Site icon IMLebanon

الشرق: سباق بين التصعيد والتهدئة وصواريخ القسام تقطع جلسة الكنيست  

 

يحار اللبنانيون من اين تأتيهم الضربات. من أقصى الجنوب حيث تحصد الاعتداءات الاسرائيلية الشهداء من مدنيين واعلاميين الى وسط جبل لبنان مع انهيار مبنى سكني في المنصورية على رؤوس قاطنيه بفعل اهمال وانعدام ضمير البعض. صفعة تلو الاخرى يتلقونها تباعا حتى لباتت قدرتهم على التحمل شبه منعدمة.

لغة النار تراجعت نسبيا على حدود لبنان قبل ظهر امس بعدما تسيّدت المشهد الجنوبي ليلاً. ولكن الجبهة انفجرت مساء مع استهداف حزب الله لخمسة مواقع اسرائيلية جديدة ليرد العدو بقصف مدفعي طاول عددا من المناطق  وفيما بقي الاستنفار على حاله بين القوات الاسرائيلية وحزب الله، ارتفعت لغة التهديد اذ توجه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لإيران وحزب الله بالقول “ لا تختبروا إسرائيل وإلا ستدفعون ثمناً كبيراً”، موضحا “اننا سنواصل الحرب في الجنوب وجاهزون للحرب في الجبهة الشمالية”.

ووسط سباق محموم بين انطلاق نيران المعركة والمساعي الديبلوماسية لسد فوهة المدافع وتجنيب لبنان كارثة يفتقد القدرة على مقاومتها، وصلت الى بيروت بعد الظهر وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا لاجراء جولة محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، مستبقة نظيرها التركي هاكان فيدان الذي يصل غدا، بحسب الخارجية التركية، للغاية نفسها. في المقابل افيد ان الرئيس الاميركي جو بايدن سيزور تل ابيب.

حذر وتنبيه

ميدانيا، اعلن الجيش الإسرائيلي امس تفعيل خطة لإجلاء سكان الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود اللبنانية، محذرا من أن “إذا قرر حزب الله مهاجمة إسرائيل سيكون الرد عنيفا”، ومؤكدا أن “إيران هي من أعطت التوجيهات لحزب الله لتنفيذ هجمات أمس الأحد على الحدود”. وقال: عززنا وحداتنا على حدودنا الشمالية وسنرد بحزم وقوة على كل عملية ضدنا.

منصات

واعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه في بيان ان “بتاريخ اليوم (امس)، وبعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش على 20 منصة إطلاق صواريخ، 4 منها تحمل صواريخ معدّة للإطلاق في خراج بلدتَي القليلة والشعيتية، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكها”… وكان القطاع الغربي عاش ليلًا متوترًا وحذرًا بعد القصف الذي تعرضت له أكثر من منطقة.

اتصالات ميقاتي

في الاثناء، وبينما بدأت كولونا لقاءاتها من السراي والتي من المقرر ان تشمل وعين التينة وقصر بسترس، في مساع دولية لمنع تفجر الاوضاع على الحدود الجنوبية، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة”.

اتصالات استباقية

الى ذلك، وفي إطار الحملة الديبلوماسية الاستباقية الهادفة لمنع التصعيد وانزلاق الأوضاع في المنطقة إلى الأسوأ، وبالتشاور المفتوح مع رئيس مجلس الوزراء، عقد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب سلسلة اجتماعات حيث التقى على التوالي سفراء دول كل من: الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سويسرا ماريون ويشلت، روسيا ألكسندر روداكوف اليابان ماغوشي ماسايوكي الصين تشيان مينجيان، فرنسا هيرفيه ماغرو، الارجنتين موريسيو أليس، وبريطانيا هاميش كاول.

بري

وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي اعتبر أن “المشروع الإسرائيلي الذي يُنفّذ اليوم ليس قضاءً على القضية الفلسطينية، بل سقوط للأمن القومي العربي ومشروع تجزئة للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفية متناحرة”. وفي الاجتماع الطارئ لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لفت برّي إلى أن “الدفاع عن فلسطين مسؤولية الأمّة جمعاء”.

نداء من الفاتيكان

في الغضون، وجه بطاركة الشرق الكاثوليك من روما نداء الى اللبنانيين والاسرة الدولية دعوا فيه الى انتخاب رئيس والاعتراف بحياد لبنان وتطبيق القرارات الدولية وتسوية الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني. وقالوا اثر اجتماع عقد بدعوة من الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان: صحيح انّ وطننا لبنان يواجه تحديات جدّية وخطيرة، قد تجعله يفقد هوّيته ودعوته ورسالته ودوره في المجتمع الدولي. إنّه يعاني من الانهيار الاقتصادي والنقدي والاجتماعي الذي أدى إلى تدهور اوضاع مواطنينا المعيشية، ما دفعهم إلى الفقر والهجرة، وبخاصّة شبابنا والمثقّفين من بيننا وعائلات بأكملها نحو آفاق جديدة. إنّه يعاني أيضًا من دخول اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة، حتى باتوا يشكّلون عبئًا ثقيلًا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية لا يستطيع لبنان تحمّله. ولمعالجة الازمة اللبنانية المستفحلة والمستمرّة، نرى انّه من الضروري البدء بانتخاب رئيس للجمهورية يعمل على استعادة عمل المؤسسات الدستورية وتطبيق الإصلاحات المطلوبة. فنطلب من دولة رئيس مجلس النواب فتح أبواب المجلس ودعوة السادة النوّاب في اسرع وقت إلى جلسات نيابية متتالية. وندعو السادة النواب إلى القيام بواجبهم البرلماني والوطني وانتخاب رئيس وفق أحكام الدستور.