Site icon IMLebanon

الشرق: رغم الفشل لودريان يعود نهاية أيلول

 

 

انهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان زيارته اللبنانية ومضى، لكن مهمته لم تنتهِ ولم ينجح في حمل نواب الأمة على انتخاب رئيس. الجولة الثالثة ستليها رابعة قريبا إن صحت المعلومات عن عودة خلال ايام لتقييم اجوبة القوى السياسية. لكن الاهم ليس في بيروت انما في نيويورك التي ستشهد اجتماعا للدول الخماسية الثلاثاء المقبل يفترض ان يضع خلاله لودريان ممثلي الدول الخمس في حصيلة زيارته البيروتية لتنطلق على الاثر مهمة قطرية جديدة.

 

واذا لم يطرأ طارئ ولم تعبث الايادي الشيطانية بالاتفاق، فإن وقف اطلاق النار الذي سرى اعتبارا من مساء اول امس في مخيم عين الحلوة سينهي المهمة القتالية التي انهكت الفلسطينيين واللبنانيين في آن وحصدت ارواحا واصابات، وقد وضعت سلسلة الاجتماعات الامنية والسياسية المتلاحقة حدا لها مع التهديد اللبناني باتخاذ اللازم إن لم يلتزم الجميع بوقف النار.

 

لودريان عائد؟

 

في يومه الاخير في لبنان، زار الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وغادر من دون الادلاء بتصريح. غير ان المعلومات اشارت الى ان الموفد الفرنسي في صدد العودة خلال ايام الى لبنان لعقد اجتماع في قصر الصنوبر مخصص لبحث الاجوبة التي تلقاها من الاطراف السياسية، قد يكون بديلا من الحوار الذي كان يريد الفرنسيون وايضا بري عقده. الا ان مصادر عين التينة اشارت الى ان مبادرة الرئيس بري قائمة وكذلك الدعوة للحوار.

 

المحادثات ايجابية

 

ليس بعيدا، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا من لودريان جرى خلاله البحث في نتيجة المحادثات واللقاءات  التي عقدها السيد لودريان في بيروت على مدى ثلاثة أيام. وتم التأكيد المشترك خلال الاتصال “أن نتائج المحادثات ايجابية بقرب انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

 

نحو مرشح ثالث

 

في الاثناء، وعشية اجتماع مرتقب للخماسي الدولي في نيويورك الثلاثاء المقبل ودخول قطري متوقّع على الخط الرئاسي في شكل اوضح، أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة أن “حصيلة جولة لودريان، لم تحرز تقدّمًا يؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولكننا لم نعد إلى نقطة الصفر”. ورأى في حديث اذاعي أنّ “ما جرى هو شبه اتفاق يقوم على التخلّي عن المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور والبدء بالبحث عن مرشّح ثالث”، مشيرًا إلى أنّ “هذا ما حاول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان زرعه في زيارته الأخيرة إلى بيروت، وسيطرح هذا الأمر في اجتماع الخماسية في الأمم المتحدة”.  ولفت إلى أن “المرشح الثالث المطروح حكمًا هو العماد جوزاف عون”، مضيفًا: “لكن تبيّن من مواقف البعض منهم حزب الله والتيار الوطني الحر، أنّ لديهم عوائق تحول دون وصول العماد عون إلى الرئاسة، لأنه إذا خضع لشروط باسيل أو “حزب الله” فيصبح عندها لا فرق بينه وبين فرنجية”.

 

الحزب.. واهمون

 

على الضفة الاخرى، قال عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني في العباسية،  اننا “في حزب الله وحركة أمل نضع أولوية، وهي الإسراع في إنقاذ البلد ووقف الانهيار لتخفيف معاناة اللبنانيين الحياتية والاجتماعية، ولكن الطرف الآخر لا يهمه إنقاذ البلد، وأولويته جره إلى الفتنة”. واعتبر ان “الآخرين واهمون أنهم يستطيعون تغيير المعادلات والتوازنات الداخلية من خلال التحريض لإيصال رئيس مواجهة وتحد، فهم يريدون الانقلاب على إنجازات المقاومة وعلى عوامل قوة لبنان، ولكنهم يراهنون على سراب”، مشددا على أن “الآخرين لهم الشعارات الفارغة، ولنا المعادلات الحاسمة والفاعلة.

 

هدوء تام

 

امنيا، ساد الهدوء التام محاور القتال داخل مخيم عين الحلوة  بعد اتفاق وقف اطلاق النار الذي ما زالت مفاعيله سارية وصامدة في وجه التحديات الامنية والسياسية، بعد مرور اكثر من ١٥ ساعة على دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند السادسة من مساء يوم امس برعاية الرئيس بري.

 

اجتماع صيداوي

 

ولتعزيز هذا الواقع، وفي اطار المعالجات لتهدئة الأوضاع في مخيم عين الحلوة، عقد إجتماع موسع حضرته فاعليات صيدا في منزل النائب أسامة سعد. وبعد الإجتماع، أعلن سعد في مؤتمر صحافي أنه تم البحث في أوضاع  مخيم عين الحلوة والاشتباكات التي أدّت إلى أضرار كبيرة وتداعيات خطرة على سلامة أهل مدينة صيدا واقتصادها. وأكدّ أنهم في اطار العمل على ضرورة تسليم الأشخاص الذين شاركوا في عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني وأحد قيادات حركة “فتح” أبو أشرف العرموشي. واشار سعد الى أن الإجتماع أكدّ على رفض الاشتباكات في عين الحلوة والاحتكام إلى السلاح في معالجة قضايا المخيّم. وقال “طالبنا الفلسطينيين بالتنبه لخطورة هذه الاشتباكات وعدم تكرارها.” وتابع “نحن حرصاء على تثبيت وقف إطلاق النار ومنع الاقتتال وتحريمه واي خروج عنه سيواجه باللازم”.