لم يكن ينقص لبنان في ظل ازماته «الوعرة» سوى تصويت البرلمان الاوروبي بأغلبية ساحقة على قرار يدعم ابقاء اللاجئين السوريين فيه. خطوة استفزازية طعنت لبنان وشعبه في الصميم ومؤامرة غير جائز لاي لبناني السكوت عنها. الوطن «الشقيق» الذي تحمل عبء النازحين طوال احد عشر عاما، يكافأ اليوم من الام الحنون واخواتها بقرار عنصري بغيض، لا هدف له سوى ابعاد شبح النزوح عن القارة العجوز، بغض النظر عن ثمن يدفعه لبنان يوميا، من اقتصاده وامنه وسياسته وراحة بال ابنائه، انهيارات متتالية بفعل وجود ما يناهز مليوني نازح على اراضيه فيما اراضي سوريا الشاسعة الواسعة قادرة على استقبالهم من دون خطط عودة ولا اجراءات ما دام هؤلاء مواطنين سوريين. وإن كانت اوروبا تخشى نزوح هؤلاء اليها، فإنها على الاقل مطالبة باعادتهم الى بلادهم لا بتصويت «همجي اناني» على ابقائهم في لبنان القابع في ظل اسوأ ازمة تاريخية على الاطلاق، يجاهد بشق النفس للخروج من براثنها فلا يفلح.
العلولا- لودريان
وفي انتظار ردة فعل لبنانية رسمية لا بد الا ان تكون على قدر الصفعة الاوروبية، ازدحمت الساحة المحلية بالتطورات السياسية والامنية والقضائية اليوم. على الخط الاول وتحديدا على الضفة الرئاسية، التقى المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار بن سليمان العلولا، في ديوان وزارة الخارجية في الرياض، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي للبنان جان إيف لودريان، العائد في قابل الايام الى بيروت. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحث تطورات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
«القوات» والحوار
ليس بعيدا، واذ يرتقب ان يطرح لودريان حوارا لبنانيا، اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال استقباله في معراب المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا، قبيل مغادرتها الى نيويورك، على ضرورة إقلاع الفريق الممانع عن سياسة التعطيل التي ينتهجها والتوجه الى المجلس النيابي، وعدم الخروج منه قبل انتخاب الرئيس العتيد الذي طال انتظاره. واوضح لفرونتيسكا أن الحل الوحيد يكمن في انتخاب رئيس جديد للبنان، قادر على إعادة تشكيل السلطة وبالتالي الانطلاق نحو الاصلاح ومعالجة كل المسائل العالقة.
«الاشتراكي» لحوار منتج
في الموازاة، عقد مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي اجتماعه الأول بعد المؤتمر العام الـ49، برئاسة رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، واكد الحزب التقدمي الإشتراكي ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية عبر حوارٍ حقيقي مُنتج تحت سقف اتفاق الطائف، الذي يبقى المدخل لمنع المزيد من الفراغ الذي يهدد المؤسسة العسكرية وحاكمية مصرف لبنان، ويدعو الحزب إلى التزام اعتماد الأصول في تعيين المجلس العسكري بعيداً عن اقتراحاتٍ بدع من هنا ولغة الانقلابات ونزاع الصلاحيات من هناك، ويدين كل تهجّم على المؤسسة العسكرية من أي جهة أتى.
الاوضاع جنوباً
من جهة أخرى، الاوضاع الحدودية جنوبا في الواجهة على وقع زيارة المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين تل ابيب اول امس. في هذا الاطار، إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب الذي قال عن توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل في الجنوب «هناك اتفاق عقد عام 2006 وقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الرقم 1701 وهناك عمل على الارض بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وعلاقة بينهما. نحن نريد ان تقوم قوات اليونيفيل بواجبها من دون مشكلات، ولذلك والأفضل لها، وهي على قناعة بذلك، ان يواكبها الجيش اللبناني. واشار الى «ان الجيش ليس لديه هذه الامكانات بعد، وهو يزيد عديده في الجنوب ولكنه يهتم بالأمن في كل البلد. هناك تعاون كامل في الجنوب، ونحو 80 بالمئة من دوريات الأمم المتحدة تتم بوجود الجيش اللبناني، ونريد ان تكون النسبة أكثر كي لا يواجهوا مشكلات، لأن الاهالي يشعرون براحة أكثر بوجود الجيش». وعن مطالبة رئيس الرابطة المارونية وزارة الخارجية بالتدخل في خصوص مشروع القرار الذي سيصوت عليه البرلمان الاوروبي والذي يعتبر أهانة لما قدمه الشعب اللبناني تجاه الشعب السوري قال بوحبيب: وصل لي هذا الأمر وارسلته الى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة.
سلامة لم يتحفّظ
في شأن قضائي آخر، استجوب قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل أبو سمرا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكنه قام بتأجيل الاستماع إلى شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك إلى الأربعاء المقبل نظراً لعدم إمكانية استجواب الثلاثة دفعة واحدة لما يتضمنّه الملف من تفاصيل تستدعي من قاضي التحقيق التوقف عندها. وكان سلامة وشقيقه ومساعدته وصلوا صباحاً الى قصر العدل في بيروت، ولاحقاً تم الإبقاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رهن التحقيق. وقال مصدر قضائي لـ»هنا لبنان» إنّ «أبو سمرا قرر ترك سلامة رهن التحقيق، وأوضح أن الأخير أجاب على كل الأسئلة التي طرحها القاضي أبو سمرا وعلى أسئلة رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، ولم يتحفظ على أيّ سؤال». وأكد المصدر أنّ سلامة سلم قاضي مستندات كان أحضرها معه وتعهد بتقديم مستندات إضافية في الجلسة المقبلة.