في وقت تتضاعف بشكل مخيف اعداد النازحين السوريين، وسط عجز السلطة اللبنانية ليس فقط عن وضع حد لموجة النزوح الجديدة بل عن مجرد اجتماعها لبحث خطة تكفل مواجهة خطرهم الداهم، لا لشيء الا لعدم اكتمال النصاب.
لا جلسة بل تشاور
فقد اشار المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى ان “النصاب القانوني لجلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة امس في السراي لبحث ملف النزوح السوري الى لبنان لم يكتمل، وبناء عليه، قرر ميقاتي عقد لقاء تشاوري مع السادة الوزراء الحاضرين ومع قائد الجيش والمدير العام للامن العام. إن دولة الرئيس يأسف لعدم حضور الوزراء المتغيبين عن الجلسة، لا سيما الذين تصدح حناجرهم طوال النهار بمواقف من هذا الملف، من باب المزايدة ليس الا”. أضاف في بيان: “ويشدد دولة الرئيس على أن الحكومة لم تتأخر يوما عن اتخاذ القرارات المناسبة في هذا الملف، وأن الجيش وسائر الاجهزة الامنية يقومون بواجباتهم في هذا المجال، لكن المطلوب هو اتخاذ موقف وطني جامع وموّحد بشأن كيفية مقاربة هذا الملف لا سيما النزوح المستجد لمئات السوريين عبر نقاط عبور غير شرعية”.
خطر وجودي
وانتهى اللقاء التشاوري بشأن النزوح بتوافق على توصيف ما يحصل بالخطر الوجودي. واشار موقع “لبنان24” الى أنّ اللقاء خلُص إلى أفكار عملية لمعالجة مشكلة النزوح السوري وسيتمّ إقرارها رسمياً ضمن جلسة لمجلس الوزراء .
وافادت معلومات صحافيّة بأنّ الوزراء وليد نصار، ناصر ياسين، عباس الحاج حسن كانوا قد اعتذروا رسمياً عن عدم حضور الجلسة بسبب السفر، أما وزير الصحة فراس الأبيض فاعتذر أيضاً لارتباطات مسبقة لكنه عاد إلى السرايا منعاً لأي تأويل. أما الوزير هيكتور حجار فكان قد أبلغ الأمانة العامة لمجلس الوزراء بأنه سيحضر الجلسة لكنه لم يقُم بذلك، كما تغيب الوزير امين سلام.
الحجار ونصار
من جانبه، اعلن وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار انه “بعد الإعلان الأسبوع الماضي عن نيّتي المشاركة في الجلسة الوزاريّة المخصّصة فقط للبحث في ملف النازحين السوريين التي دعا إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قرّرت عدم المشاركة في الجلسة، بعدما تبيّن لي من خلال الإتصالات والمشاورات أنها بحاجة للمزيد من التحضير لتكون مجدية وفعّالة. فأتت النتيجة بحسب توقّعاتي”.
بدوره، أعلن وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار، في حديث تلفزيوني: “لو كنت أعلم ان النصاب لن يكتمل، لما كنت ارجأت سفري الذي كنت قد ابلغت الامانة العامة لمجلس الوزراء به قبل تعيين موعد الجلسة”.
الاشتباكات مستمرة
امنيا ايضا، أدت الاشتباكات المستمرة داخل مخيم عين الحلوة في يومها الخامس الى مقتل شخص وجرح عدد من الاشخاص، وافيد ان حصيلة الاشتباكات بلغت 8 قتلى و128 جريحًا و6 جرحى من الجيش اللبناني. وامس اشتدت وتيرة الاشتباكات بعد هدوء نسبي طوال الليل كانت تخرقه رشقات الرصاص والقاء القنابل بين الحين والاخر لتعود وتشتد صباحا ولا سيما على محوري حطين جبل الحليب ورأس الاحمر – الطيري وعلى طول الشارع الفوقاني، واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، فيما طاول رصاص القنص الاحياء والمناطق المجاورة في مدينة صيدا، كما وتم إغلاق مدخل صيدا الجنوبي من منطقة الحسبة وتحويل السير إلى الطريق البحرية بعدما طاوله رصاص القنص . وتساقط الرصاص الطائش في أحياء وشوارع مدينة صيدا حيث أصيب مكتب أمن الدولة في سراي صيدا الحكومي برصاص طائش، مما أدى الى تحطم زجاج النافذة ونجاة من كان بداخله.
متابعة الاوضاع
في المتابعة السياسية للاشتباكات، وفي وقت وصل عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، والمشرف على الساحة اللبنانية، عزام الأحمد، الى بيروت امس، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وجرت متابعة التطورات في مخيم عين الحلوة. من جانبه، رأس المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري بعد الظهر اجتماعا للفصائل الفلسطينية وهيئة العمل المشتركة في لبنان خصص للبحث في ضرورة تهدئة الامور في عين الحلوة.
الموازنة
على صعيد آخر، عقد مجلس الوزراء بعد الظهر جلسة استكمالاً للبحث في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2024، في السراي الحكوميّة، حيث من المتوقع ان يتخللها نقاش حول كيفية مقاربة مسألة فرض الضرائب بالدولار الأميركي.
وفد الصندوق
ليس بعيدا، اجتمع الرئيس ميقاتي، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ووزير المالية يوسف خليل، مع وفد من الصندوق الدولي برئاسة رئيس البعثة ارنستو ريغا. وشارك في اللقاء مستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر والمدير العام لوزارة المالية جورج معراوي. وتم خلال الاجتماع مراجعة دورية للاتفاق الاولي الموقّع بين الحكومة اللبنانية والصندوق وما تم تنفيذه من مضامين الاتفاق. كما زار الوفد عين التينة.
عودة لودريان
رئاسيا، وفي وقت يصل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مدى اكثر من ساعة القائم بالأعمال الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو في حضور النائبة ندى بستاني ووفد ديبلوماسي فرنسي . وتخلل زيارة التعارف عرض مسهب للأوضاع السياسية وبالتحديد ملف الانتخابات الرئاسية قبيل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ولقائه المقرر غدًا مع رئيس التيار. واطلع القائم بالاعمال من النائب باسيل على المقاربة الكاملة للتيار الوطني الحر لملف الانتخابات الرئاسية .
الاشتراكي ينفي
بدورها، اصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي بياناً جاء فيه: “يهمنا التأكيد بأن لا صحة إطلاقاً لما أوردته جريدة “الأخبار” في عددها الصادر صباح الاثنين ١١ أيلول ٢٠٢٣، ونقله عنها عدد من وسائل الإعلام عن رفض الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب تيمور جنبلاط لقاء الموفد الفرنسي في قصر الصنوبر”.