في عطلة نهاية الاسبوع، هدأت الجبهات السياسية الساخنة وانخفض منسوب التراشق الكلامي وتبادل الاتهامات والمسؤوليات عما آلت اليه اوضاع البلاد وقد لامست الخط الاحمر الامني مع الحوادث المتنقلة والمتكررة معطوفة على موجة النزوح السوري البالغة الخطورة، في حين يبقى ملف الاستحقاق الرئاسي بعيدا، لا بل متواريا خلف الانقسام العمودي على مستوى الداخل، وفي ظل انعدام الرؤية السياسية على المستوى الاقليمي -الدولي بسبب عبق الغبار المنبعث من النزاعات المُسلحة والانهماك بالملفات النووية وتلك المتصلة ببلوغ تسويات في المنطقة تتيح الرهان على انهاء الحالات الشاذة وصولا الى كبح جماح ايران والتطبيع العربي مع اسرائيل.
حوار على الاستراتيجية
وفي وقت انبرى السياسيون الى تقديم التهنئة للمملكة العربية السعودية في عيدها الوطني، صدر موقف اممي بارز عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا في مناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس بعثات الأمم المتحدة اذ قالت في حديث لإذاعة “لبنان الحر” أننا نبذل جهودا عبر القنوات الديبلوماسية ونشجع حوارا على الاستراتيجية الدفاعية ومناقشة كل المجموعات التي تحمل السلاح. لا يمكن ان نغير الموقع التاريخي لأي دولة لان هذه قرون من الإنجاز البشري وميزة اللبنانيين انهم يحبون بلدهم ويتمسكون به وهو محرك لكل النشاطات ونلاحظ ذلك مع المغتربين الذين يدعمون لبنان ويحلمون به كنموذج”. وأكدت ان “الأمم المتحدة تبحث في أي فرصة للمساعدة كي تفهم كيف يمكن ان تخدم لبنان في هذه المرحلة من دون تدخل، مشيرة الى ان اللقاء مع النواب مهم لان دور النواب أساسي في انتخاب رئيس”. وقالت: “ في المرحلة المقبلة نشجع على ان يتخذ اللبنانيون قراراً لأن ليس هناك أحزاب فقط بل توازنات طائفية معينة ولكن بعد سنة من الفراغ يستحق لبنان ان ينتخب رئيساً بسرعة لانه مطلوب منه عمل كثير”.
التحرك القطري
وامس تسرّبت معطيات إضافية عن مهمّة الموفد القطري تُظهر السعي التمهيدي للمهمة الرسمية التي سيقوم بها لاحقاً وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية في سياق التوافق على مرشح ثالث من غير المحسوم من الآن كيف سيكون تعامل القوى اللبنانية المتنازعة معه. ذلك أنّ المعطيات التي سُرّبت أمس، من أوساط قريبة من الثنائي الشيعي، بدت لافتة لجهة الإيحاء أنّ طرفَي الثنائي لم يكونا إيجابيّيَن مع عناوين التحرّك القطري. وأُفيد أنّ الموفد القطري، الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أبلغ إليهما السعي إلى توافق على مرشّح ثالث، ولكن كلّاً من بري ورعد أبلغاه تمسّك الثنائي بترشيح سليمان فرنجية، وهو الأمر الذي يُستشفّ منه أنّ الثنائي قد ينتظر وصول الموفد الرسمي القطري لاحقاً، وأنّه لن يُسلّم بسهولة “بنهاية” المبادرة الفرنسية لمصلحة تزخيم المبادرة القطرية. ويُثير المناخ الذي يحاط به التحرك القطري تساؤلات واسعة عمّا إذا كانت قطر ستنجح حيث أخفقت فرنسا، خصوصاً إذا صحّت التسريبات التي تحدّثت عن أنّ الموفد الحالي يطرح أسماء ثلاثة مرشحين في مقدّمهم قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى اسم نائب مستقلّ وشخصية أمنية.
بين القطريّة والفرنسيّة
من جهة ثانية أكّد النائب سجيع عطية أن “تأزّم الملف الرئاسي وتعقّده خارجيًا، انعكس على الحكومة داخليًا، مع التصعيد المسيحي وعدم التناغم الحاصل في تلبية دعوة الرئيس بري إلى الحوار، مع عدم اقتناع الأطراف بالجلوس معًا والتعاون لوضع خطة بديلة لحل الأزمة والتكيف معها”. وكشف أن “الإمكانيات المادية تميّز المبادرة القطرية عن الفرنسية. واعتبر أن “الحل يتطلّب الجلوس معًا والتوافق والالتقاء على رئيس لديه الإمكانية بتاريخ نظيف، لتجاوز المراحل وتحقيق النهضة”.
الحريص لا يرفض الحوار
في المقابل، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي خريس خلال مشاركته في الذكرى السنوية لشهداء حركة “أمل”: من يدعي الحرص على الوطن والشعب اللبناني لا يرفض الحوار. فالحوار هو الطريق الاقصر للوصول الى حل وقد آن الاوان لأن نعتمد على أنفسنا، وها هو دولة الرئيس نبيه بري وفي ذكرى تغييب الامام الصدر في 31 اب دعا الى حوار غير مشروط ومن ثم الذهاب الى المجلس النيابي لعقد جلسات بدورات متتالية لإنتخاب رئيس للجمهورية، فما هو هذا السر في إعلان البعض رفض الحوار؟ هذا السؤال يحتاج الى إجابات واضحة، فالعديد من علامات الاستفهام تدور حوله، وأعتقد بان هذه الفرصة وهذه المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري ربما تكون الفرصة الاخيرة فلا تضيعوها حتى لا يضيع الوطن.
هجرة غير شرعية تابع
الى ذلك، أشارت قيادة الجيش – مديرية التوجيه إلى ان “دورية من القوات البحرية في الجيش اللبناني تمكنت بمؤازرة الدفاع المدني اللبناني من إنقاذ 27 مهاجرًا غير شرعيًّا كانوا على متن أحد الزوارق المطاطية أثناء تعرضه للغرق مقابل شاطىء شكا”. وحذرت في بيان، “من مغبة الهجرة غير الشرعية كونها تعرض حياة المهاجرين للخطر الداهم، بالإضافة إلى الملاحقة القانونية أمام المراجع المختصة، وتؤكد أن وحداتها العسكرية مستمرة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحتها”.
وفي السياق، أعلنت المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي عن توقيف اللبناني عن إحباط عملية تّهريب عدد كبير من الأشخاص السّوريين”.
توتر حدودي
وليس بعيدا من المحور الامني، ألقت القوات الإسرائيلية قنابل دخانية وصوتية على قوة من الجيش اللبناني كانت ترافق جرافة لبنانية تعمل على إزالة ردميات رمتها جرافات العدو في الأراضي المحررة من مزرعة بسطرة، إحدى مزارع شبعا أثناء عمليات تجريف قامت بها قبل يومين. على الأثر قامت عناصر دورية الجيش اللبناني في المكان بإطلاق عدة قنابل دخانية باتجاه عناصر دورية العدو، فيما وصلت عناصر من الكتيبة الهندية التابعة لـ”اليونيفيل” للتهدئة.