بين موجة الادانات المتواصلة فصولا للقرار الاوروبي بإبقاء النازحين في لبنان وما استتبعه من مواقف وتدابير يؤمل ان تترجم اجراءات عملية تعيد بالقول لا بالفعل الشريحة الاوسع من هؤلاء الى ديارهم، وبين توسع رقعة الاعتراض والاحتجاج على احراق القرآن الكريم في السويد توزعت المتابعات اللبنانية امس فيما بقي الملف الرئاسي مجمدا ينتظر عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت لترجمة نتائج اجتماع خماسية باريس ومقرراته التي فتح محور الممانعة نيرانه عليها بفعل طيها صفحة المبادرة الفرنسية وتاليا حظوظ مرشحه سليمان فرنجية.
عودة لودريان
في السياق، افادت مصادر ديبلوماسية ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيعود الى بيروت الاثنين في 24 الجاري كما كان مقررا بعدما انهى جولة على عدد من الدول اثر اجتماع خماسية باريس في الدوحة مطلع الاسبوع، اجرى خلالها محادثات حول ملف لبنان تركزت على كيفية اخراج الرئاسة من قمقم العرقلة، وكان ابرزها في قطر والمملكة العربية السعودية حيث اجتمع الى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان وتركز البحث بينهما على نتائج اجتماع الدوحة والاقتراحات السعودية في شأن الوضع اللبناني. واثر الجولة حطّ لودريان مجددا في باريس، حيث اطلع الرئيس ايمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية كاترين كولونا على حصيلة مشاوراته، والية العمل المفترض اتباعها لمحاولة حل ازمة لبنان، ليطير مجددا الى لبنان مزودا بالتوجيهات «الخماسية».
حرص المملكة
في الغضون، شدد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى على أن «السعودية حريصة على لبنان وشعبه كحرصها على المملكة العربية السعودية وشعبها الذي يكن كل محبة واحترام للبنانيين الذين تربطهم به علاقات تاريخية اخويه مميزة». واوضح المكتب الاعلامي في دار الفتوى انه «تم التأكيد في خلال اللقاء على الدور المميز الذي تقوم به اللجنة الخماسية للتوصل الى قواسم مشتركة لمساعدة اللبنانيين وإيجاد الوسائل والحلول الناجعة لانتخاب رئيس للجمهورية.
الرهان سقط
من جانبه، رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن «الرهان على الخماسية سقط ببيانها الختامي، الواضح منه انها أفكار أميركية بصياغة خماسية، حيث لا يبتغى من وراء ذلك إلا فرض أوصياء يتجاوزون حوارا وطنيا لبنانيا، لأن وراء الأكمة ما وراءها».
قد افتعل مشكلا
من جهة ثانية، ملف النازحين السوريين لا يزال في الواجهة. في هذا الاطار، عقدت ندوة حوارية مع وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين عن»تداعيات النزوح السوري وخطة وزارة المهجرين للعودة الآمنة ومحاولات العرقلة من قبل دول الغرب». ورأى ان «هناك نية لتوطين النازحين واهداف التوطين سياسية. واشار الى ان «الوزير بو حبيب تناوله بالشخصي وتهكم عليه وعلى مرجعيته السياسية، وبالمقابل انا واجهته وقلت بأننا لن نسكت عن هذا الموضوع»، وقال:»يوم الاثنين ساحضر جلسة مجلس الوزراء وساطرح موضوح عودة النازحين من خارج جدول الاعمال وقد افتعل مشكلا».
جعجع – بوحبيب
ليس بعيدا، حضر ملف النزوح السوري في لقاء جمع امس رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي اشار بعد اللقاء الى ان الاجتماع تمحور حول «قضية النازحين او اللاجئين على أمل ان ننجح في اعادتهم الى بلادهم بكرامة وآمان، باعتبار اننا لا نريد ان يعود أحد منهم «غصبا عنه»». واذ لفت الى ان «الخلاف قائم مع الأوروبيين الذين يَبغون ابقاءهم في لبنان.
وقفات احتجاجية
في الاثناء، تفاعلت دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس الى التظاهر رفضا لحرق المصحف في السويد. فقد سجل حضور خجول جدا امام السفارة السويدية، الا ان وقفات احتجاجية نفذت في الضاحية الجنوبية وبعلبك امام المساجد.
الخارجية تستهجن
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين «عن إستهجان اللبنانيين، لما يرمز اليه لبنان من نموذج للعيش المشترك بين الاديان والحضارات، وادانتهم السماح مرة أخرى الإساءة إلى القرآن الكريم في ستوكهولم، ما يشكل انتهاكاً مستمراً لمشاعر المسلمين وكرامتهم». ودعت الوزارة في بيان، «السلطات السويدية لاتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع حد لكل ما من شأنه تعميق مشاعر الكراهية والاسلاموفوبيا، والعنصرية بكل أشكالها، والتحريض على العنف، والاساءة للأديان». كذلك شجبت الوزارة «عملية إحراق العلم العراقي خلال التظاهرة في ستوكهولم ودعت لمحاسبة الفاعلين دون تردد، بالتوازي مع إدانتها للاعتداء الذي تعرضت له سفارة السويد في بغداد، على خلفية ما حصل في المرة السابقة من حرق للقرآن الكريم». وأشادت «في هذا المجال بموقف الحكومة العراقية الرافض لهذا الإعتداء وعزمها على محاسبة المسؤولين عنه». كما رحبت الوزارة «بأي مسعى دولي لسن تشريعات تحرم الاساءة للرموز والمقدسات الدينية».
فياض في العراق
حياتيا، توجه وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الى العراق لتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والمياه اللبنانية ووزارة النفط العراقية بشأن تزويد لبنان بالمشتقات النفطية. وتأتي هذه الخظوة استكمالا للمحادثات التي أجريت مع المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني وبمتابعة حثيثة من الوزير فياض والتي بنتيجتها أتت الموافقة من الجانب العراقي على تمديد اتفاقية تزويد لبنان بزيت الوقود العراقي مع زيادة الكمية.
اقتحام المصارف
اقتصاديا، تستمر عمليات اقتحام المصارف من قبل مودعين، وسجلت آخرها امس في صور وحمانا، كل ذلك وسط ترقب لما سيقرره نواب حاكم مصرف لبنان الاربعة عشية انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة نهاية الشهر.