عصر امس طوى فصل اول من فصول فتنة طائفية كادت تشتعل وتشعل معها لبنان. في كنيسة السيدة في بشري ومع جثماني هيثم ومالك طوق دفن رأس الفتنة، مدبّرة كانت ام من غير تدبير، وهو ما يُفترض ان تكشفه التحقيقات العسكرية الجارية ميدانيا على ارض الجريمة في القرنة السوداء. تحقيقات ما زالت نتائجها مفتوحة حتى الساعة على كل الاحتمالات، بدءا من الشخصي مرورا بالخلاف العقاري «المائي» المزمن والمناوشات المستمرة بين اهالي بشري والضنية وصولا الى الطابور الخامس. الاجواء المحتدمة التي طبعت بلدة «عرين الموارنة» شمالا، بدأت بالانحسار تدريجياً بعدما نفست الاتصالات السياسية الاحتقان العارم وفورة الغضب الشعبي في اعقاب الحادثة، ويبقى انتظار نتائج التحقيقات التي تؤكد مصادر امنية انها تتم بشفافية على ان تعلن في غضون ايام فور اكتمال مجمل عناصرها. فهل تعلن حقيقة ما جرى في «القرنة» ويطوى نهائيا فصل اسود اريد منه ربما تسخين الوضع لاستهداف رئاسي ما، ام تبقى الحقيقة مجموعة حقائق يغنيها كل على ليلاه؟
حداد عام
جريمة «القرنة السوداء» المزدوجة تربعت في الواجهة امس… فقد لفّت بلدةَ بشري اجواء من الحزن والحداد على مقتل الشابين هيثم ومالك طوق السبت الماضي، وشهدت اقفالاً عاماً للمحال التجارية والمؤسسات السياحية، قبيل الصلاة على راحة نفسيهما عند الخامسة عصر امس في كنيسة السيدة في البلدة. وفي محاولة لتنفيس الاحتقان السائد، بدا لافتا اعلان رئيس بلدية بقاعصفرين ـ الضنية بلال زود، في بيان «الحداد عن روح الفقيدين هيثم ومالك طوق من أبناء جيراننا في بشري، امس في بلدة بقاعصفرين، وإغلاق المؤسسات الرسمية فيها، وتنكيس الأعلام على مبنى البلدية».
رفض الفتنة
وقدّم نواب وشخصيات وفاعليات التعازي بالشهيدين، ومنهم النائب طوني فرنجية الذي كتب عبر حسابه الخاص على «تويتر»: رهبة الموت لا يعلوها أي صوت وحكمة أهلنا في بشري في التعاطي مع مصابهم الأليم يجب ان تُلاقى بتحقيق جديّ شفاف وسريع جداّ يُحدد المسؤوليات ويظهر الفاعلين و يحقق العدالة. الرحمة لـ»هيثم» و»مالك» طوق والتعازي الحارة لذويهم و لأهلنا في بشري. وأكد النائب فيصل كرامي أن «لا قلق على الوحدة الدّاخلية والسلم الأهلي في ظل الوعي الذي يتحلى به الجميع الذين رفضوا الفتنة، ولجأوا الى الأجهزة الأمنية والقضائية». وبالنسبة إلى إنضاج الفراغ الرئاسي من خلال افتعال قلق أمني، قال كرامي في حديث اذاعي «إذا كان هذا الامر صحيحاً فقد دفناه في مهده». ومن جهة أخرى، طالب الحكومة بـ»حل الخلافات العقارية في الجرود»، منتقداً سياسة التمييع، مضيفاً «لا يمكن المراهنة دائماً على وعي الشعب من دون تقديم الحلول وندعو إلى عدم استباق الأمور في انتظار التحقيقات»، رافضاً الربط بين حادثة القرنة السوداء والملفات الخلافية بين بشري والضنية.
تضليل التحقيق
في المتابعة القضائية للملف، افيد ان قاضية التحقيق الاول في الشمال، سمرندا نصار، التي تتولى التحقيق شخصياً في حادثة القرنة السوداء، استدعت المدير الطبي لمستشفى بشرّي الحكومي، الدكتور ابراهيم مقدسي، للتحقيق معه اليوم الثلاثاء على خلفيّة التصريح الذي أدلى به اول أمس الأحد عن إصابات القتيلين، والذي من شأنه تضليل التحقيق، والذي يُعتبر ايضاً خرقاً لسريته.
حوار شراء الوقت
على الصعيد السياسي، لا حركة بل جمود وترقب لعودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان. في الاثناء، التموضعات على حالها. في السياق، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك، عن دعوات حزب الله الى الحوار: يستدرجوننا لحوار شراء الوقت، لاتهامنا بعد جلسات عدة من هذا الحوار، بالتعطيل وتجويع اللبنانيين والإصرار على مرشحنا ضد مرشحهم».
وضع المطار
في الغضون، وبينما يزدحم لبنان ومطاره بالسياح والوافدين لموسم الاصطياف، رأس ميقاتي اجتماعا في السرايا خصص للبحث في وضع مطار رفيق الحريري الدولي، شارك فيه وزراء الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، السياحة وليد نصار، الأشغال العامة والنقل علي حميه، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، ورئيس مجلس إدارة والمدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت. وصرح الوزير حمية بعد اللقاء «وصل عدد المغادرين أمس الى نحو 17 الف راكب، اما عدد الواصلين فيناهز احيانا نحو 21 الف راكب، وبتنا نتكلم الآن عن نحو 36 الف راكب كمعدل وسطي في اليوم». اضاف تمت بداية دراسة الأمور من محطة الوصول حيث اتخذ قرار من قبل الأمن العام بفرز 12عنصرا للارشاد والتوجيه قبل التدقيق بجوازات السفر من أجل أن تسير العملية بشكل منظم توفيرا للوقت ولأجل التسريع بالتدقيق في جوازات للسفر وحتى لا تستغرق هذه العملية أكثر من ثلث إلى نصف ساعة. ثانيا: سيقوم الأمن العام بصيانة المستلزمات التقنية والحواسيب في الكونتوارات لكي يقوم باستعمال كل كونتوارات الوصول والمغادرة. ثالثا: أما بالنسبة الى الأحزمة، فلا مشكلات تقريبا إنما هناك مشاكل في عدد عربات نقل الحقائب وتم البحث في هذا الموضوع وستقوم شركة طيران الشرق الأوسط بالتواصل مع شركة «ميز» لزيادة عدد العربات (…) رابعا: أما بالنسبة إلى الجمارك فسيؤمن مسربان للوصول لتخفيف الضغط عن الجمارك وتم التواصل من قبل رئيس الحكومة مع المدير العام للجمارك وهناك اتفاق على ايجاد مسربين لتخفيف الزحمة. خامسا: بالنسبة إلى التفتيشات فهناك 7 أجهزة سكانر تعمل وسنقوم بصيانة الاجهزة الاخرى ليرتفع العدد إلى 9. أما في ما يتعلق بتكييف المطار فقد اتخذنا اجراءات احترازية وتم تأمين مولد إضافي لعمل المكيفات».