انباء سيئة من كل حدب وصوب تلف لبنان برا وبحرا. في البحر، وقع نبأ المعلومات عن اعلان شركة “توتال” إنتهاء الحفر في بئر البلوك رقم 9 دون العثور الا على ماء بعدما وصل إلى عمق 3900 متر تحت قعر البحر، كالصاعقة على اللبنانيين الموعودين بـ”مَن” النفط و”سلوى” الغاز لانتشالهم من قعر الانهيار، على رغم نفي وزير الطاقة المعلومات اياها مفضلا انتظار نتائج الفحوصات، ولكن… ووفق المثل الشعبي لا دخان من دون نار. وفي البر، توتر حدودي محفوف بخطر الانفجار في اي لحظة ما دام في لبنان فريق مسلح يأتمر من خارج البلاد ومصلحة الوطن، وقد حضر اليه اليوم وزير خارجية الجمهورية “آلامرة الناهية” موزعا النصائح وحاملا الى ذراعه العسكري كلمة سر نقلها ايضا الى دمشق التي توجه اليها بعد انتهاء مهمته في بيروت.
وإن كانت لغة حسين امير عبد اللهيان لم تتسم بالحدة المتناسبة ووقع المعارك الدموية في غزة ولا ارتقت الى مستوى التهديد الايراني المعهود، فإن غياب امين عام حزب السيد حسن نصرالله عن المشهد من خلال اطلالة في زمن كهذا، شكلت مفارقة جد لافتة طرحت علامات استفهام عما اذا كان “السيد” يقبع في المنطقة الضبابية منتظرا كلمة السر قبل ان يرفع اصبعه ويحدد موقفه؟
النفير العام
فيما تستمر العمليات العسكرية الوحشية الاسرائيلية في غزة، وقد طلب امس من سكان غزة اخلاءها والتوجه الى جنوب القطاع في غضون 24 ساعة، شهد لبنان والعالم اليوم سلسلة تحركات شعبية تضامنية تلبية لدعوة جمعة النفير العام التي وجهتها حماس منذ ايام.
عبداللهيان يجول
في الموازاة، جال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان على المسؤولين اللبنانيين والتقى صباحا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي. وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع الإقليمية والدولية، والتطورات الأخيرة في جنوب لبنان وغزة. وفي خلال اللقاء، اكد رئيس الحكومة ضرورة بذل كل المساعي الديبلوماسية من قبل جميع الاطراف لوقف ما يجري من أحداث في غزة وحماية لبنان”. بدوره حذر الوزير الايراني “من امتداد الاحداث الجارية في غزة الى مناطق أخرى في المنطقة، اذا لم يوقف نتانياهو حربه المدمّرة ضد القطاع، وأن ما قامت به حركة حماس كان ردا على سياسة نتانياهو وجرائم اسرائيل”. أضاف: “المهم بالنسبة الينا هو أمن لبنان والحفاظ على الهدوء فيه، وهذا هو هدف زيارتي، واقترح عقد اجتماع لقادة المنطقة للبحث في الاوضاع”.
في الخارجية
بعدها انتقل عبد اللهيان الى وزارة الخارجية حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب. وتم البحث في الاوضاع والتطورات الاقليمية. واكد عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني “ان ما نشهده اليوم في غزة هو جرائم حرب يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء الفلسطينيين”. واشار الى “اتفاق بين لبنان وإيران لضرورة الوقف العاجل لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل”.وأعلن ان “إيران دعت وأبدت استعدادها لاجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في طهران”. من جهته، قال وزير الخارجية بو حبيب ان “لبنان لم يكن يوما يرغب بالحرب أو يسعى اليها ونحذر من ان استمرار التصعيد سيُشعل المنطقة ويهدد الأمن والسلم فيها”، وقال “اننا متضامنون مع إخواننا الفلسطينيين وندعو إلى فك الحصار وإيصال المساعدات إلى غزة”.
الى سوريا
ثم انتقل عبداللهيان الى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قبل ان يتوجه الديبلوماسي الى دمشق للقاء نظيره السوري علي المقداد.
عند نصرالله
وكان الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، استقبل عبداللهيان. وتم عرض، بحسب بيان للحزب، “للأحداث والتطورات الأخيرة في المنطقة، خصوصًا بعد عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والجرائم الوحشية التي يرتكبها في حق أهل غزة جميعًا وما جرى في المسجد الأقصى والضفة الغربية”. وتمّ تقييم الأوضاع والمواقف الدولية والإقليمية والنتائج المحتملة. كذلك حصل التشاور حول المسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع والمواقف الواجب اتخاذها اتجاه هذه الأحداث التاريخية والتطورات الخطيرة.
الحزب جاهز
على الضفة الاخرى، أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم جهوزية حزبه “متى يحين وقت أي عمل” للتحرك ضد إسرائيل دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس. وقال قاسم خلال تظاهرة دعا إليها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت “حزب الله يعرف واجباته تمامًا ونحن حاضرون وجاهزون بجهوزية كاملة ونتابع لحظة بلحظة”، مضيفًا: “نحن كحزب الله نساهم في المواجهة وسنواجه فيها ضمن رؤيتنا وخطتنا، نتابع خطوات العدو ولدينا جهوزية كاملة، ومتى يحين وقت أي عمل سنقوم به”.
انتشار عسكري جنوباً
اما على الحدود الجنوبية التي سادها هدوء حذر امس، فنفذ الجيش اللبناني انتشارا كما وضع حواجز على مداخل بلدة كفركلا منعاً لدخول اي اجنبي الى المنطقة، بعد حديث عن تظاهرة مرتقبة للفلسطينيين، حفاظاً على أمنهم وسلامتهم على الحدود وتجنّباً لأيّ إشكال.
لا نفط؟!
اقتصاديا ايضا، افيد أن شركة “توتال” أبلغت وزارة الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول إنتهاء الحفر في البئر في البلوك رقم 9 بعدما وصلت إلى عمق 3900 متر تحت قعر البحر ولم تجد سوى الماء. وفيما لا بيان رسميا عن توتال او الوزارة في هذا الشأن، ينفي وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض هذه المعلومات.
اجتماع في دار الفتوى دعماً لغزة ضد العدوان
دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان النواب السنة الى اجتماع يعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم السبت في دار الفتوى، مخصص لدعم أهل غزة ونصرتهم.