون طواحين الهواء ولا صدقية لإدعائكم على الإطلاق».وأكد أنهم منفتخون على النقاش، قائلًا: «تعالوا وقولوا لنا لماذا مرشحنا لم يعجبكم ، ونحن نقول لكم لماذا مرشحكم لا يعجبنا، وتعالوا لنتناقش حول حاجات المرحلة الراهنة ومتطلباتها، لنقنعكم بأنّ خيارنا هو أفضل من خياركم، معتبرًا أن من لا يريد أن يتفاهم فإنما يريد أن يلعب بأخلاق ومصالح الناس».أضاف إننا صابرون ونفسنا طويل، ونصبر حرصاً منّا على الإستقرار والعيش الواحد مع شركائنا الذين نختلف معهم في الرؤية في هذا الوطن، لكن في النهاية «في ناس بدا تقنع».وختم رعد: أمّا الرهان على تدخّل قوى دولية ضاغطة من أجل أن تضغط علينا للتخلّي عن مرشّح لمصلحة مرشّح لسنا مقتنعين به، فهذا الأمر لن يُجدي نفعاً ولن يوصِل إلى أيّ نتيجة.
تسهيلات سورية
على ضفة النزوح، كشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن «الدولة السورية قدّمت تسهيلات أكثر مما طلبت وزارته بما يخص عودة النازحين السوريين، حيث سيتم استقبال 180 ألف نازح كمرحلة أولى، ومن ثم سيتم استقبال 15 ألف نازح كل شهر قابلة للزيادة».وأوضح، في حديث لـ»سبوتنيك»، أن «التوجه لدى الحكومة السورية هو الالتزام بتنفيذ كل نقاط التفاهم التي تم الاتفاق عليها في العام السابق، وتقديم كل التسهيلات اللازمة».
وأشار إلى أن» الخطوات العملية تبدأ من بعد زيارة الوفد الوزاري اللبناني الرسمي إلى سوريا، والمؤلف من 8 وزراء، ومدير عام الأمن العام وأمين عام مجلس الدفاع الأعلى».